ماهو وجه العلاقة بين اغا بطرس والايزيدية..؟
عنكاوا كوم -سامر الياس سعيدصدر قبل عامين في دهوك كتاب بعنوان (علاقة زعيم الاشورية اغا بطرس مع الايزدية) لمؤلفه داود مراد ختاري بـ168صفحة من القطع الكبير ..
ويتحدد المؤلف بموقفين او اكثر لتبيان العلاقة التي ربطت الشخصية المعروفة اغابطرس بالايزيديين من خلال بضعة سطور يفصح عنهما فيشير في الصفحة الثامنة من هذا الكتاب الى تلك العلاقة التي بدات منذ نعومة القائد اغا بطرس حينما اصطحبه والده الى احد معاقل الايزيديين وهي قرية (باعذرا ) لطلب العمل كما كان الحال مع البازيين حينما كانوا يتركون ديارهم باتجاه الموصل او الى البلاد الروسية لامتهان حرف عديدة منها الحياكة والبناء والحدادة ومن خلال احد فصول الشتاء توجه والد اغا بطرس ويدعى ايليا الى تلك القرية فتفاجا بغياب نجله البكر فهم بالبحث عنه ليجده اخيرا خلف احدى البيوت ممسكا ببندقية ابيه محاولا التصويب نحو احد الاهداف فاخذ الوالد يقسو على ولده مؤنبا فما كان من احد بنات امير الايزيدية وتدعى (بقرا هزو) الا ان اسرعت لتفك اسار بطرس الولد ولتقول لابيه ( لاتعنف هذا الفتى فربما سيكون له شان عظيم ) ..
والموقف الثاني الذي يورده ختاري في سياق كتابه فيتحدث عن استقبال اهالي القرية نفسها لقودم اغا بطرس الى وادي الرافدين عام 1920 ومن تلك الجولات التي قام بها القائد خص قرية باعذرا التي استقبله فيها الشيخ سعيد المرجع الديني الاعلى ورئيس الايزيديين اجمع وهناك زار اغا بطرس ضريح الشيخ عدي في وادي لالش وفي نهاية الزيارة اكرم الشيخ سعيد ضيفه باهدائه فرس اصيل ذات سرج مطهم بالفضة فيما قابله الاغا بطرس بالمثل حينما اهدى الشيخ سعيد سيارة فور عودته الى بغداد..
اما الموقف الاخير فيذكر المؤلف ان القائد اغا بطرس اطلق على نجله الاصغر اسم خديدة تيمنا باحد اصدقائه من قادة وامراءالايزيدية في مناطق اورمية وهكاري والذين شاركوا معا في المعارك المصيرية في الحرب العالمية الاولى ..
وبهذه المواقف التي يحملها العنوان يكتفي الكاتب بادراجها في هذا الكتاب لكنه لايتوقف عن متابعة سيرة حياة القائد اغا بطرس فيورد جانبا من مذكراته ومقالات كتبت عنه في المواقع الالكترونية لتتحدد فصول الكتاب بـ39 صفحة ليعود مجددا لسبر اغوار عالم هذا القائد بادراج قاموس وضعه عام 1920 باللغات السريانية (السورث) اضافة للانكليزية والكوردية بالاضافة للعربية ويدرج الكلمات السريانية بالحروف الانكليزية في هذا القاموس الذي يعتبره ختاري معجما نادرا ويشير الى انه كرد للجميل الذي قدمه هذا القائد يضع الكاتب مؤلفه هذا لتبيان علاقة اغا بطرس مع الايزيدية ويختتم بملحق للصور التي يستعرض في عدد منها زيارة خديدة اغا بطرس لمركز لالش الثقافي في دهوك دون ان يبرز عام الزيارة او اي تفاصيل اخرى بالشخصيات الموجودة في تلك الصور ..
ومع ان الكتاب يستند في معلوماته على الشبكة العنكبوتية ويورد تكرارا في الكثير من المعلومات التي يوردها في سياق الكتاب الذي لم يتسنى للقائمين على اعداده بمراجعته والتحقق من دقة معلوماته وتاريخيتها الا انه ليس بالضرورة من ان يوثق تلك الصلات التي ربطت بين الاشوريين وغيرهم من المكونات والطوائف الاخرى خصوصا وان اجواء الحرب العالمية الاولى ابرزت تكاتفا من قبل تلك المككونات فيما بينها لصد المؤامرات الغربية التي كانت تحاك ضدهم ولربما يفصح عن تلك العلاقات والترابط الكتاب الذي اصدره الدكتور( روبين بيت شموئيل )بعدة طبعات كان اخرها الطبعة الثالثة التي صدرت عن دار المشرق الثقافية في عام 2013 وحمل عنوان (الاشوريون في مؤتمر الصلح باريس )1919وابرز بيت شموئيل في سياقه مواقف الاكراد الذين وقفوا اصلا ضد الحلفاء في الحرب فقد قدم وفدهم المشارك في ذلك المؤتمر مطاليبهم في مذكرتين وخريطتين حتى ان (بيت شموئيل) يستشهد بمقولة المؤرخ الكردي الدكتور مظهر احمد حينما يقيم نضال الشعب الكردي في تلك الحرب بانه (لم يبلغ مرتبة نضال الشعوب الاخرى في المنطقة )ولربما يشير الى ان الشعب الاشوري كان من بين تلك الشعوب في المنطقة كما يشير (بيت شموئيل) في سياق كتابه عن موقف الارمن والذي يصف موقفهم بالجميل مشيرا ايضا بانهم لم يعيقوا يوما التطلعات القومية للعشب الاشوري الذي ارتبط معهم باكثر من وشيجة ..
