المحرر موضوع: بين النبي والإعلامي تاريخ ومشتركات  (زيارة 1250 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1072
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بين النبي والإعلامي تاريخ ومشتركات
يوصف الإعلام بأنه السلطة الرابعة بعد السلطات ( التشريعية ، التنفيذية والقضائية ) ويستمد الإعلام قوّته وفاعليته من مصداقيته في مراقبة عمل السلطات ... و ( السلطات هي وظائف حكومية لتنظيم شؤون الدولة ) إذاً الإعلام هو (( الرقيب والمراقب )) على سير أعمال الدولة بالشكل الذي يتوائم ودستورها ( شريعتها ) و (( كشف الحقائق )) ( تعرية الفاسدين والانتهازيين الذين يستغلون مناصبهم من اجل تحقيق مصالحهم ، والثناء على المخلصين الذين يؤدون واجباتهم بالشكل السليم والأخذ بأيديهم ) ومن واجبات الإعلام كذلك هو (( تقديم المقترحات )) التي يراها المختصون ( المتخصصون من الإعلاميين او نقلاً عن متخصصين خارج دائرة الإعلام ) تخدم عمليات الدولة ( عمليات الدولة وجدت لصالح عموم الشعب لا تفصل بين شريحة وأخرى أو مكوّن وآخر ولا يقاس حجم تلك العمليات بكبر ذلك المكوّن او صغره ) . واحدة أخرى من مهمات الإعلامي (( التثقيف )) " نقل اخبار التطوّر العلمي التقني الثقافي السياسي الاقتصادي الاجتماعي ..الخ " .
 والآن نتساءل لماذا اعطيَّ للإعلام هذه الأهمية ( السلطة الرابعة ) ؟ . الإعلام والإعلامي يستمد قوته وأهميته من الشعب والشعب هو مصدر ( تعيين " تشغيل " موظفي الدولة بالانتخابات نتكلم عن دوّل تؤمن وتطبق النظام الديمقراطي في منهجيتها " ايديولوجيتها " ) من هنا نستطيع ان نصنّف الإعلامي على انه يشكّل خطراً على الفاسدين وأصحاب المصالح في نفس الوقت الذي يشكل عامل دعم واسناد للمخلصين منهم . من واجبات الإعلامي المهمة (( التحريض )) عندما يرى الإعلامي خطراً على مسيرة الدولة أو المؤسسة ( عدم انتهاجها السليم للدستور ( الشريعة ) والتجاوز عليه وعدم تطبيق العدالة الاجتماعية ويستشعر الخطر من تمدد المافيات المسيطرة على السلطات يستخدم الإعلامي سلطته للتحريض على رفض الشعب للانحرافات بطريقة سلمية  " الدعوة إلى الاعتصام ، التظاهر ... ألخ " وهذه الدعوات تأتي بعد الكشف عن أقنعة الفاسدين  .
كذلك لا نستثني كون البعض من الإعلاميين فاسدون لأنهم مستخدمين من أصحاب المصالح ( المستخدم هنا تعني ارتباط مصالحه بهم )  للدعاية لهم فهم بذلك يشكلون كارتل الأبواق الكاذبة والمعيبة المحسوبة على مهمات الإعلام المقدّسة  ... من هنا نستطيع ان نفصل بين الإعلاميين ( رجال الحقيقة عن ابواق الفساد ) .
المصالح تعني : السلطة " الكرسي " والمال .
ننتقل الآن لنتكلم عن مهمات النبي :
من خلال دراستنا للكتاب المقدس وتأملنا فيه تبيّن لنا أن البعض من مهمات الأنبياء أضطلع بها الإعلاميين وسنذكر ما يخص موضوعنا هذا .
1 ) الرقابة والتنبيه ... الأنبياء يراقبون سير اعمال الملوك ويتابعون صلاحهم وانحرافاتهم عن الشريعة ينبهوهم على أخطائهم لغرض الرجوع عنها يستندون على صحة ادعاءاتهم من احتكامهم للشريعة ( الدستور ).
