المحرر موضوع: التمــــرد اللوني في ايحاءان رسم الورد  (زيارة 839 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف الملا اسماعيل

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 14
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التمــــرد اللوني في ايحاءان رسم الورد

يوسف  الملا اسماعيل

من المنطق ان ان تكون  للطبيعة آثارها الفلسفية والفعلية والحسية على البشر فكل ما هو طبيعي وينبض بالحياة حتما يقترف فينا الجمال مهما كان كنهه والورد لون الطبيعة وقزح المطر الشفيف وقريض الحب الضافي بالجمال والسماحة والنقاء كما هو اقتراف زمن العطر المتحدي لسرمدة الجمال حتى من خلال اللون وتمرد الأصابع التي نحتت بفرشاة العالمية لوحاتها على أفق رحب لتصيغ نفسها أيقونات ورموزا لماركات الأسماء العالية الجودة المتميزة.
وفي الفضاء اللوني المعتكف بفنية التشكيل تجسدت كحمامة السلام ترفل برسائلها الزيتونية حتى في حقول الألم فدائم ما تكون زيارة المرضى مكللة بالورد مما جعل من الورد لغة لألف درب ولغة من التعبير الإنساني ..
لأنوثة الورد في فلسفة الذوق المميزة شغب جمالي يوحي بمعاني كثيرة كما تحتل لغتها أحاسيس العشاق تحت مفردات أتقنت رسالتها مثل (الوردة الحمراء تعني.."أحبك".. والوردة الصفراء.."أغار عليك".. والوردة الخضراء.."أثق بك".. والوردة البيضاء.."أحتاج إليك".. والوردة الجافة.."انتهى كل شي"..! ) كما تضيف الوردة البنفسجية .. عامل السحر بالجمال .. للموقف . ... لندرتها وهناك من يقول أنها تشي بالحزن يبدو أن المعنيين أوحيا للفنان العالمي فنسنت فان غوخ: برسم لوحة أزهار السوسن التي رسمها وهو في مصح نفسي ولقد بيعت بـ 54 مليون دولار كما أنها أصبحت رمزا لمرضى الفصام أو الشيزوفرينيا .. كما رسم لوحة أزهار الخشاش الصفراء الجميلة رغم أنها ترمز لنوع من الأزهار يستخرج منها نوع من المخدرات غير أن أهمية اللوحة تكمن في حفظ جمالها دون الضرر منها ومن الغريب أن هذه اللوحة تعرضت لعدة سرقات مما يجعلها عرضة للتساؤل .
الورد لا يفقد قيمته ولا جماله حتى في جفافه فالفلسفة الوجودية التي صاغت البشر بعالم متأزم بالهموم دعته أيضا لأن يرتكب الفكر الجميل لينتقل من عالمه المحزن لفرح الانتقاء والخلق والابتكار ومنح الأشياء لغاتها على مقتضى دورها الأهم في حياته ليطمئن نفسه من خلال ميادين العلم والترف الثقافي والموهبة الخلاقة بما حباه الخالق من معينها ليذرع بها الشعور البشري المتقلب وأمزجة الهوى المغلقة ليكون أفق رحب مفتوحا على عالم من التذوق الجمالي لما يوحيه اللون القزحي تحت تمرد الحس التشكيلي لصناعة عالم من الأيقونات الفنية لنثرها على خريفية الشعور بزهوة ربيعية متمكنة وبنزعة إنسانية تهفو لكل جميل ( أن الإنسان هو الوجود الذي يتوقف وجود العالم على ظهوره).

ومن أجزاء العالم الثقافي الجميل عالم الفن التشكيلي الذي نما برائعة الإخلاف وعلى مشارب كثيرة متقاربة متباعدة مترابطة بكونه مختلفة بكيانه ومن أجمل ما قدمه هذا العالم الرائع عالم الزهور المختلف فنادرا ما تدرك أن فنان لا يمتلك لوحة زهرية أو غاب عن صياغة جزء من حكاياتها المنمقة لتزدان جدارية أو لوحة قد صاغتها فلسفتة اللونية بما تعني وضع المقابل التقيمي والجمالي لكل حركة تقيميه توازي ريشته الفاخرة التي تؤكد توقيعه .. حيث يقول فيها ياسبرز: (يكفي للفرد أن يوجد، فبهذه الواقعة نفسها نتجاوز الموضوعية. وهذا هو مبدأ كل فلسفة للوجود. ولا أهمية لها إلا في نظر الأشخاص الذين ارتضوا أن يكونوا أنفسهم، واختاروا الوجود الحقيقي الأصل، لا الوجود الزائف المبتذل. وهذا الوجود يبدأ من الصمت، وينتهي بالصمت، وغايته الوحيدة هي التعبير عن الوجود والوصول إلى الوجود ).

والحركة الفنية التشكيلية اليوم بكل مقاييسها وتنوعاتها التجريدية والواقعية والتجريبية و التعبيرية هي حركة قائمة على التقييم الجمالي والوجود الفلسفي لذهن الفنان الذي يبتكر موضوعية فنه من خلال حكمته اللونية التي تلوننا بتمرد بمشاعر مدهوشة بكل ثمين وجميل .
لوحات فنية تسيد فيها الورد..

الاستاذ الدكتور يوسف الملا اسماعيل