المحرر موضوع: وطن يتيم  (زيارة 1099 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وطن يتيم
« في: 09:40 17/12/2016 »
كلما تأملت العراق وتمعنت في حجم مأساته تخيلت طفلا صغيرا حديث الولادة فقد ابويه قبل ان يشعر بحنانهما ويتدفأ بحضنهما فالتف حوله الغرباء قبل الاقرباء كل يدعى بالاولوية والاحقية في تبنيه وتربيته والوصاية عليه، ليس لتأدية واجب القرابة او حبا به او تنفيذا لوصية والديه او اكراما لمعزة الراحلين بل طمعا في الارث الذي بقى له بعد رحيل الوالدين، وبما ان الثروة كبيرة ولا تقدر وهذا الطفل هو الوارث الوحيد فمن المؤكد ان الصراعات على الوصاية عليه ستكون كثيرة وعنيفة.
فلو لم اكن عراقيا ومقيما في العراق متلمسا وحاسا بالواقع المر الذي يتخبط به الشعب بسبب فساد وجرائم قادة العراق الجدد، واعرف جيدا اي نوع من السياسيين والاحزاب تمسك بزمام الامور وتسيطر على دفة الحكم وتسير الوطن ارضا وشعبا حسب الاهواء والعواطف والمصالح الشخصية، لقلت ان كل ما يقال عن الفساد والمفسدين وتردي الوضع الامني وتدني المستوى المعيشي ولهو الميليشيات والعصابات والتحكم بحيوات المواطنين بحرية دون محاسبة او عقاب وووو ، لقلت ان كل ما يذاع وينشر في الفضائيات والجرائد ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية وكل ما تتناقله الالسن من جرائم ترتكب بحق الشعب والوطن ليست سوى اكاذيب وافتراءات واشاعات يفتعلها البعثيين القدامى وعناصر القاعدة واعضاء داعش ( الذين لم يجدوا بين بنات العالم اجمع فتاة جميلة وشريفة يقترنون بها، فالتجأوا وبكل فخر الى تفجير انفسهم وسط مجاميع بشرية لقتل الاف النفوس البريئة من نساء وشيوخ واطفال وعمال وشباب بعمر الزهور ليذهبوا الى الجنة الموعودة وهناك سيتزوجون من بنات الله وحورياته اللواتي حافظن على عفتهن لهؤلاء المجرمين، وكأن الله قاتل وذباح لذلك لا يزوج بناته الا للقتلة ولا يدخل جنته الا المجرمين والسفاحين) لتشويه صورة الحكومة الديمقراطية الجديدة.
فالعراق الجديد او العراق الديمقراطي الاتحادي الفيدرالي او عراق ما بعد النظام او عراق الارامل واليتامى او ......الخ، تسميات عديدة متطابقة احيانا ومتناقضة احيانا اخرى لواقع حال هذا الوطن المبتلى بالفساد والمفسدين والميليشيات الطائفية وعصابات يقودها لصوص ومجرمين يستحقون اقصى انواع العقوبات وليس اعلى المناصب في الحكومة والبرلمان كما هو معمول به في العراق الجديد، اصبح بفضل قادته الجدد بؤرة للفساد حيث يعد وبحسب تقارير منظمة الشفافية الدولية وغيرها من الهيئات والمنظمات الدولية من اكثر دول العالم فسادا، واصبحت حكومته الديمقراطية!!! بانجازاتها العظيمة واعمارها وخدماتها التي لا توصف اكثر صفحات العراق سوادا في تاريخه الجديد.
منذ احتلال/ تحرير العراق عام 2003 والشعب لا يسمع سوى بالفضائح وعمليات السطو والتهريب والاستيلاء على المال العام وسرقته في وضح النهار بصورة علنية ولا يتلمس سوى المصائب والويلات، فالوطن فقد هيبته ولم يبق له من معنى والمواطن فقد ثقته بالعيش والحياة في بلد يحكمه قانون الغاب، والحكومة تسيرها عصابات ومافيات والبرلمان المزين بمختلف انواع الوجوه والانتماءات مشلول ويعمل بالريموت كنترول من بعيد مرة يهتف ومرة يهز برأسه، مرة يقوم واخرى يجلس ساكتا، مرة يرفع يديه واخرى يمتنع عن الحضور ... وهكذا كما يريد السيد صاحب الريموت كنترول، فهذا الوطن الذي تمنينا ان يكون 2003 بداية جديدة وتاريخ جديد لعراق جديد عراق ديمقراطي حر يسوده القانون وينعم مواطنيه وساكنيه بالخير والطمأنينة والسلام ويحس ابنائه بمخلتف انتماءاتهم بالاخوة والوئام... اصبح بحسب كل الوقائع والتقارير والدراسات التي تصدر من المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان والحيوان والطفولة والمرأة والبيئة ....الخ بلدا ( جحيما ) لا يصلح للعيش البشري.
الصراع على السلطة وما يرافقه من قدرة للسيطرة على ثروات البلد لنهب ما يمكن دون خوف من المحاسبة او حتى استجواب ادى الى ضمور روح المواطنة لدى الفرد العراقي وفي نفس الوقت الى فقدان العراقيين بصورة عامة والاقليات بصورة خاصة ( لعدم امتلاكها ميليشيا خاصة تدافع عنها ) لجميع حقوقهم، فكل الشعارات الرنانة والتصريحات العاطفية والتصرفات الملائكية ودموع التماسيح التي نراها ونسمعها ونتلمسها من الحكام الجدد ليست سوى اوسخ وسيلة للتلاعب بمشاعر وعواطف العراقيين لتحقيق مصالح شخصية بعيدة عن الهم الشعبي والجرح الوطني.
مغزى الكلام:- ان الوطن ليس بحاجة الى لصوص يسرقونه في الليل ويبكون عليه في النهار، ليس بحاجة الى سفاحين يذبحونه ويمشون في جنازته دون خجل، ليس بحاجة الى طائفيين يمزقون الشعب ويثيرون الفتنة بين اطيافه ويبكون على وحدة الوطن امام الكاميرات، ليس بحاجة الى منطقة خضراء يباع فيها تاريخ وحضارة وتراث البلد لتسمين الحيتان من الحرام.... الوطن بحاجة الى وطنيين يحملون الوطن في قلوبهم وليس الى تابعين يحملون الوطن في جيوبهم.     


