الكلدان بحاجة الى مجلس طوارئ لإنقاذ أنفسهم وكنيستهم من الخطر الوجودي الذي يداهم ثقافتهم والفوضى العارمة التي اقحمتهم الإدارة البطريركية الحالية فيها – رد على بيان
ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد
ملاحظة: هذا المقال رد على بيان للبطريركية الكلدانية (رابط 1) الذي يومئ فيه صاحبه الى كتاباتي منتقدا موقفي من اللغة والثقافة والتراث والطقوس والأزياء والريازة والفنون الكلدانية الأصيلة والفريدة من نوعها.
مقدمةالبطريركية الكلدانية في سنيها العجاف الأخيرة تعيش أسواء وضع مر به الكلدان وكنيستهم المجيدة في تاريخهم المعاصر.
إننا ومع الأسف نشهد افول الكلدان وكنيستهم بعد ان اوقعتهم الإدارة الحالية في ازمة عارمة في الثقافة واللغة والإعلام والشفافية والإدارة وأبعدتهم عن اصالة هويتهم الثقافية لا بل تنتزعها منهم عمدا وبإصرار غريب وعجيب.
لم يشهد الكلدان وكنيستهم مرحلة بائسة مثل هذه التي تعيش فيها بطريركيتهم وهي في حالة نكران شديدة وفوضى عارمة وخطر وجودي منذ الاتحاد الاندماجي (او الثاني) مع الفاتيكان الذي دشنه البطريرك يوحنا هرمز (1830-1838).
لقد جلس 11 بطريركا على كرسي بابل منذ الاتحاد الثاني. وإن قرأنا مسيرتهم ورغم الاختلاف والتباين الكبير في ادارتهم ومواقفهم لما رأينا هكذا عداوة وهجوم وبقسوة على اللغة والتراث والثقافة والأعلام والريازة والفنون والطقوس والآداب والشعر- أي الوجود والهوية الكلدانية الأصيلة والفريدة من نوعها – كالذي تقترفه الإدارة البطريركية الحالية في سياستها التأوينية الهوجاء.
والمواقف التي تتخذها في إعلامها الهزيل الذي صار هدفا للتندر والنكتة، وفيها تهاجم الثقافة واللغة الكلدانية ليس لفظا وحسب بل عمليا كما سنرى، لم يقبل بها أي شعب وقاومها أي شعب وإن كان تحت نير مستعمر او طاغية كما هو شأن الأكراد في العصر الحديث مثلا.
وإن ركزنا على ما تقوم به هذه البطريركية من خلال إعلامها الهزيل وممارساتها المناوئة للثقافة واللغة والفنون والطقوس والريازة والشعر والأدب والموسيقى والأعلام الكلدانية لأصابنا ليس فقط العجب بل الهلع ولشبكنا عشرنا على رأسنا لما تقترفه هذه الإدارة من اعمال لتهميش الثقافة الكلدانية.
نماذج وممارسات
وسأركز في هذا المقال على بعض النماذج والممارسات والأقوال والتي هي غيض من فيض والتي تنم عن جهل بأهمية الثقافة لأي شعب ومؤسسة ولا يقوم بها أي شخص او مثقف عادي يحترم نفسه ولغته وإرثه وتاريخه.
وكذلك تنم المواقف والممارسات هذه عن جهل مطبق بأهمية اللغة والأدب والفنون الأدبية والشعرية والبلاغية والفنية التي يجب على أي مثقف عادي أن يدركها ولكن هذه الإدارة البطريركية التي تعيش في حالة نكران شديدة تجعل من نفسها حكما في علوم لا فقه لها بها ولا علم لها بها.
جهل!
أنظر مثلا الجهل الكامل بالبلاغة الأدبية والاستعارية والرمزية والمجازية التي تختزنها اللغة في ثناياها ويستند إليها الشعراء ولأدباء ويوظفونها للتعبير عن مكنوناتنا ومكنونات العالم حولنا بطريقة لا يتمكن منها غير الذين منحهم الله موهبة لا نمتلكها نحن.
لقد ذهبت هذه البطريركية حدا بعيدا وخطيرا جدا في هجومها على للثقافة واللغة الكلدانية الى درجة اقتباس نتف من كلمة او كلمتين او عبارة او عبارتين ترد فيها مثلا اسماء الحشرات والطيور او يعرج فيها الكاتب الى الاستعارة والمجاز لتوصيل الفكرة بأسلوب ادبي رفيع وتفشل هي في قراءتها ضمن سياقها كونها ادب رفيع لا علاقة له بالخطابات والبيانات التي تبثها تقريبا يوميا وتفتقر بعضها حتى الى الكياسة في مخاطبة الأخر. (أنظر رابط 2 وكيف يقتبس صاحب التأوين كلمة او كلمتين من هنا وهناك خارج السياق للسخرية من اللغة والثقافة والطقوس الكلدانية).
