المحرر موضوع: مديرية الثقافة السريانية وحلقة دراسية عن الأب العلامة بولس نويّا  (زيارة 1984 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 418
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مديرية الثقافة السريانية وحلقة دراسية عن الأب العلامة بولس نويّا
كتابة : نمرود قاشا
صور : هيثم بردى
عندما رحل بولس نوياّ، لم يتنبه لرحيله الكثيرون، وحتى في أيامنا هذه تمــر ذكرى رحيـله، من دون أن يســتوقف ذلك احداً، مع أن الرجل أسدى لدراســات التــصوف الإسلامي خدمات باقية.
المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية أقامت  حلقة دراسيّة تعريفيّة عن العلامة الأب بولس نويّا، وذلك  مساء يوم الثلاثاء 11 تشرين الأول 2016 ، على قاعة مديرية التراث والمتحف السرياني في عينكاوا.
ساهم  في الحلقة كل من الأساتذة : بهنام حبّابه الذي زامل المحتفى به فترة من حياته في مدينة الموصل، وزكريا قريو ابن أخ المحتفى به، والدكتور روبين بيت شموئيل المدير العام للثقافة والفنون السريانية في إقليم كوردستان.
الباحث حبابة ذكر في بحثه عن المحتفى به بالقول : احدكثم  وانأ أكاد أراه أمامي , سمرة شرقية , يرتدي نظارات وقبعة , خفيف الظل لطيف المعشر , حاضر البديهية , يستمع بهدوء إلى محدثه , ينصت مصغيا .
واستمر حبابه في سرد ذكرياته مع العلامة نويّا المولود في قرية اينشكي في 25 كانون الثاني 1925 ليرسله والده عيسى نويا الى معهد ما يوحنا في الموصل عام 1935 ليتعلم العربية والفرنسية والسريانية .
وتابع رحلته , فقد اعتذر عن قبول الدرجة الكهنوتية وأعلن انتمائه إلى رهبنة اليسوعيين ( ليتخصص في العلوم الإسلامية والتصوف ) .
المداخلة الثانية كانت لأحد أقرباء المحتفى به  زكريا قريو ( ابن اخيه ) ليتحدث هو الآخر عن ذكرياته معه واهم المراحل في حياته حيث رحلته إلى لبنان  عام 1948 حيث درس في دير الابتداء  ( بكفيا ) معقل الاباء اليسوعيين ليكمل دراسته ( سنتين ) , انكب لخمس سنوات أخرى متخصصا في الإسلاميات حيث جامعة السوربون في باريس 1952 لنيل شهادة الدكتوراه بإشراف أستاذه العالم ( لويس ماسينيون ) المستشرق الشهير الذي زار بغداد عام 1907 .
ليتابع قريو رحلة ابن أخيه , حيث عاد إلى الموصل لينال الدرجة الكهنوتية في 29 حزيران 1955 على يد المطران سليمان الصائغ  , غادر بعدها إلى ألمانيا ( مونستر ) لاستكمال مراحل التنشئة .
الورقة الثالثة والأخيرة كانت للدكتور روبن بيث شموئيل المدير العام للثقافة والفنون السريانية ليتحدث عن الإرث التاريخي الذي تركه نويا  حيث احتل كرسي أستاذه ماسينون ، وهو مكان اعتاد ان يشغله، في الجامعات الفرنسية والغربية عموماً، مستشرقون درسوا الشرق العربي والإسلامي وثقافته ومتصوفيه، لكنهم بقوا مع ذلك غربيين في أفكارهم وطرائق استنتاجهم، ومع هذا فإن الأب بولس نويّا لم يكن مستشرقاً، على رغم أن الكثيرين يعتقدون هذا. فهو عراقي الأصل، لبناني النشأة والتربية، ، إسلامي الثقافة، ومن هنا فانه كان واحداً من أوائل العلماء العرب الذين درّسوا التصوف الإسلامي في جامعة فرنسية، وكان لهذا مغزاه الكبير في ذلك الحين، حيث لم يكن من المعتاد ان تسلم مثل تلك الأمور لمؤلفين او باحثين عرب، حتى ولو كانوا، في الأصل رهباناً مسيحيين. قبل نويّا كانت العادة قد جرت على ان "يدرس الآخرون"، عادة من ان دراسة التصوف اتخذت، مع نوياّ، ثم خاصة مع تلاميذه، منحى جديداً، اكثر تعمقاً في فهم العلاقة بين التصوف والاستلام، وأكثر اقتراباً، من جوهر التصوف نفسه.
