المحرر موضوع: روسيا بين زواجي المتعة والمسيار  (زيارة 937 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوخنا اوديشو دبرزانا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 61
    • مشاهدة الملف الشخصي
روسيا  بين زواجي المتعة والمسيار
بدايتها دردشة :
صديق سوري معارض من الوزن الثقيل كتب على صفحته الفيسبوكية نبذة عن الجيش التركي بصيغة استفسار وتفسير اقتبس الأسطر الآولى كما وردت :
((هل تعلم ان قيادة الجيش التركي الذي كانت تهيمن عليه امريكا حتى انقلاب الأمس هي من الأقليات المذهبية ومن أصول يهودية بنسبة 85% تقريبا وهذه القيادة تضم مسلمين من امهات يهوديات ومن الآشوريين والكلدانيين والسريان ومن أصول يونانية ومن صفويين وعلويين واسماعيليين وأكراد وشركس حيث ان أمريكا كانت تشرف على هذه التعيينات وتصر عليها ؟))
وكان ردي :
وهل اللذين علقوا المشانق في ساحتي المرجة في دمشق والبرج في بيروت أبناء تلك الأمهات ؟وهل القائل : بني يعرب لا تأمنوا الترك بعدها ......بني يعرب ان الذئاب تصول  . يهوديا ام عربياً غيوراً ؟ لنحًكم المنطق في طروحاتنا ومعالجتنا للقضايا بالأمس طبًع أردوغان علاقاته مع أسرائيل وهو  على الطريق لتطبيعها مع صديقه القديم بشار الأسد أهي الذاكرة الصعيفة أم  على مبدء أنصر أخاك ظالما أو مظلوما
بعض من رده :
أولا  لكل زمان دولة ورجال ,ثانياً ان كنت تصدق التاريخ المزور الذي كتب بما يتماهى مع الأنظمة  العربية الوظيفية المستبدة وان كنت تعرف الحقيقة وتتغافل عنها فالمصيبة أعظم ((لولا الفتوحات العثمانية للوطن العربي لوجدت العرب اليوم يطوفون حول النار ويعبدونها تماما كما يفعل الفرس المجوس))
بالعودة الى فحوى الدردشة لست ادري ما هو حكم صديقي الان على تركيا العثمانية من خلال ما آلت اليه الحالة السورية وهذا التنسيق القائم بينها وبين روسيا , انسحبت مكتفياً تاركاً الحكم للقارئ الكريم منوها أن هذا الحديث جرى قبل زيارة الحج الأردوغانية الى موسكو 
تعريف :
زيجتا المسيار والمتعة ((حسب معرفتي المتواضعة )) نمطان من الزيجات الاسلامية مختلفان في الشكل ومتفقان في الجوهر والاحكام وكلاهما موضوع خلاف فقهي بين السنة والشيعة , فزواج المسيار ليس له اجل محدد وانما يفسخ عقده بالطلاق ويتبناه اهل السنة اما زواج المتعة فله اجل محدد بفترة زمنيةمحددة ويتبناه الشيعة. ويصف مثقفو  وبعض مشرعي هذا الزمن من الاخوة المسلمين كلتا الزيجتين ( ( بالدعارة المقوننة او المشرعنة) ) لما يتمثل فيهما من اذلال للمرأة والحط من انسانيتها
شيء من التاريخ :
آ – تركيا وروسيا :من يزور ساحة التقسيم في  مدينة (القسطنطينية ) اسطمبول الحالية ويستفسر من الدليل السياحي عن الشخصيات الموجودة في النصب التذكاري مع اتاتورك باني تركيا الحديثة سيندهش كون شخصيتين ممن في التمثال هما ((روسيتان )) عربون وفاء وتكريما للموقف السياسي الروسي في معاهدة لوزان والمساعدة المالية والعسكرية التي قدمها الروس لاتاتورك  مما يوحي بان ارتباطا أو (زواجا) كان قائما بين الدولتين استمر حتى عام  1952 انتهى بالطلاق  بأنضمام تركيا لحلف الشمال الاطلسي وارتمائها في أحضان المعسكر الغربي. الدارس لتاريخ العلاقات الدولية سيرى حروبا ومعاهدات بين الدولتين  ممتدة  بدء من حربهم الاولى (1568-1570) وانتهاء بالحرب العالمية الاولى. لقد