المحرر موضوع: في 8 آذار:أنداد.. لا جواري  (زيارة 1096 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في 8 آذار:أنداد.. لا جواري
« في: 18:38 08/03/2007 »
في 8 آذار:أنداد.. لا جواري


عبدالمنعم الاعسم
malasam2@hotmail.com

 * في يوم المرأة من كل عام، تطالبن ايتها العراقيات، باعادة النظر بالتشريعات الجديدة الكيفية التي اختزلت حقوقكن الى مفردات طائفية غريبة وجعلت منكن جنس مشكوك في سلامة عقله واهليته وقدرته، لكن اصحاب تلك التشريعات وحراسها يعلنون، من غير خجل، انهم قدموا لكنّ المستقبل على طبق من فضة، وان الامر يتعلق بتفسيرات للنصوص وليس للحقوق التي يعترفون بها.. وهم يكذبون.
 * لا تصدقن الكلام الذي قيل ان تاريخنا المكتوب كان قد  انصفكن، فقد سطروا من الاكاذيب ما يثير السخرية في مقاييس الحاضر، يكفي ان سليلي ذلك التاريخ الاسود يجددون سطوره اليوم بالدعوة المبطنة لكي تبقين كجوارٍ، للمتعة والخدمة والتغني بفحولة الرجال، كما كانت اسلافكن في صفحات ذلك التاريخ، او هكذا كانوا يريدون.
*اقول، لا تصدقن تلك الكذبة انهم عاملوكن بروح المساواة، فقد طبقوا، وما زالوا يطبقون هذا المبدأ النبيل بالمقلوب.. المساواة بالمعاناة والافقار والمذابح فقط، اما الفرص والقرارات والمصائر وحقوق الحرية والمال والارث والوجاهات والامتيازات والرخاء فقد كانوا يحتكرونها لوحدهم ، ثم يلوون اعناق رسائل الصالحين والايات القرانية لكي تساعدهم في اذلالكن، وإبقائكن في غيبوبة ابدية.
 * في يومكن، الثامن من آذار، تذكرن ان اجيالا منكن تمردن على اقدار الذل،  وان ثمة نساء كثيرات  خرجن على  النصوص والرطانات، ورفضن ان يصاحبن الرجال في الحرب كوصيفات، او شغيلات في عناية الدواب، او يلتحقن كارقام في طابور الزوجات، وقدمت الكثيرات ارواحهن ثمنا للانعتاق من قيعان الضعف والاستسلام والخوف ومن هيمنة الذكور ومشيئة الجماعة.
* حذار ان تصدقن اكداس القصائد القديمة التي شغفت بكن، فقد كانت سرعان ما تتنكر لكن حين يتعلق الامر بالحقوق والحرية والمصير، وتتحول الى حيتان ووحوش كاسرة حين كانت اسلافكن يقعن في الاسر ويصبحن عرضة للمساومة والبيع ويستخدمن كهدايا يتداولها المنتصرون في الحرب، وفي ثنايا الكثير من تلك القصائد القديمة يرتد الذكور الى مرتبة باعة للنساء.
* انهم يلغمون شفقتهم عليكن بالكثير من الاهانات، مثل: "لا تسافر المرأة ثلاثة ايام فصاعدا إلا ومعها ذو رحم" خوفا عليكن من خواطر الطريق والحاجة واللصوص، او" حرام ان تعهد الولاية الى المرأة" لنقص في العقل والتدبر او خشية ان لا تحصل على وقت للاطفال وخدمة البيت، وثمة الكثير من المحرمات التي ينفي بها العالم الذكوري عن نفسه ظنة الانتماء الى المدنية.
* اللاعدالة ليس قدرا دائما، حتى في عصور قديمة، فقد تحدث ابن بطوطة عن بلدة في الاناضول تسمى(الماجر) فقال ان النساء فيها اعلى شأنا من الرجال.. تأتي المرأة بالغنم واللبن الى المدينة فتبيعه للناس بالسلع العطرية، وربما كان مع المرأة زوجها فيظنه من يراه بعض خدامها.
ـــــــــــــــــــــــــ
وكلام مفيد:
"ليس المرأة وحدها استخدمت  في التاريخ سلاح البكاء، فان اخوة يوسف جاءوا اباهم عشاء يبكون".
حكيم [/b] [/font] [/size]