قراءة غير موفقة وغير مقبولة
كيف تتجرأ هذه البطريركية على الهجوم وبقسوة على تراثنا وتستهزئ به وتستنكف منه بحجة انه زراعي وفيه عبارات زراعية؟
لو اخذنا هذا الأمر في عين الاعتبار لرأينا ان الإنجيل ذاته مليء بعبارات زراعية وفلاحية ومنها أسماء الحيوانات والحشرات. فقط الجاهل يقرأها بحرفيتها. وفي ذات الخانة تقع نصوصنا الكلدانية المقدسة والسامية.
القارئ المثقف يرى في هذه النصوص وما يرد فيها من مفردات زراعية او فلاحية او أسماء الحيوانات والحشرات يرى فيها على انها استعارات ومجازات وبلاغة سامية لا زلنا نقرأها ونرتلها بخشوع رغم ان الزمن قد عبرها.
هذا حال كل التراث والأدب الإنساني فهل نلغيه بجعله هدفا لحملة "التأوين"!
كل الأدب الإنساني لكل الشعوب مليء بأسماء الطيور والحشرات والنباتات واستعارات لا يراها سليمة غير الجاهل باللغة والأدب والذي لا يحمل ذرة غيرة واحترام لثقافته وادبه وفنونه وطقوسه.
فهذا شعر شكسبير مليء بأسماء الحيوانات والحشرات والزهور والنباتات والفلاحة والزراعة وظروف الإقطاع في حينه لكن كل صاحب ثقافة انكلو-ساكسونية حتى وان كان حاصلا على شهادة الأمية لا يمكن ان يستهجنه ويزدريه بالطريقة التي تفعل ذلك بطريركيتنا العتيدة بثقافتنا ورموزنا في سنيها العجاف الأخيرة. (أنظر رابط 3 والهجوم غير المبرر على ملفان وأديب شعبنا وكنيستنا العلامة إيليا أبو حليم وهو واحد من أعمدة ثقافتنا وادبنا الكنسي).
استحلفكم بالله ماذا سيفعل أي انكلو- ساكسوني ذو ثقافة متوسطة لو هاجم شخص شكسبير لأن شعره ومسرحياته زراعية وفلاحية وإقطاعية او ان مقاطع من مسرحيات وأشعار شكسبير فيها بعض السجع والقافية؟
والأدب الرفيع كما هو شأن نصوصنا الكلدانية التي هي من أرفع وأسمى ما عرفته البشرية هذا إضافة الى قدسيتها لا يقرأ حرفيا إلا من قبل الذين يجهلون القراءة ولا يعرفون ما هي البلاغة والاستعارة والمجاز.
هل يجوز ان نقول من يقبل امه او اخته او زوجته ان تصبح "وعاء شهوة" (يا لبؤس العبارة، انظر رابط 5) – كما يدعي صاحب التأوين في تفسير غير مقبول وينم عن جهل بالأجناس الأدبية والبلاغية في هجومه غير المبرر على نص من عدة كلمات لمار افرام لأن الشاعر الأندلسي المبدع هنا (أنظر الاقتباس ادناه) مثلا يقارن خليلته "بليل الصب" و"قيام الساعة" و"رقد السمار" و"بكاء النجم" و"الغزال ذي هيف؟" هذه القصيدة من أجمل ما غنته فيروز. لو وقعت امام معول صاحب التأوين الهدام لهدم صرحها وألغاها وجلب محلها الإنشاء الهزيل الذي يكتبه. إن كنت انت لا تفهم ولا تستوعب سمو ادبنا وثقافتنا الكلدانية، الكلدان شعب مثقف ومتعلم ويقرأ ويفهم ويستوعب ادبه وشعره وثقافته ولا يحتاج الى "التأوين":
يا ليل الصب متى غده ؟ اقيام الساعة موعده
رقد السمار فأرقه أسف للبين يردده
فبكاه النجم ورق له مما يرعاه ويرصده
كلف بغزال ذى هيف خوف الواشين يشرده
وهذا ينطبق على كل الآداب والفنون والثقافات الإنسانية. لو طبقت الشعوب والأمم مبدأ صاحب التأوين لما بقي هناك حضارة إنسانية وألغينا كل شيء وكتبنا عن ميولنا ونزواتنا عوضا عنه، وهنا ستقع كارثة كبيرة لأن هذا سيلغي التراكم المعرفي والحضاري وبلغته وثقافته وهذا ما يحدث للكلدان وكنيستهم وثقافتهم.
