مار باوي سورو ،هل خَسَّْرْتُكَ إلى الأبد؟
لا أخفي أعجابي بك ،وبمواقفك التي وقفتها في كنيسة المشرق الآشورية حتى ٢٠٠٥،وحتى أيام صراع المحاكم ،وحتى بإنضمامك للكنيسة الرومانية الكاثولكية بعدها ،حاولت أن أقنع نفسي ،والآخرين بأخذها بإيجابيتها ،حيث أن سيادتك دُفِعَ دفعاً لذلك ،حيث سُدَّت كل الطرق في وجهكم ،ولم يبقى إلا الطريق إلى روما ،وأخترته لأنك لا تريد إنشقاق آخر في الكنيسة ؟؟
ولكن سيدي مار باوي ؟بعد كل هذه السنين ،وبملئ إرادتك ،تجلس على كرسي الأعتراف مع الأب نويل السناطي ،وفي مقابلة صحفية،تدلي بما أستطعت أن ألخصه لسيادتك.
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=831007.0-أنا بطبيعة الحال لا أضع اللوم فقط على جانب واحد، بل انا بنفسي آخذ اللوم مع جماعتي، نحن أيضا؛ من المؤكد، كانت عندنا تصرفات خاطئة ولـّدت المرارة…
- لقد صرفنا الأموال على المحاكم واستغرق الامر تقريبا 6 سنوات وهذا الأمر بحدّ ذاته، شيء إذا ما راجعته، تراه مملوءًا من الخطيئة، ولهذا اني اتحمل من جانبي ايضا مسؤولية من هذا الشيء.
-عندما يختلط الشأن القومي بالشأن الديني، تصل العدائية الى أبعاد مهولة، تختلط فيها المسؤوليات
-من خلال الكنيسة الآثورية، صارت شكاوى ضدّي، إلى الجهات الحكومية، إلى حد أنه تم اتهامي بالتجسس للإرهابيين
-من ناحية أخرى كنت معجبا بالكنيسة الكاثوليكية منذ صغري، وكنت في المدارس الكاثوليكية، حيث كانت تدرسنا الراهبات وكهنة كلدان، فكان عندي من ثم التعلق الكبير بالكثلكة.
-من المؤكد أن كاثوليكيتي هي كلدانية
-صحيح انا دفعت الثمن الهائل بالنسبة إلى رغبتي في الانتماء الى الكنيسة الكلدانية، لكن اذا ترجع تسألني مرة أخرى، بعد فترة طويلة من هذا العيش، وأنا اذا ارجع بالزمن مرة أخرى، ماذا كنت سأعمل؟ الجواب:
بالضبط كنت سأعمل الشيء عينه
-يسوع اسس كنيسة واحدة، سمّاها كنيستي.
-نصب بطرس صخرة لهذه الكنيسة كأساس.
-عندما عرفت أن الطريق مسدود مائة في المائة، عندئذ رأيت أن إرادة الله لي، هي فوق ارادة البشر.
-لكن من المؤكد كان مهما، لأنه أعطى معنى لشخصيتي ولخدمتي التي قلت أني سأتواصل فيها، مهما تكن العواقب، وكنت اعرف ذلك، لأني كنت دارسا للتاريخ، مثل حركة الاتحاد في الكنيسة الكلدانية، وما حصل لمار يوحنا سولاقا شهيد الوحدة.
-- القومية هي شعور.وفي نهاية الأمر حتى القومية هي شيء مرحلي.
-مار باوي: المصاف الاسقفي للكنيسة الكلدانية هو المصاف الذي من كل قلبي، اردت الانتماء اليه، عندما قبلت اللاهوت الكاثوليكي والعقيدة الكاثوليكية، في كنيستي التي بالتأكيد هي الكنيسة الكلدانية.
-أنها قضية فرد مقابل كنيسة: شخص باوي سورو مقابل الكنيسة الاشورية الرسولية.
- على الكنيسة الكلدانية أن تحتفظ بحقها بـأن تحتضن اي واحد يريد أن يصير كلدانيا من حيثما أتى، كالكنيسة الكاثوليكية التي تقبل كل الناس الذين يأتون إليها، يحتفلون بقدومهم.