خاب ظن أغلب المراقبين للاحداث الحالية وبالاخص في المسالة السورية ان اسقاط تركيا للطائرة الروسية سيكون مدخلاً لحروب بينهما ناهيك عن الاتهام الموجه لتركيا بتسهيلها دخول المتطرفين الاسلاميين الى سوريا وربمالتصدريهم مستقبلا الى روسيا . لم يتحقق  فربما الرئيس التركي تذكر مقولة (تورغوت اوزال نريد تركيا مدعوة الى المائدة لا صحنا على المائدة)) لقد رمى اردوغان بتركيا في حضن روسيا ليقينه ان امريكا والغرب قد  تخليا عنه وبالاخص بعد الانقلاب الفاشل وانقلابه الناجح الى حدما على العلمانية وارث اتاتورك الذي يؤسس ويؤدي لمتغيرات دراماتيكية مستقبلية لا تهدد بنية الحكم القائم فحسب وانما البنية و التركيبة  الاجتماعية وحينها سيكون زواج المسيار القائم على المحك والطلاق ممكنا في كل حين ولا اعتقدسيكون بمقدور تركيا العودة الى تحالفها الاول عملا بقول الشاعر وما الحب الا للحبيب الاول كون الحبيب الاول له حساباته الخاصة
ب –ايران ورسيا :  الوصول الى المياه الدافئة كان الحلم الذي أًرًق اباطرة روسيا فقد غُبِنت في الحرب  العالمية الاولى وخُدِعت في الحرب العالمية الثانية علما ان العلاقات بين الدولتين لم تكن قط على ما يرام لصراعهما الدائم على مناطق نفوذ في بحر قزوين او في القوقاز وربما هي المرة الاولى في تاريخ العلاقات بيينهما تشهد هذا الانفتاح وبالاخص بعد سقوط  التجربة الشيوعية  في روسيا  وتجسدت اكثر في الحرب السورية القائمة فمن ناحية رسخت روسيا قواعدها في المتوسط ( المياه الفاترة ) ومن ناحية أخرى وطدت علاقتها مع ايران بهذا  التناغم القائم بين سلاح الجو الروسي والحرس الثوري الايراني والميليشيات التابعة لها من حزب الله اللبناني الى فضل ابوالعباس العراقي وكون زواج المتعة محدداً بفترة زمنية فأجل العلاقة هذه مرهون بالمسالة السورية وتداعياتها او بمواجهة عسكرية مباشرة بين راسي القطبين الاسلامببن ((السعودية وايران )) ....قد لايمكن الجمع بين ضرتين عدوتين قد تفرض الحالة انحيازاً لدولة دون اخرى
أحتمالات
في كتابة سابقة لي تحت عنوان من روسيا المغبونة الى روسيا المخدوعة  ماذا سيكتب التاريخ عن الآن؟  قد يكون الجواب مختزلا بعبارة ((روسيا الرابحة  ) لكن  الى متى سيستمر هذا الارتباط ؟                      أ- تبعاً للعلاقات بين الجبارين روسيا وامريكا واتفاقهما على تقاسم النفوذ وتوزيع الادوار والعمل معا على تقليم أظافر الصين كقوة ثالثة صاعدة من جهة ومحاربة الاسلام المتطرف بالحروب البديلة كالحرب القائمة الآن في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن وربما القادمة ستكون شرارتها من البحرين وميدانها  من افغانستان الى السودان فالجراد الاسود مشروع عابر للحدود مع الاخذ بالحسبان المتغيرات في امريكا و احتمال صعود الراديكاللين  في اوربا  مما يزيد الروابط  بين روسيا واوروبا وامريكا                                  ب – ان دخول كل من تركيا وايران مجال التصنيع من بابه العريض وعلى كل الصعد قد يغض النظر عنه زمنا لكن ليس كل الزمن طالما هناك استفادة ولا تشكل خطورة على الصعيدين الامني والاقتصادي  .لا يمنع من الصناعات التحويلية والتجميع المعتمدة بالاساس على استراد موادها الاولية من الدول الموسومة  بالصناعية واعتقد ان الزيجتين ستبطلان حينماتتقاطع وتتضارب انجازات الدولتين مع مصالح الدول الصناعية وبالاخص روسيا هذا اذا اسقطت الدول الصناغية من حساباتها التصنيع العسكري لدولتين ذات مشاريع  ايديولوجية مختلفة في الشكل ومتفقة في الجوهر مخالفة ان لم نقل معادية لايدلوجية العالم الحر 