2 ) المسحة ... هم من يمسحون الملوك ( تعيين ) وهذا واحدة من أدوار الإعلام في الحملات الانتخابية .
3 ) الثناء والتوبيخ ... الثناء على صلاح الملوك والصلاة لهم في ذات الوقت فهم يوبّخون الفاسدين منهم ويتوعدوهم بالعقاب .
4 ) الحفاظ على وحدانية الله ومن تدنيس الشريعة ... كانوا يقفون وبقوّة امام الملوك الذين يشاركون الله آلهة أخرى استرضاء ازواجهم او إماتهم ( خليلاتهم من العبيد ) أو مجاملة الملوك المجاورين لهم فينشؤون مذابح لتلك الآلهة لعبادتها .
5 ) التحريض ... يحرّض الأنبياء الشعب على الحاكم ( الملك ) الفاسد والذي يستمر بفساده رغم جميع التنبيهات والتوبيخات ... كما حدث مع الملك شاول والفتى داود الذي مسح من قبل النبي صموئيل واصبح ملكاً على إسرائيل . وبسبب ذلك فقد تم اغتيال العديد منهم .
وكما في الإعلام هناك اعلاميون فاسدون ترتبط مصالحهم ومصالح أصحاب السلطة ( ابواق السلطة ) كذلك يحدّثنا الكتاب المقدس عن ( الأنبياء الكذبة ) التي ترتبط مصالحهم ومصالح الحكام والملوك فيطبّلون لهم طمعاً للحصول على فتات الخبز الساقط من موائدهم هؤلاء هم (( كما يدعوهم الرب يسوع المسيح المراؤون )) وكما هم في المصطلح السياسي (( الانتهازيون والمنافقون )) .
لقد كان مصير عدد من الأنبياء انهم قتلوا على أيدي أصحاب السلطة ونذكر منهم زكريا الذي قتل على المذبح لأنه تجاوز الخطوط الحمراء لمصالحهم ويوحنا الذي قتل لإرضاء شهوات حاكم شبق جنسياً قتلوا لأنهم على الحق سائرون رافضين المساومة على مبادئهم مبادئ السماء وهذا ما ذكره الرب يسوع المسيح في تحذيره لمعلمي الشريعة والفريسيين  الفاسدين ( الويل لكم ..... ) . وأذكركم بأن الرب يسوع المسيح كان اعظم من واجه سلطة الفساد ( سلطة السنهدريم ) .. سلطة معلمي الشريعة والفريسيين فتجاوز خطوطهم الحمراء والذي جعل رئيس تلك السلطة يصرّح بلسانه امام المجلس " السنهدريم " وهو قيافا حين قال : موت رجل واحد خير لكم " أي خير لمصالحكم واستمرارها لأنه بدأ بتحريض الشعب عليكم " .
منذ ان تأسست الصحافة قدمت قوافل من الشهداء الذين تجاوزوا تلك الخطوط وكان وازعهم الدفاع عن مبدأ الإنسانية وحقوق الإنسان والتبشير بالحرية والمحبة والعدالة الإنسانية حالهم حال الأنبياء . لم نسمع يوماً ان قتل إعلامي انتهازي !! .
هذا الاستعراض البسيط لكي نوصل رسالة مهمة للإعلاميين اليوم نذكّرهم فيها ان لهم مهمات الأنبياء فحسنوا ادائكم بما يتناسب ومسؤولياتكم لا تجاملوا على حقوق الإنسان وحريته قفوا صامدين بوجه الانحراف بكل اشكاله لا يغرنّكم كرسي ولا مال أعملوا لكرامة الإنسان وحريته وليكن قياسكم الإنسانية كونوا انبياء صادقين لا انبياء كذبة اتركوا بصمتكم الجميلة في التاريخ لتدلل على مصداقيتكم ولا تدعوا التاريخ يرذلكم لأن خلود الإنسان في تمسكه بالمبادئ الإنسانية لأنها مبادئ السماء والدفاع عنها ...
 هكذا كان الرب يسوع المسيح له كل المجد .
الرب يبارك حياتكم جميعاً  ...   حسام سامي    26 / 9 / 2016


غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1072
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخوة الكتّاب في الموقع المحترمون .
لم نسمع منكم أي مداخلة تغني الموضوع لا انتقاد ولا تأييد ... فيدونا افادكم الله .
الرب يبارك حياتكم 

غير متصل ADNAN SALIBA

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 26
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد حسام سامي المحترم.
اسمح لي ان أنوّه الى ان تسميه السلطه الرابعه   ليست كما ذكرت او كما هو متداول عندنا. 

إدموند پيرك المفكر والسياسي الأيرلندي الذي يعزى إليه الفضل في ابتكار مفهوم السلطة الرابعةحين راح يقارن أهمية الصحافة ببنية الحكومة وقتذاك، والتي تتوزع على ثلاثة أحزاب، رجال الدين والنبلاء والعوام، قائلاً إن المراسلين الصحفيين هم الحزب الرابع -السلطة الرابعة- الأكثر تأثيراً من كافة الأحزاب الأخرى.( منقول)

ومن وجهة نظري اقسم السلطات كالآتي

- سلطه سياسية ( الحكومه)
- سلطه دينيه ( رجال الدين )
- سلطه المجتمع ( التقاليد، الاعراف ، 
 
والآن نرجع للموضوع


لا يخفى على احد مدى تأثير الاعلام على المجتمع،لهذا يسعى اصحاب النفوذ الى السيطره عليه لتسخيره للوصول الى مبتغاهم.
 
ان الاعلام الحر والنزيه هو الذي يجتهد من اجل تبيان الحقيقه و التي غالبا لا تروق لاصحاب السلطه الفاسدين، لأن كشف الحقيقه تضعفهم وتفضحهم وتخيفهم ، وعليه يقومون بمحاربته بمختلف الوسائل
من تسقيط و اتهامات مبطنه و تهديدات الى ان يصل الامر لتصفيتهم. وحيث ان الاعلام  (الصحفي و المرئي والسمعي والالكتروني أخذ كل المساحات  وطرق أبواب جميع السلطات ، عليه  اصبح العمل بهذا المجال خطيرا و استوجب سن قوانين لحمايه الصحفيينكما هو الحال  في البلدان المتطوره .

اما الأنبياء فانا باعتقادي انهم ثاروا اولا على السلطه الدينية و من خلال تعاليمهم على المجتمع آنذاك ، وانا شخصيا اجد في شخصيه النبي صفه الثوار أكثر من الاعلاميين .

أشكرك  ولَك مني كل التقدير.

عدنان صليبا

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1072
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ عدنان صليبا المحترم .
شكراً لمداخلتك الموضوع . في مداخلتي عليك نحتاج لبعض التوضيح لذلك سأناقش مداخلتك واحدة واحدة :
1 ) اسمح لي ان أنوّه الى ان تسميه السلطه الرابعه   ليست كما ذكرت او كما هو متداول عندنا. 
عزيزي عدنان بداية انا لم ادخل في تاريخية تسمية السلطات ومنها السلطة الرابعة انما ما ذكرته معروف ومتداول عند العالم أجمع من ان ( الإعلام ) هو السلطة الرابعة بجانب سلطات الدولة ( التشريعية والتنفيذية والقضائية والتي هي وظائف لتنظيم شؤون الدولة ) التي يقبض من خلالها الموظف راتباً شهرياً ..
2 ) إدموند پيرك المفكر والسياسي الأيرلندي الذي يعزى إليه الفضل في ابتكار مفهوم السلطة الرابعة حين راح يقارن أهمية الصحافة ببنية الحكومة وقتذاك، والتي تتوزع على ثلاثة أحزاب، رجال الدين والنبلاء والعوام، قائلاً إن المراسلين الصحفيين هم الحزب الرابع -السلطة الرابعة- الأكثر تأثيراً من كافة الأحزاب الأخرى.( منقول) .
على الرغم من انني لم اتحقق من المعلومة التي ذكرتها لكنني اشكرك على اغنائك الموضوع بها .
3 )ومن وجهة نظري اقسم السلطات كالآتي
- سلطه سياسية ( الحكومه)
- سلطه دينيه ( رجال الدين )
- سلطه المجتمع ( التقاليد، الاعراف ،