ومن المداخلات التي طرحت في الحلقة الدراسية ما أثاره القاص هيثم بردى بأنه حين أصدر أدونيس كتابه "الثابت والمتحوّل"  في العام   1973 وقد أعلن أدونيس في كتابه أنه يرمي إلى تحول يزلزل القيم الموروثة من دينية واجتماعية وأخلاقية ، تحول في الثقافة التي يبثها الإسلام بقيمه الدينية ، ، والمعروف أن الأب بولس نويا اليسوعي هو الذي قدم منهجه ووصفه بأنه ( شاعر التحول المستمر  )   لم يتفاجأ جمهوره من القراء بكبير معرفته بالتراث الثقافي العربي الكلاسيكي، هو الذي كان معروفاً، عند السواد الأعظم من ذلك الجمهور، بوصفه من رموز الحداثة وروّادها في الشعر والفكر والتعبيرية . . .، كلها تشهد له بتلك المعرفة الثرّة، وبنجاحه الباهر في الاغتناء بقطوفها  ,  الكتاب كناية عن أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الأدب العربي (قُدّمت في "معهد الآداب الشرقية" في "جامعة القديس يوسف" - بيروت )، وقد أشرف عليها الدكتور الأب بولس نويا اليسوعي، الذي كتب استهلالاً لنصّ أدونيس عند نشره .
بعد أن أنهى المتحدون من أوراقهم فتح باب الحوار حيث طرح الحضور مداخلاتهم وأسئلتهم ليتم الإجابة عليها
****************


وفي الختام بعض من ومضات العلامة الأب بولس نُوِيّا اليسوعيّ 1925 – 1980
وبعد سنتي الابتداء في دير بكفيا وخمس سنوات أُخرى لإكمال دروسه الجامعيّة ولا سيّما في الإسلاميّات بإشراف المستشرق الكبير لويس ماسينيون، رُسم كاهنًا في الموصل يوم عيد شفيعه بولس الرسول ( 29 حزيران “يونيو” 1955 ). وأنهى مراحل التنشئة بإمضاء سنة في مونستر بألمانيا. وما إن انقضت هذه السنة الأخيرة حتّى عُيّن زائرًا رسوليًّا على رهبانيّة مار هرمز الكلدانيّة مهتمًّا خاصّةً بتنشئة الرهبان الشبّان. إلاّ أنّه طلب بعد أربع سنوات أن يُعفى من المهمّة الصعبة هذه ليتسنّى له لتفرّغ للعمل الجامعيّ والأبحاث العلميّة في مجال اختصاصه

إذ ذاك راح الأب نويّا يكبُّ على تدريس الإسلاميّات في معهد الآداب الشرقيّة ببيروت، والإشراف على سلسلة “بحوث ودراسات” الصادرة عن المعهد المذكور ودار المشرق اليسوعيّة، والانتهاء من تحرير أطروحته للدكتوراه الّتي تقدّم بها في جامعة السوربون بباريس العام 1970. وبعد ذلك كان يوزّع وقته بين بيروت وباريس، يُشرف على الأطاريح ويُدرّس في جامعة القدّيس يوسف، والمعهد العلميّ للدروس العليا في باريس، متبوّئًا الكرسيّ الّذي سبقه عليه أستاذه ومن ثمّ صديقه وزميله لويس ماسينيون. إلاّ أنّ كثرة أعماله أنهكت قواه، وعاجلته المنيّة بباريس فتوّفي بسكتة قلبيّة وهو لّما يزل في الخامسة والخمسين، يوم 25 شباط “فبراير” 1980
من مؤلّفاته الكثيرة، نذكر
– ألّف بالفرنسيّة كتاب “التأويل القرآنيّ ونشأة اللغة الصوفيّة
– نشر وترجم مع مقدّمة وحواشٍ، بالاشتراك مع الأب سمير خليل سمير اليسوعيّ المراسلة بين ابن المنجّم وحنين بن إسحق وقسطا بن لوقا
– ساهم في عدّة أبواب في دائرة المعارف للبستانيّ، ودائرة المعارف الإيرانيّة، ودائرة المعارف الإسلاميّة
– ألّف كتابًا للتأمّلات شهد طبعته الثامنة سنة 2002 والّذي نستل منه الكثير من الصلوات تحت عنوان “صوت المسيح
مستلّ من كتاب اليسوعيّون والآداب العربيّة والإسلاميّة “سيَر وآثار”، للأب كميل حشيمة اليسوعيّ، دار المشرق، بيروت
جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة
حوالي خمسة آلاف وتسعمائة مقال وبحث