كوهر يوحنان عوديش
gawher75@yahoo.com



غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: وطن يتيم
« رد #1 في: 11:34 18/12/2016 »
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي الناقد المتألق الأستاذ كوهر يوحنان عوديش المحترم
تقبلوا محبتنا الأخوية مع أصدق وأطيب تحياتنا المعسلة
لا أعرف كيف اصف مقالكم الفوق الرائع هذا الذي حللتم وانتقدتم فيه الوضع السياسي العراقي  بكلمات وعبارات وجمل في غاية الدقة والكمال باختيار حاذق وذكي ذكاء الانسان المثقف الواعي السياسي المتمكن وضعتم بها النقاط على الحروف الممحية وشخصتم العلل والجروح الدامية التي تنخر بجسد الوطن اليتيم العليل غير أن نقول لشخصكم الكريم بورك قلمكم وعاشت أناملكم على هذا المقال الذي وجدنا فيه المضمون الحقيقي للفهم الوطني في وطنٌ تحكمه الذئاب والضباع الجائعة التي لا رحمة في قلوبها تنهش بجسده بنهم بدافع غريزة الجوع المزمن ليلاً ونهاراً من دون خوف ولا خجل يا صديقنا العزيز كوهر .... دمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                  محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: وطن يتيم
« رد #2 في: 11:45 18/12/2016 »


