مصيبة كربلاء في ساحة التحرير
شيعت بغداد شهداء الاحتجاجات السلمية , الذين سقطوا بالرصاص الحي , الذي اوقع قتلى وجراحى في صفوف المتظاهرين السلميين , كأنهم ارتكبوا جرائم كبرى تستحق القتل , هكذا اصبحت عظائم الجرائم التي تستحق الاعدام والفناء , كل من ينادي بالاصلاح والتغيير , من انهاء حالة الانفلات في الازمة السياسية الخانقة , وكل من يعلو صوته ضد الفساد والفاسدين , وكل من ينادي بتغيير مفوضية الانتخابات الفاسدة , وليس الموت والعقاب الى المجرمين والارهابيين , الذي يفجرون السيارات المفخفخة والاحزمة الناسفة , في الاماكن المزدحمة , الاسواق , والتجمعات الشعبية , وحتى المستشفيات والمقاهي العامة وحتى روضة وحضانة الاطفال , هذا واقع الحال في سلطة نظام المحاصصة الطائفية المقيت , لكل فرد له الحرية ان يفعل ما يشاء من الافعال الاجرامية والارهابية الدموية , دون خوف وقلق , ولكن اياك ان تشير باصبعك وترفع صوتك ضد حيتان الفساد , ومنهم حاضنتهم , مفوضية الانتخابات الفاسدة , التي تنكرت لواجبها ومسؤوليتها وضميرها , بأن تكون حامي العملية الديموقراطية , بكل نزاهة حيادية , وان تكون مستقلة , لا تنتمي الى احد , سوى الى العراق ووالانحياز الى مهمتها المهنية والوطنية , بانعاش عملية التنافس الانتخابي الحر والعادل والشريف , لا تظلم احداً , ولا تنحاز الى اي جهة سياسية مهما كانت , لكن المفوضية الحالية , مزقت هذه المبادئ الديموقراطية , واصطفت مع جبهة الفساد والفاسدين , بأن تكون حارسة امين , ومدافع شرس عن مصالح حيتان الفساد , بعملها هذا الشاذ والنشاز , بأنها اطلقت رصاصة الرحمة على الديموقراطية العليلة والهشة والمريضة , وهكذا وبكل بساطة سفكت الدماء البريئة الشيعية , بأيدي شيعية , وبدم بارد , رغم انهم يذرفون دموع التماسيح على الدم الشيعي الرخيص والمهدور , والتي يمارس بحقها ابادة جماعية بشعة , من التفجيرات الدموية اليومية . ان الاحزاب الشيعية شاركت بشكل فعلي بنزيف الدم الشيعي , ظلماً وعدواناً , وفي الامعان في الاجرام الوحشي بجريمة القتل , منعت القوات الامنية , اقامة نصب سرداق عزاء للشهداء الابرار , هذا الفعل الوحشي , يذكرنا باساليب واسلوب ونهج النظام البعثي الفاشي , في منع اهالي المعدومين ظلماً وعدواناً , من اقامة مراسيم العزاء والحزن , ولكن الشيء الجميل والطيب , بأن يسجل لصالح القوات الامنية , بأنها لم تطلب من اهالي الشهداء , المال لدفع ثمن الرصاصات التي قتلت ابناءهم في ساحة التحرير , لان الفاسدين عشقوا المال والدولار بعبادة مقدسة وضربوا عرض الحائط كل الاديان والمقدسات الدينية , فأصبح همهم الوحيد هو الكرسي والمنصب , والهنب والسرقة والاحتيال , لذلك نهبوا الغالي والنفيس من خيرات وثروات العراق , ووجدوا ضالتهم التي تنعشهم بأكسير الحياة , في مفوضية الانتخابات الفاسدة , التي امنت لهم الفوز الساحق في الانتخابات , عبر عمليات التزوير والتحريف والتلاعب والاحتيال في النتائج الانتخابية , وحتى التلاعب في السجلات وصناديق الاقتراع , وحتى استبدالها بصناديق اخرى , مملوءة بالبطاقات الانتخابية المزورة , لصالح حيتان الفساد , الذين دمروا وخربوا العراق , وهذا مايفسر الرفض في تغيير مفوضية الانتخابات , رغم الضغوط الهائلة من الداخل والخارج , ورغم الدعوات الدولية , في تغيير مفوضية الانتخابات الحالية , واستبدالها بتشكيلة جديدة , نزيهة وحيادية ومستقلة خارج عن تأثير الاحزاب , حتى تضمن الحياد والاستقلالية , حتى تكون العملية الانتخابية , ديموقراطية عادلة للجميع , تضمن التنافس الانتخابي الشريف والعادل , بأن تكون تشكيلة المفوضية الجديدة , من العناصر , الذين تتوفر بهم الخبرة والكفاءة المهنية والنزاهة الوطنية , وتحترم مسؤوليتها في ضمان نزاهة الانتخابات القادمة , وهذا المطلب طالب به ممثل الخاص للامين العام لهيئة الامم المتحدة , ممثله في العراق السيد ( يان كوبيش ) . حيث طالب بتغيير مفوضية الانتخابات الحالية , بمفوضية الانتخابات جديدة . ودعا ( مجلس النواب الى استكمال المراجعة , التي تتم حالياً لقانون الانتخابات والمفوضية , واستكمال عمل اللجنة الملكفة باختيار مجلس المفوضين المقبل , متبعة بذلك لمبادئ الديموقراطية وسيادة القانون , في الاستجابة لرغبات الكثير من العراقيين , الى تحقيق اصلاح حقيقي للعملية الانتخابية ومؤسساتها ) ولكن السؤال الجوهري . هل تستجيب المفوضية لهذه المناشدات الدولية وتقدم استقالتها ؟ هل يتحكم بها العقل والحكمة بالاستجابة لرغبات العراقيين ؟ . أم تركب رأسها بعناد واصرار برفض الاستقالة , حتى تسفك دماء جديدة , حتى تكون كربلاء جديدة في ساحة التحرير ؟! ................................ والله يستر العراق من الجايات !!
جمعة عبدالله