المحرر موضوع: زمن الميلاد  (زيارة 634 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل غالب صادق

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 304
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
زمن الميلاد
« في: 19:28 05/12/2015 »
في زمن الميلاد هناك من يضنون انهم في قلب الحدث يتحضرون لقداس العيد وفي بيوتهم يزينون شجرة عيد الميلاد وتمتلئ موائدهم بالمعجنات و الكليجة ويرتدون ملابس جديدة ويوم العيد يعايدون بعضهم بعضا الا انهم بالحقيقة ابعد ما يكونون  عن المعنى الروحي للحدث ويكتفون بالقشور . لا يمكن ان يولد المسيح حيث  يسود البغض و الانانية والعنجهية .  في غياب المحبة يغيب المسيح لانه محبة ونور , المعاني التي تنسجم مع الميلاد ليست خارجنا لا بل داخلنا  المسيح لا يولد في قلب مظلم بل في قلب يحن ويشتاق ويرأف ويحب . لا يكفي ان ارنم فقط وان احضر القداس ولا يكفي ان اتذكر ما قاله المسيح واردده واعماله غائبة عني ولا تعني لي شيئا سوى انها احداث في حياة المسيح الارضية . من يريد ان يعيش زمن الميلاد فاليفتح قلبه للمسيح لكي يعمل اليوم المسيح من خلاله , نحن لسنا بحاجة  فقط الى مسيح عاش قبل الفين عام نحن بحاجة الى مسيح  الامس واليوم والى الابد اننا بحاجة الى قلوب نقية يولد فيها المسيح بالروح القدس ملابسنا الجديدة لا معنى لها اذا كان داخلنا عتيق . الميلاد هو التجدد هو العودة الى الطفولة بكل براءتها عندما ننظر الى عيون الاطفال ونتأمل بريق عيونهم نرى البراءة بكل معانيها ونتمنى ان نعود كالاطفال ولكننا نصطدم بالقيود التي كبلتنا بها المعصية  والتكبر والانانية . الميلاد هو حدث تاريخي ديناميكي فعال لا ينتهي عند المؤمن بعد انتهاء ايامه الطقسية . الميلاد هو تجديد تفعيل البراءة في ذواتنا والانفتاح على الاخر بحلة جديدة كل يوم واذا احسست انك اصبحت ممل وطروحاتك مكررة فثق انك حدت عن الديناميكية الميلادية في حياتك. ان اعيش الانجيل كل يوم هذا يعني ان اولد مع المسيح واقتدي بأعماله واموت عن الخطيئة واقوم . في هذه الايام وشعبنا مهجر ويقاسي الالام من جراء ما اقترفته ايادي العنف والارهاب علينا ان نكسر طوق الطقس الروتيني ونتحرر منه  وهذا لا يعني ان نهجر طقوس ابائنا واجدادنا بل ان نفعل هذه الطقوس لتواكب العصر ومتطلباته الانسان الكلداني بحاجة الى كنيسة تنفخ بقوة لازالت الرماد من جمرات الايمان لكي تلتهب الكنيسة بالحيوية والنشاط وتعود حيث البدايات عندما اوصلت  الكنيسة الكلدانية ايمانها الى اقاصي الارض.. ليكن الميلاد انطلاقة جديدة في كل واحد منا , ليدق ناقوس قلوبنا ليسمع الاخرين . وقوفنا الفعلي كل منا مع عائلة مهجرة والاحتفال معها بالميلاد هو قد يكون احد الطرق الايمانية للاحتفال بالميلاد لكي يحتفل الفقير المهجر ويحس انه  مازال هناك مؤمنون يهتمون لحاله ...(كل ما فعلتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار فلي أنا قد فعلتموه )مت25: 40. هذه دعوة لاكرام ايام الميلاد من خلال مد اليد بسخاء دافعه الايمان . لكل منا طريقة ممكن ايصال اي معونه تدعم المهجرين بزمن الميلاد اذا لم يتيسر لنا اللقاء بهم . علينا ان نبرهن ايماننا بأعمالنا لكي يتمجد الله فينا . اليوم وكنيستنا تمر بأصعب امتحان وهو قضية وجودنا او تلاشينا من ارض الاجداد علينا مع الكنيسة  ان نتحمل كل واحد منا حسب امكانياته وليس بالضرورة المادية شيء من هذا الحمل . اللامبالات والابتعاد عن الفعل الوطني والايماني يكاد يخنقنا . تعالوا نولد من جديد مع الاتي من لدن الرب

                                                     بقلم غالب الصادق
[/size][/font]
[/size][/font]