اسماء كنائسنا الطائفية سبب ...
ــــ زاهر دودا / 27 ايلول 2016
لستُ مُلِماً بعدد الكنائس المنشقة وبأسماء الكراسي التي فصلها كل منشق على قياسه واخذ لنفسه التابعين ضمن سلطته السابقين وضمهم الى مملكته الجديدة ، ولا اعلم أي من الرعاة يقوم برعي خرافه احسن من الآخر وخاصة في زمن الجفاف والجوع الروحي والجسدي وفي الازمات والمصائب !
أسماء الكنائس الطائفية والقومية المتعددة في الشرق تُفرّقنا وتضعفنا ايماناً ووجوداً ، والنتيجة الحتمية ستقودنا ببطء الى انهاء الوجود المسيحي المتبقي في الشرق الملتهب بالصراعات المزمنة ، مثلما انتهى وجودنا وتواجدنا في اماكن اخرى من الشرق نفسه ويتم بين فترة وأخرى اكتشاف بقايا لآثار اجدادنا ، ولكن بدون مبالاة المعنيين وكأنها من كوكب آخر ، وآخرها ما كان مكتشف من مقابر في النجف منذ فترة وتم العبث فيها منذ مدة قصيرة ونبشها لنهب محتوياتها والمتاجرة بها .
ما معنى وجود كنيسة بدون ناس مؤمنين يدخلوها ويمارسوا فيها طقوسهم يتعبدون لله الذي بالمحبة يجمع ولا يُفرّق ، وما فائدة الكنائس العملاقة الفاخرة ــ الناجية من التخريب والتحطيم ــ وقد أصبحت متاحف ومواقع اثرية للزيارة والتقاط صور عن تاريخ يشهد في ثناياه عن رائحة البخور والمسك والصلوات والسكون يعم المكان ، كانوا في الامس القريب المؤمنون فيه يتلقون السلام فيما بينهم وتوزعه الايدي بفرح وبمحبة الى الآخرين .
انا مع التسمية الموحدة لكل اتباع المسيح في الشرق الأوسط كما كانت التسمية السابقة قبل الانشقاقات والانفصال والتقسيم .. اسم كنيسة المشرق تشمل كل من يؤمن بالإيمان المسيحي كما كانت في قمة الايمان والانتشار ولحد الان يتواجد رعايا واتباع في الهند وغيرها من دول الشرق كـ ايران وتركيا وسوريا وأردن ولبنان وو ...
اسم كنيسة روما حاضرة الفاتيكان (كنيسة مار بطرس الرسول ) للدلالة على مدينة روما الجغرافي التي كانت عاصمة الامبراطورية الرومانية عند تأسيسها ، وتسمى كنيسة جامعة رسولية أي جامعة للكل ، ولم يطلقوا عليها كنيسة الرومان لكي لا يبغضها وينفر منها الانكليزي الفرنسي واللاتيني والعربي والاشوري ..
ما علاقة الهندي المسيحي من اتباع كنيسة العراق (!) ويربطه باسمها القومي او الطائفي ، عندما نقول كنيسة كلدانية أو كنيسة اشورية او غيرها ؟ هل هو سرياني ، كلداني ، اشوري أو ... ؟!
واذا آمن واعتنق العراقي العربي او الكردي بالمسيحية ويعتز بقوميته ، هل سيتخذ له كنيسة خاصة ويكون له قساوسة وبطريرك جديد خاص ايضا ؟!
الجواب واضح !
اذن لنكن كلنا ضمن كنيسة شرقية واحدة يجمعنا الايمان المسيحي بحيث يدخلها الهندي والتركي والعربي واليزيدي والكلداني الاشوري السرياني و... كأخوة في الايمان وبالممارسات الدينية السليمة يجمعنا المسيح الرب بإيمان واحد ولا دخل للقومية او الطائفية وجود ولا تربطنا من خلالهما اية علاقة غير الايمان الديني ، ولنبعد الأسماء القومية والطائفية عن أسماء الكنائس ، ويمكن ان نطلق عليها اسم الوطن (البلد) الذي تنتمي اليه الكنيسة ، مثلا : كنيسة المشرق العراقية . كنيسة المشرق الإيرانية . كنيسة المشرق التركية وهكذا ..
وبعد ذلك يمكن اطلاق أسماء الكنائس بأسماء القديسين على أسماء الكنائس الفرعية لكل بلد ، كأن نطلق اسم الكنيسة في كرملش : كنيسة القديسة بربارة / كرمليش ، وفي القوش : كنيسة مار كوركيس / القوش .
يمكن اطلاق أسماء البلدات والقرى بالإضافة الى أسماء القديسين على اسماء الكنائس المتواجدة الاخرى في المدينة الواحدة او في البلدة الواحدة وخاصة على الكنيسة الكبيرة للأبرشية باعتبارها الأم الحاضنة لبقية الفروع الاخرى المتواجدة في المدينة ، مثلا نطلق على كنيسة الكبيرة في القوش بــ كنيسة القوش ــ فقط بدون شرقية لأنها ضمن كنيسة البلد المعروفة ــ لتواجد كرسي الابرشية وبالتأكيد على كبرها واستيعابها على اكبر عدد من المؤمنين ، وعلى غيرها : كنيسة مار قرداغ / القوش .... وهكذا
طرحتُ الفكرة رغم صعوبة التطبيق ، ولكن عندما تتواضع القمم وتتنازل لمصلحة قاعدتها التي تستند عليها وارتفعت من خلالها وفي حالة صدق النوايا وبالإيمان المسيحي الصادق والرجوع الى المعنى الحقيقي لمجيء الفادي والوحدة معه في تطبيق التواضع ونكران الذات من خلال تنازل الرعاة القادة للكنائس المعنية ، بان لا يتركوا الـ 99 للذئاب ويهتمون بالـ 1 ..
يمكن إنقاذ الوجود المسيحي في الشرق قبل الانقراض النهائي وذلك بالإيمان المسيحي الصحيح الذي انتشر بقوة السلام وبالأفعال الصالحة العظيمة ولم يفرض بالقوة وبالمغريات المادية الزائلة المنافية لتعاليم المسيح السامية .
لا اعتقد ، الوجود المسيحي الإيماني يكتب له النجاح بفرض أجندات سياسية دولية وان يتاجروا بقيم وحياة مسيحيي الشرق وبمصير الإنسان المادي قبل الروحي ، وان كان حتى من روما تحديدا بالتمنيات وبالصلاة فقط بلا ضمان جسدي وامن روحي وإيمان مستقر في القلب وشعائر تؤدي عن قناعة وإيمان صادق ملموس على الارض ليتكاثر وينموا ويزيد بالمحبة لخير الانسان الذي فوق كل اعتبار ..