الاستاذ العزيز كوهر يوحنان عوديشو المحترم
تحية طيبة
فعلا اصبح الوطن مدمر ومهجور شعبه متشرد هنا وهناك، هاربين مجبورين ومكسورين، تاركين خلفهم احلامه مقتولة وامالهم مدفونة. ومن كل هذا يقول ابن الخلدون في كتابه مقدمة ابن خلدون ج1.ان العرب اذا تغلبوا على اوطان اسرع اليها الخراب، والسبب في ذلك انهم امة وحشية باستحكام عوائد التوحش، واسبابه فيهم فصار لهم خلقا وجبلة، وكان عندهم ملذوذ لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم وعدم الانقياد لسياسة وهذه الطبيعة منافية للعمران. فالحجر مثلا انما حاجتهم اليه لنصبه اثافي القدر، فينقلونه من المباني ويخربونها عليه ويعدونه لذلك. وتيضت الخشب انما حاجتهم اليه ليعمروا به خيامهم ويتخذوا الاوتاد منه لبيوتهم فيخربون السقف عليه لذلك فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء الذي هو اصل العمران هذا في حالهم على العموم. ايضا طبيعتهم انتهاب ما في ايدي الناس، وان رزقهم في ظلال رماحهم وليس عندهم في اخذ اموال الناس حد ينتهون اليه بل كلما امتدت اعينهم الى مال او متاع او ماعون انتبهوه.، ولا يكلفون على اهل الاعمال من الصنائع والحرف اعمالهم، ولا يرون لها قيمة ولا قسطا من الاجر والثمن، ليس لهم عناية بالاحكام وزجر الناس عن المفاسد ودفاع بعضهم عن بعض، انما همهم ما ياخذونه من اموال الناس نهبا وغرامة. وايضا فهم متنافسون في الرئاسة وقل ان يسلم احد منهم الامر لغيره ولو كان اباه او اخاه او كبير عشيرته، الا في الاقل وعلى كره من اجل الحياء، فيتعدد الحكام منهم والامراء وتختلف الايدي على الرعية في الجباية والاحكام، فيفسد العمران وينقض. وايضا العرب لا يحصل لهم الملك الا بصيغة دينية من نبوة او ولاية او اثر عظيم، والسبب في ذلك انهم لخلق التوحش الذي فيهم اصعب الامم انقيادا بعضهم لبعض للغلظة والانفة وبعد الهمة والمنافسة في الرئاسة فقلما تجتمع اهواؤهم فاذا كان الدين بالنبوة او الولاية كان الوازع لهم من انفسهم وذهب خلق الكبر والمنافسة منهم، فسهل انقيادهم واجتماعهم.وبالتالي استاذ العزيز لابد على الشعب ان يعلم ان هذه الصراعات القومية والطائفية والمذهبية والحزبية وصلت مداها النهائية، وان اللحظة الان مواتية للتفكير في مبادرات وحلول ممكنة وواقعية، لانهاء هذه المهزلة السياسية، التي دمرت الوطن على جميع الاصعدة، وايضا دمرت الشعب على مستوين النفسي والواقعي.اكتفي بهذا القدر وتقبل مروري والرب يرعاك
اخوك
هنري سركيس
كركوك

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: وطن يتيم
« رد #3 في: 09:50 21/12/2016 »
الاخ والصديق العزيز استاذي القدير خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة اتمنى ان تكون والعائلة الكريمة بافضل حال
شكرا لمرورك الكريم الذي يشرفني ويحفزني على الاستمرار .... استاذي العزيز وطننا يتيم الان وعلينا الانتظار لحين نضوج الشعب واختيار ابناء الوطن لحكمه وتمشية امروه ....

ميلاد مجيد وكل عام وانت والعائلة الكريمة بالف خير عسى ان يكون العام الجديد عام تحقيق الاماني وعام خير وسلام للانسانية جمعاء
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان
تحياتي

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: وطن يتيم
« رد #4 في: 09:54 21/12/2016 »
الاخ العزيز الاستاذ هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
تدمير الوطن جاء نتيجة حكم الدخلاء والتابعين وجهل المنقادين وراء الطائفية... وحسب رايي الشخصي ان هذا سيستمر الى ان ينضج الشعب ويترك الانتماء جانبا عندما يتعلق الامر بحكم الدولة... عسى ولعل؟

شكرا لمرورك الكريم وتعليقاتك وردودك التي تزيدنا علما وثقافة...

ميلاد مجيد وكل عام وانت والعائلة الكريمة بالف خير عسى ان يكون العام الجديد عام تحقيق الاماني وعام خير وسلام للانسانية جمعاء
تحياتي وسلامي
كوهر يوحنان