-أنه يحتاج إلى أن يصير تحوّل في العقلية لدى الكنيسة عند الاثوريين، وفي القاعدة التي يبنون عليها، والتفهم الروحي الخاص بهم. كل هذا يمكن تلخيصه بما تحتلـّه القومية من حالة ضرورية وكبيرة لديهم لأن ثقافتهم الاجتماعية مبنية على ثقافة قومية.
-لهذا انت ستشاهدني في حياتي كلها لن اتراجع عن هذا الشيء لان التراجع عن الكثلكة وتراجعي عن الكنيسة الكلدانية هو تراجعي عن المسيح، هنا وبالضبط هنا، انا التقي مع ربي.
- الفرق نظريا بين العملية القومية في كنيسة المشرق، والعملية القومية في الكنيسة الكلدانية هو: (في كنيسة المشرق، العملية القومية هي أيضا عملية سياسية، بينما في الكنيسة الكلدانية، القومية هي عملية ثقافية…)
وهنا أريد أركز على نقطتين.
١-تقول أن القومية شعور،وهي شيء مرحلي،لكنك تضيف .لهذا انت ستشاهدني في حياتي كلها لن اتراجع عن هذا الشيء لان التراجع عن الكثلكة وتراجعي عن الكنيسة الكلدانية هو تراجعي عن المسيح، هنا وبالضبط هنا، انا التقي مع ربي.
كيف ذلك ؟ألم تعترف أن القومية مرحلية ،وهنا نراك تقول أن الكلدانية ،أقوى من إرتباطك الإيماني بالمسيح ؟
سيدي ،القومية هي هوية الإنسان الأرضية ،وهي هبة من الله،والإيمان بالمسيح شيء آخر هو شخصي ،وقرار خلاص نفسي يحترم به كل إنسان ،ونيافتك خلطت شيئان لا يختلطان ،كل له أسسه وبناؤه ،ويختلفان جوهرياً ،حتى لو أجتمعا في نفس الإنسان الواحد؟
٢-سيدي تعترف وبلسان حالك ،بإنك كنت تخطط ،وتتعمد للإنضمام للكنيسة الرومانية البابوية الكاثولكية ،وبوقت طويل ،وأن سيادتك أول ما تخالف به هو قسمك أمام الرب يوم رسامتك ،إلا إذا كنت لاتدري على ما أقسمت ،وهو شيء زمني وتاريخي أرضي قمت به أمام شهود عيان ،صدقوك ،ووثقوا بشخصكم ؟
نعم سيدي تشبه نفسك ببطرس الرسول ،هذا حقك ؟لكن بطرس بقي أمينا لكل وعد قطعه،للرب والكنيسة ،وبقي متواضعاً وأستشهد أميناً لإيمانه؟وعندما أخطئ في حياته ،أعترف ،وبكى بكاء مرا لذلك ،وغفر له.
ومن نفس التلاميذ كان الأسخريوطي ،واحد من القريبين الأثني عشر ،نتفاجئ عند ما يبيع يسوع المسيح للكهنة بثلاثين من الفضة ،لم يكن فعله ردة فعل وقتها ،إنما كان يخطط لها ،ويتربص بالفرصة المناسبة ،مع العلم أن يهوذا كان ملماً بالنبوات والكتب جيداً.وحين أخطأ ،عرف خطأه ،لم يعترف به،ولو هو صرح بأنه سلم شخص بريء ،لكنه ذهب وشنق نفسه؟
لذلك ،شخصياً،أعتبر مقارنة نفسك هنا بالرسل ،ليس لها مايطبق على حالتك ،لأنكم ربطتم كل أسبابكم الموجبة ،لإرضاء نفسكم منذ الطفولة(كان عندي من ثم التعلق الكبير بالكثلكة. )
سيدي ،أعترفتم بالقسم من خطأكم ،وذلك يعتبر ميزة طيبة لكم ،أما ما هو حالكم عليه في هذه المقابلة ،هو قراركم ،أحترمكم عليه ،لكني خسرتكم إلى الأبد؟
منصور زندو