المحرر موضوع: ثقافة العطاء  (زيارة 1152 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د.عامـر ملوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 206
    • مشاهدة الملف الشخصي
ثقافة العطاء
« في: 00:43 24/08/2016 »
ثقافة العطاء
"إن قوة الإنسان وسعادته تكمن في العطاء"
 
كلنا نحب الانسان الكريم المعطاء ولانحب الانسان البخيل ولكن ليس كلنا يحب ان يصبح انسانا كريما .ثقافة العطاء متى ما كانت منتشرة في مجتمع ما دل ذلك على ( الرقي الفكري ) و ( الرقي الإنساني )  لذلك المجتمع  :
العطاء سمة إنسانية يشعر بحلاوتها من يسخر نفسه للعطاء في أي مجال كان. من يعطي للآخرين يتمتع بالفكر الراقي الحضاري والإنسانية الكبيرة وصفاء الروح فكلما أعطى ونظر إلى من حوله بأنه سبب في إدخال البهجة والسرور عليهم، كلما حفزه وشجعه ذلك لتقديم المزيد من العطاء لكي يعيش من حوله بهناء وينعم هو بالرضا الذاتي، ويرتقي بارتقائهم. من يعطي بإخلاص يتحرر من قيود الأنانية وحب الذات ويسعد كلما خلق جوا من البهجة والسعادة في البيئة المحيطة به.
العطاء لابد ان يكون من اجل العطاء فقط وهناك نوعان ا من العطاء الاول وهو العطاء من اجل العطاء فقط والثاني عطاء من اجل الاخذ مصلحة او فائدة ترد على المعطي مادية اومعنوية او روحية..
وعندما تعطي لاتكن انتقائيا بل من تعتقد من هو الاوجب. عندما تعطي لا تنتظر رد الجميل والجزاء والشكر والثناء. ولاتحمل من تعطيه فضلا او خجلا او احراجا ولايتم ذكر اسم المتلقي او نوع العطاء. عندما تعطي إياك أن ترى الذل والانكسار على وجه من تعطي. كما جاء في الابيات الشعرية :
نحن أناس نوالنا خضل *** يرتع فيه الرجاء والأمل
تجود قبل السؤال أنفسنا *** خوفاً على ماء وجه من يسل
يقول كارل مور في كتابه (١٨ قاعدة للسعادة): اعط بلا مقابل ولاتركز فقط على من تعرفه أو بينك وبينه قرابة أو صداقة..
      ومما يؤسف له أن الكثيرين يعيشون ثقافة  الأخذ، بدلاً من ثقافة العطاء فالإنسان نتاج بيئته.
    وهناك من يسعى لكي يملك هذا العالم وينسى انه يعيش وهم كبير وحلم تنتهي حلقاته بمغادرته لهذا العالم..
     .
      فمن اي الناس انت ولنتذكر مقولة الشاعر في شأن العطاء:
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها        على الناس طُراً قـبل أن تتفلت
فلا الجود مُفنيها إذا هـي أقبلت      ولا البخل مُبقيها إذا هي ولـت
      فثقافة العطاء، تعني بحث الإنسان الدائم عن ذوي الحاجة لمساعدتهم وقضاء حوائجهم، إذ إن العطاء قد يكون بما يملك الإنسان من مالٍ، وقد يكون بما يملك من جهدٍ ووقتٍ وعلمٍ و… لمساعدة المحتاج أياً كانت حاجته.
     .
 
عندما نمارس العطاء نرتقي بانفسنا وبشعوبنا وبعالمنا .
قصص قصيرة ذات علاقة.
كان هناك رجلا غنيا وبخيلا في رحلة بحرية واثناء الرحلة اصطدمت الباخرة بصخرة كبيرة وبدأت السفينة بالغرق وحاول طاقم الانقاذ مساعدة الغرقى بسحبهم الى قوارب النجاة من خلال طلبهم يد الغريق لسحبه الى قارب النجاة والجميع انقذ ولم يبقى الا الغني رافضا اعطاء يده ,وكان احد المسافرين يعرف هذا الغني فقال لهم انه لايعرف ان يعطي فهوا ياخذ فقط عندها بادر احد المنقذين بتغيير كلمة اعطيني يدك الى اخذ يدي  وتم انقاذه مع بقية الركاب.
اراد احد الحكماء ان يجسد معنى العطاء فدعى فئة من اللذين يؤمنون بثقافة الاخذ فقط وحضر اوعية للحساء وملاعق طويلة بطول اكثر من متر ودعاهم لتناوله فحاول الجميع ان يحتسي الحساء ولكن دون جدوى وقاموا جائعين بعدها دعا فئة من الناس التي تؤمن بالعطاء وقدم لهم نفس الملاعق والحساء ومجرد ان تفحصوا الملاعق قرروا ان يقابل احدهم الاخر ويستخدم ملعقته لكي ياكل زميله وشبع الجميع بفرح.
ان اول سبب من اجله يجب ان نكون كرماء معطائين . هو ان نظهر لله شكرنا وعرفاننا وحبنا له . فالطريقة الوحيدة لان نقدم عطاينا وتصدقاتنا المادية له هي ان نعطي الاخرين فالعطاء والكرم هو نوع من العبادة.

ا