عزيزي بداية ذكرت ان المفكر ادموند بيرك اعطى مفهوم السلطة الرابعة واسماها حزباً إلى جانب رجال الدين والنبلاء والأعوام وبالتالي هم أحزاب وليسوا سلطات .
السلطات كما قسمها الفيلسوف افلاطون في كتاباته وخاصة كتابه ( الجمهورية ) أشار إلى ان مفهوم الدولة لا يتكامل إلاّ بوجوب وجود ثلاث سلطات ( تشريعية تنفيذية قضائية ) ودعا إلى توزيع وظائف الدولة على عدة هيئات وهذه وظائف رسمية يقبض فيها الموظفون رواتباً . ولقد تكلّم عن هذا الموضوع أيضا الفيلسوف ارسطو -وجون لوكرسو والفرنسي مونتسكيو الذي اسند إليه مبدأ الفصل بين السلطات على الرغم من ان الكثير من الفلاسفة سبقوه إليه . إذاً هي وظائف ثابتة ومعمول بها في كل انحاء العالم لحد يومنا هذا.
اما ما ذكرته عن السلطات ( السياسية والدينية والعادات والتقاليد ) فهذه لا تدرج على أساس الوظائف وانما على أساس أحزاب أو حركات قائدة للمجتمع وبذلك فهي تخضع لقواعد التغيير وعلى سبيل المثال ( انتهت السلطة الدينية في اوربا بعد الثورة الصناعية في بريطانيا وفي الشرق انتهت سلطة رجال الدين بعد الثورة البلشفية في روسيا . وكان للتطوّر المجتمعي والعلمي سبب في انحسار ونهاية قيادة الأعراف " العادات والتقاليد " من حياة المجتمعات المتحضرة . كذلك الأحزاب السياسية تنتهي صلاحيتها القيادية بانتهاء دورتها الانتخابية ) إذاً وبما ان هذه ليست ثابتة إذاً فهي لا تعتبر من ضمن سلطات الدولة ونظامها .
4 ) اما الأنبياء فانا باعتقادي انهم ثاروا اولا على السلطه الدينية و من خلال تعاليمهم على المجتمع آنذاك ، وانا شخصيا اجد في شخصيه النبي صفه الثوار أكثر من الاعلاميين .
عزيزي عدنان ... هنا اختلف معك لذلك نحتاج لوقفة :
أ ) الأنبياء هم السلطة الدينية فكيف يثورون عليها ...!؟ ولو صنفناهم على أساس انهم ثوار ( لا بأس ) فهم ثوار على الفساد والانحراف ورؤوس الفساد هم الحكّام والملوك الذين يقودون الناس على خلاف الشريعة ( الدستور ) .
ب ) الموضوع الذي قدمته هو موضوع مقارن أي يقارن بين حالتين يبحث فيهما عن نقاط التشابه والالتقاء أو الاختلاف والتباعد من هنا تكون قياسات المقارنة ، النقاط التي ذكرتها تدخل من باب الالتقاء والتشابه .
شكراً مرّة أخرى على مداخلتك لأنها اغنتنا . نتمنى ان تتواصل معنا دائماً .
الرب يبارك حياتك