ما السبيل لمنع رسومات الاساءة للرموز الروحانية ؟
اخيقر يوخنا ان من الحكمة ان يستفاد الفرد او المجتمع ككل من التجارب التي يمر بها وان يعرف افضل السبل لمنع تكرار ما يمكن تلافي حدوثه مستقبلا وما قد يسيء منها الى الذوق العام او المصلحة العامة او المصالح الشخصية او الفءوية او الطبقية او المذهبية الاخرى التي يتوزع عليها المجتمع
وفي حال عدم التوصل الى فكرة جيدة لمواجهة تكرار حالة ما اساءت او اضرت بالمجتمع او بطبقة او بفءة اجتماعية ما فان ذلك الامر قد يثبت قصر فكر ذوي العلاقة
وفي عالمنا اليوم الذي يشهد تغييرات سريعة وحادة في الكثير من المفاهيم والتصورات والمعتقدات والتي تعتبر من الميراث الشعبي التي تعكس هوية المجتمع والتي تحضى باحترام كبير لدى الشعب والتي لا يجوز المساس بها في نظر الكثيرين وتعتبر في الوقت نفسه من المحرمات او الخطوط الحمراء التي لا يجوز المساس بها
فان الضرورة تستلزم وجود افكار مسبقة او اجراءات يتم الاعتماد عليها لاحتواء او امتصاص تاثيرات اي حالة غريبة طارءة تسيء الى تلك المعتقدات
وفي عالمنا اليوم نجد ان كل الخطوط الحمراء السابقة والتي كانت بمثابة الحصانة الثابتة والقوية التي كان يتمتع بها رجال الدين بصورة خاصة قد تم تجاوزها
فلم يعد هناك شخص او رمز مهما علت مكانته الروحية او الاجتماعية بمناءي عن ا نتقادات او تهرشات او اساءات المعارضين لهم حسب مواقفهم او افكارهم او توجهاتهم او اعمالهم الاخرى
وقد يكون لهذة الحالة الجديدة رغم سلبياتها فواءد ايجابية اخرى منها ان المجتمع يتخلص من فكرة التقديس لاي شخص او معبد ديني ويترك القدسية للرب وحدة ( الكل باطل وقبض ريح )
وبذلك الاتجاه الاعلامي الجديد سوف يجد رجل الدين نفسه في وضع جديد كليا يفرض عليه ان يكون حريصا في كل اعماله واقواله وتصرفاته لا ن هناك عيون وجدران تري ويسمع من خلالها كل شيء يسهم في الاساءة والانتقاص من مقام الرجل الروحي اذا اساء التصرف
ومن ناحية اخرى يفرض على رجل الدين ان يقتصر نشاطة العملي فقط بما هو ديني ويبتعد عن السياسة وقاذوراتها ويلتزم بقول الرب اعط ما لقيصر ما له
ورغم كل ذلك الاحتراس والحذر لرجل الدين في التصرف بحكمة وصبر فانه قد ينفع من تفادي حصول بعض الانتقادات الا ان ذلك الحرص لن ينفع او يمنع كليا رسومات الاساءة
حيث سيكون هناك دوما من يجد هفوة ما لكي ينتهزها في الاساءة والطعن والذم لهم
وازاء هذا الموقف الحرج فاننا نعتقد ان على رجال الدين ان لا يستسلموا او يضعفوا ازاء ما يرتكب ضدهم من اساءات بل عليهم ان يتخذوا من ارشادات الكتاب المقدس قوة روحية ومعنوية تساعدهم على تجاوز حالات الغضب والحنق تجاه المسيءين وان يحاولوا جهد الامكان زيادة تجميل سيرتهم وتصرفاتهم بالحكمة وروح التسامح
حيث ان من اولى مهماتهم وواجباتهم الروحية ان يتخذوا من مبدا الغفران لمن يخطا اليهم وخاصة المسيحيين منهم حلا لكل ما يعترضهم حيث انهم اذا شذوا عن الالتزام بتلك الوصية المسيحية في الغفران فانهم بذلك يكونون قد خرجوا من تعاليم المسيحية وتصبح رودوهم بمثابة ردود انتقامية وليست مسيحية
وعند ذلك يثبتوا للاخرين بانهم ليسوا اهلا بتحمل المسوءوليات الروحانية
ولذلك نستطيع ان نكرر القول باننا نوءمن بان رموزنا الروحية ليس امامهم الا التمسك بتعاليم المسيحية السمحاء كسبيل وحيد يسلكوه ليصبحوا قادرون على الحفاظ على مكانتهم الروحية العليا في نظر شعبنا مهما اشتدت الانتقادات