المحرر موضوع: الحلو في سفرتنا الى أثينا/اليونان  (زيارة 1082 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوليت فرنسيـس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 272
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحلو في سفرتنا الى أثينا /اليونان
قبل ايام قمنا بسفرة أنا وزوجي الى أثينا عاصمة اليونان لاننا نزور العواصم على الاغلب في سفراتنا  ,أثينا  مدينة جميلة شعرت بانها مباركة قريبة من أجواء العراق بكثير من الاشياء, ناسها مؤمنون  وطيبون ويحبون الحياة والعمل  الجاد ليل نهار ,مملوءة بالاثار والمقتنيات والتحفيات بشكل غير طبيعي ,هذا ما تمنيته للكلدان  اهتمّوا اخواني بالمعارض والمتاحف والصوراينما كنتم  . الحركة مستمرة دؤوبة ,تذكرنا أهلنا وأصدقائنا الذين احتضنتهم عند الهجرة وعبروا الى اماكنهم الحالية ولكن شوقهم اليها لايوصف دون معرفة السر ,كذلك  تذكرنا القصص المؤلمة والمرّة التي اصيب بها الكثير من المهاجرين المساكين  حتى الموت والغرق والجماد والضياع الذين هججوهم الطامعين بخيرات العراق  والذين جاءوا من خارج العراق غير رحومين باهل الوطن الاصليين .مع الاسف فقد تواطأ معهم ضعاف النفوس والضمائر الخائنة وصار ماصار
 اي مكان نزوره لا يقارن بالوطن ,  الاحجار العظيمة والاثار الموجودة هناك وفي المناطق السياحية العالميةلاشئ امام اثار العراق ,هواعظم و احسن من تلك الدول بنظرنا,الفرق بان هؤلاء يستغلون هذه الحجارة ويربحون بها  بالعافية  أما العراق.أين احجارنا واثارنا العظيمة ؟
الحلو الذي كتبت المقالة من أجله أبسط وأصغرمن هذا كله ,اشترينا هدايا بسيطة كالعادة تذكارية رخيصة,  راينا (سبح مفردها سبحة )جميلة جدا  اشترينا عدد من هذه  السبح اليدوية للاصدقاء والاقارب ,الرجال يحبونها,هذه السبحات عملت ضجّة وزرعت فرحة في القلوب لاتوصف ,البعض  فكّر بطريقة لفها وتزينها بكشكوشة جميلة  كما كان  قد راى مثلها في  العراق . الاخر عقدها بشكل فني ,  الاخر يقول انا انتحرت بها اقعد ساعات واسبّح بيها وصلت الى الموصل , الاخر يقول حتى في السيارة اخذها , الاخر وضعها في غرفة الخطار ليراها ويسبّح بها الاخرين الغرباء اذا زاروهم , هي جميلة ,  هي احسن هدية ,انا واولادي  فرحنا بها  ,هي نازوكية , لونها يخبل ,كلمات تشجيعية منهم .  نحن بدورنا شكرنا الله ان جاءت لنا هذه الفكرة ولاول مرة  لنفرّحهم بعد ان وزّعناها في الجيوب والحقائب والحقيبة اليدوية لانها  ثقيلة في الطيارة ليس لنا شحن .
فتحت العم كوكل لأعرف معانيها الدينية والتاريخية وصنعها  ومعاني خرزها  واشكالها والوانها ومحبيها . طلعت  كثيرة جدا .ولكن ما فهمته الان وتأكّد لي بان السبحة للعراقيين هي وسيلة للتنفيس عما عانوه ويعانيه الان من الالم , من الهموم المكبوتة , هي وسيلة  تنّسيهم  مشاكلهم وتشبع رغباتهم واشواقهم الى اهاليهم واقربائهم الذين انتشروا بدول العالم بدون وعي وبدون رحمة وتعرضوا الى ابشع الجرائم , انها وسيلة يتذكرون الماضي السعيد في الوطن  بحلوه ومرّه . وتذهب بهم الى اديرتهم القديمة المحفورة بالجبال , وكيف كانت العائلة الواحدة وكيف اصبحت الان ,فهم يحتاجون الى سبحة طويلة على طولهم حتى تفي بالغرض, أما البعض من الكتّاب في هذا الموقع  بالعكس يحتاجون الى سبحة طولها امتار تزيد من بغضهم الذي أطل البطريركية الكلدانية رمزنا وفخرنا  بحجة الاعلام . هؤلاء لا يتسلّون بها  بل سينفجرون بها .     .
 الناحية الايمانية على الاكثر أصح في تفسير معناها وكثرة استعمالها, انها مأخوذة من التسابيح والصلوات من مسبحة الوردية  أومن السبحة  التي عددها 33 على عمر المسيح, أو سبحة يكون عددها 99 اسماء الله الحسنى عند اخواننا الاسلام , أو السبح التي يستعملها الرهبات وغيرها . حقيقة شعبنا في العراق هو شعب مؤمن ,له مبادئ وقيم , وهذا تبين في برنامج الصدمة الذ ي عرض على شاشات التلفاز و كشف طيبة اهل العراق  ومساعدتهم للمحتاج والصغير والوالدين وغيرهاوالاحترام .اذن  يجوز انها  تاتي من الايمان  ولكن على الانسان المؤمن  ان لايدع الصعوبات تغلبه ولا تصيبه النيران     
امسكوا السبحة بايديكم  من جديد وانسوا همومكم
أو سبّحوا الله بها  واطلبوا  منه أن يرحمنا ويرحم العالم اجمع,من أجل السلام في العراق والعالم ومن أجل تحرير الموصل
                                   جوليت فرنسيس من السويد/اسكلستونا