الاستاذ والصديق العزيز جان يلدا المحترم
تحيه مفعمه بالشوق الى لقائك والتحدث معك
استاذنا العزيز جان, هذه ليست اول مره احس فيها ومن خلال كتاباتك بأنك من الصنف الذي لا يكل ولا يمل ثم لا يستسلم بسهوله أمام تعاظم المصائب وتكرار الازمات , تلك احسبها شخصيا من الهبات والنعم التي يتمنى المرءالتنعم فيها مع ان البعض يعتبرها حاله وراثيه يكتسبها الفرد في تناقل الجينات , ربما في ذلك الكثير من الصحه ,وهناك من يقول عنها بانها حصيلة ما يحصل مع الانسان من تجارب مذ ريعان عمره فتبني له مثل هذا الصرح المعنوي.
ولكي لا يؤخذ على كلامي المبالغه فيما اصفه بحسب وجهة نظري كقارئ قبل ان اعتبر نفسي هاوي كتابه,فقد احتلت هذه الفكره مكانها في ذاكرتي منذ اللحظه التي قرات لكم اول ظهور مكتوب بقلمكم على صفحات عينكاوه , وتعززت فكرتي مع توالي كتاباتكم التي لم تسمح لي بالتشكيك في حدسي قط, انما زادت من اعتقادي حبتين.
اخي جان ارجو ان تتقبلوا تقييمي الاخوي هذا كرد جميل وعرفان يجب اعلانه لقاء ما تتكرمون به علينا في كتاباتكم المشوقه ولتكن عن تجاربكم ورحلاتكم ففيها من العبرة بما يفيد بالنسبة لي على الاقل.
وإن سمحتم لي هنا اخي جان بكلمتين وددت توجيههاخصيصا للاستاذ حنا شمعون انسجاما مع تعليقه الجميل , هناك حادثه قصيره حصلت معي عام 1984 في احدى الوحدات العسكريه في بغداد, في البدايه بسبب مساعدة احد الاصدقاء , تم تنسيبي للعمل في قسم الترجمه داخل المديريه, وبعد حين ولاسباب كانت تهم البعثيين يومها, قرر ضابط التوجيه السياسي نقلي الى وحده تابعه للمديريه في التاجي مع توصيه بوجوب تنسيبي الى فصيل الشغل,وتشغيلي كمنظف مع سيارة الزبل اي (كناس) تحت مسؤولية رئيس عرفاء الوحده المدعو(عزيز محمود قادر) , الفصيل كان يتكون من قرابة ال 15 جندي ما بين جندي شغل وجندي اعاشه, عرفت ان بينهم كان جنديا مسيحيا من زاخو متزوج من القوشيه, لم يكن احدا منهم يعرف باني من القوش سوى ضابط التوجيه في الجناح, في احدى فترات الاستراحه , دار جدال بين الجنود حول الشهامه والشجاعه والاخلاص , سمعت احدهم ( كريم) جندي اعاشه احتياط, عرفت لاحقا بانه يعمل في ضريبة دخل بغداد الجديده,وهو يوجه كلامه للجندي المسيحي الزاخولي قائلا ما يلي: لو حضر امامي عشرة اشخاص مسيحيين , من برطله وتللسقف وباطنايا والقوش وعينكاوه وتلكيف ومنكيش وسرسنك وارموطه وشقلاوه, سيكون باستطاعتي ان اكشف الالقوشي من بينهم بكل سهوله اثناء التحدث معهم جميعا. حقيقة اخي حنا لفت انتباهي كلام الجندي كريم , لكني لم اعلق باي كلمه. مرت الايام واذا بي في يوم الجمعه اصادف الجندي كريم يتمشى في بغداد الجديده مع شخص القوشي اعرفه ويعرفني حق المعرفه لكني لم التقيه لفترة سنوات اسمه نوري قوجا , لم استطع معالجة الموقف بعد ان بادرني كريم بالتحيه وقبل ان يقدمني لصديقه الالقوشي عانقني الصديق نوري وهو يقول لكريم هذا صديقي الالقوشي شوكت , اندهش كريم, و بعد السؤال والاستفسار عن الصحة والاحوال طلبا مني الانضمام معهما لكن وقتي لم يكن يسمح بذلك ,المهم بعد ان عرفت من نوري وبشكل سريع بعض ما منحني الثقة بكريم همست في اذن كريم باني قد سمعت منه في احد الايام جمله اثناء نقاشاتهم حبذا لو نناقشها لاحقا, ثم ودعتهما على امل اللقاء في فرصة اخرى, الذي حصل هو انني في اليوم الذي التقيت بهما كنت ذاهبا عند صديق دعاني لامر ضروري,, والامر الضروري كان بان صديق له يشغل منصب مشاور قانوني في مديرية التجنيد العامه قدابلغه بوجود قرار سري غير معلن بتسريح مواليدي(1950) كوننا كنا من المساقين سهوا , مما اضطرني للسفر يوم السبت الى تجنيد تلكيف لجلب اثباتات مواليدي ودفتر خدمتي وتم تسريحي من دون ان استطيع اللقاء بالاخ كريم وتكملة مناقشة موضوعته مع الاسف .
لذا عزيزي الاستاذحنا ساتمنى اللقاء بكم في زيارتي المقبله الى اميركا ربما ستكون في شهر ايار الى اوهايو لحضور حفلة زواج ابن شقيقي نشات ,, لا باس ان نكلف الاخ جورج شينا بترتيب امر اللقاء بشخصكم الكريم لمناقشة ما لم استطع مناقشته مع الاخ كريم .
ختاما,,, شكرا للعزيز جان يلدا بعد الاعتذار عن اطالة مداخلتي
وشكري ايضا للاستاذ والصديق حنا شمعون على اثارته نقطته التي سحبتني الى سرد هذه القصه التي اتمنى ان لا اكون قد اشغلتكم فيها اكثر مما يلزم.
تقبلوا خالص تحياتي ومحبتي