ج – في حال وقوع مواجهة عسكرية بين الدول الاسلامية اي حربا شيعية سنية كتداعيات لحرب اليمن  القائمة قد تجر منطقة الخليج الى اصطدامات مباشرة وسيترتب على ذلك  اصطفافات وتحالفات وانحيازات مما ستنعكس سلباً على أحدى الزيجتين الا اذا نأت تركيا بنفسها غير مبالية حرصا على امنها الذاتي الهش من حهة ومن جهة اخرى طمعا بحصة او مكافأة ما متنازلة عن تزعم العالم الاسلامي السني  وستكون باكستان السند والحليف للقيادة السنية .                                                                                 د- في حال عودة شبيه الحرب الباردة بين الجبارين وهذا مستبعد بأعتقادي ستعود المنطقة الى مرحلة الاستقطابات ولامريكا اكثر من ورقة يمكن لعبها بدء من تهجين وترويض داعش الى تقوية الاسلام المعتدل عربيا الى تفجير الاوضاع في تركيا لتعلن الطلاق من  روسيا  وفي الوقت ذاته يمكنها الضغط على ايران من خلال زيادة في حصارها ولا ننسى امكانية تحريك الجمهوريات الاسلامية في روسيا الاتحادية لخلق متاعب لها والهائها بمشاكل داخلية
الخاتمة
لقد دفعت الدول الكبرى اثمانا باهظة في حروبها نصرة للاخرين ومن الخطأ الفادح الاعتقاد بتكرار ذلك كرماً لدولة هنا ودويلة هناك او رئيس هنا وقائد هناك ,ان منطق الدبلوماسية هو الغالب في علاقات الجبابرة انه الرعب النووي  ولنتذكر البحر الكاريبي و ازمة الصواريخ ففي اوج العداء الايديوجي بين الجبارين كان الانتصار للدبلوماسية التي نزعت فتيل الحر ب . اما الحروب بالوكالة وبالاخص في شرقنا الرائع اللعين فتلك مشاريع قائمة  في كل حين  طالما بقيت شعوبنا اسيرة عقائدها الدينية المتكلسة تستقي علومها من مناهج دراسية متخلفة ساعية لتسطيح عقل الناشئة لاعتمادها المنهج التلقيني المجرد. ربما هذه الحروب الطاحنة تكون مدعاة لثورة فكرية منهجية على المسلمات الخاطئة لكن للاسف ليس في المدى المنظور ومما يؤسف له ان وطنا مثل سوريا وشعبا خلاقا كشعبها ذو ارث حضاري يدفع اليوم ثمن العهر السياسي الذي جلبه العسكر بدء من حسني الزعيم الى عبد الناصر الى حافظ الاسد وابنه  فاللعب مع الكل وعلى الكل نتيجتها السقوط واكبر دليل مدارس تسطيح العقول الممتدة على مساحة الوطن غايتها ((تحفيظ)) القرآن الكريم وأشدد على كلمة التحفيظ ! ناهيك عن الجمعيات المشبوهة كجمعية القبيسيات وجمعية  الامام مرتضى عدى الائمة المستوردة  ومدارس المشايخ في الريف السوري  وما يجهله السوريون ان شركات مالية خليجية ذات توجهات دينية مولت بعضا من المشاريع بما فيها المشروع الفاشل لنهر الخابور ويقال ان شركات بن لادن هي التي نفذت مشاريع الري في الساحل السوري وبأمكانالسوريين التأكد من صحة ذلك ان ارادوا . ان الحالة المأساوية  التي آلت اليها سوريا  هي نتيجة طبيعيةلقد زرع حافظ الاسد زيوان الطائفية والعشائرية في وطن الكروم والزيتون والسنابل . لكن يبقى الامل قائما بعودة سوريا بيتا للجميع دعائمه العدل والمساواة وسقفه الحرية 
 
 الكتابة رأي شخصي مجرد
عذرا من قارئي الكريم على الاخطاء الاملائية والمطبعية 
يوخنا اوديشو دبرزانا
سكوكي في 19-ك1 -2016