أنظر هذه الأبيات المجازية التي استقيها من شعر وأغنية عراقية شهيرة: "لا خبر لا جفية لا حامض حلو لا شربت ... والتمن الحلوات من كل بيت حلوة التمن ... والعشك ما ينحزر جزرة ومد ة ... صغنالج انجوم الثريا قلادة يا حبابة ... والتمن الحلوات من كل بيت حلوة التمن ... واترف أصابع ليلة الحنة بذابي تحنت".
هل سيأتي امي عراقي ويقول هذه تعود لأهل عمارة والجنوب وهؤلاء زراعيون متخلفون (الأغنية واللحن جنوبي الهوى) وإن هكذا اقوال غير موجودة في واقع اليوم ومن يقبل امه او اخته او والدته ان تتعذب لأنها حنت أصابعها وهذا ومؤشر على التخلف لأن العشق ليس فيه مدّ وجزر ويجب ان "يؤن" أي يرد فيه اسم "فالنتاين" عيد الحب "المؤن" العصري (سنأتي عليه لاحقا ولكن أنظر الرابط 4 ) ومن ثم يقومون باستهجان النص الرائع واللحن البديع ويحذفونه ويزيلونه من ثقافتهم ويحورونه ويحولونه ويترجمونه بشكل ركيك هزيل مرة الى الفارسية ومرة الى الكردية او أي لغة أخرى شريطة ان لا يكون من اللهجة العربية لأهل الجنوب في العراق؟
هذا هو بالضبط ما يحدث للثقافة واللغة والفنون والريازة والأزياء والشعر والأدب والأناشيد والموسيقى الكلدانية الأصيلة في السنين العجاف للبطريركية هذه والأدلة كثيرة وتاريخها يعود الى بداية الثمانينات كما وضحنا سابقا وكم نوضح هنا في هذا المقال.
أمثلة وأدلة أخرى
والحفاظ على الثقافة بلغتها ولهجاتها تمارسه كل الشعوب والمؤسسات من العرب والأكراد والفرس والألمان والأتراك وغيرهم. واليوم أشعار حافظ الشيرازي – وهو شاعر صوفي – ينشدها الكل في إيران رغم انها زراعية وفلاحية وتستند الى الاستعارة والمجاز في إيرادها أسماء الطيور والحيوانات والحشرات والنباتات والأجرام السماوية والعشق والحب والمحبة التي يلبسها لباسا بلاغيا استعاريا ومجازيا وهو يخاطب المراءة مرة والنباتات مرة أخرى والحيوانات وغيره من الرموز الطبيعية للتقرب الى الله.
لن يهاجم أي إيراني او حتى صاحب عمامة في قرية نائية في إيران التراث والثقافة وشعر حافظ الشيرازي الفارسي رغم كونه زراعيا ويعارض الحكم الثيوقراطي (ولاية الفقيه) وليس فيه أي ذكر للقنبلة الذرية والمدفع والطائرة وفالنتاين كما تروج هذه البطريركية وكما تفعل في كرهها المبين للثقافة واللغة الكلدانية من خلال حملتها التأوينية الظالمة.
اقرأ اشعار وكتابات الشاعر الكردي الشهير شيركو بيكيس وكيف يوظف الطبيعة والزراعة والفلاحة والحيوانات والحشرات والأجرام السماوية بأسلوب أدبي رفيع لا يرى فيه الا الجاهل انه لا يوائم زمن التأوين والعصرنة وزمن "القنبلة الذرية" ولا يستخف فيه الا الجاهل الذي لجهله لا يمتلك ملكة فكّ الرموز الاستعارية والبلاغية فيه ويتمسك بحرفية النص ويقتبس خارج السياق لضيق أفقه وجهله بالأساليب الأدبية الرفيعة.
والأمر ذاته ينطبق على روائع جبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي ونزار قباني وغيرهم من الشعراء والكثير من الأناشيد والألحان التي تؤديها فيروز وأم كلثوم والموشحات وغيرها.
ولأن البطريركية لا حس ادبي لها لفهم وقراءة النصوص الاستعارية والمجازية التي يبدع فيها اجدادنا لا بل يبزون فيها ما لدى اقرانهم والدنيا برمتها، فإنها لجهل منها او عدم إدراك او لغاية في نفس يعقوب تهرع الى كلمة او كلمتين او عبارة او عبارتين من ملايين وملايين الصفحات الأدبية والكنسية السامية والمقدسة التي نمتلكها ويجعل منها صاحب حملة التأوين الهدامة هدفا لكرهه وهجومه واستئصاله للثقافة الكلدانية الفريدة من نوعها. (أنظر رابط 5 والاقتباس غير السليم الذ يفتقر الى الحس الأدبي السليم وقراءة لا تتجاوز حرفية النص وتفشل في الوصول الى مكنوناته المجازية والبلاغية ومن ثم أنظر كيف يعيد صاحب التأوين صياغة الاقتباس حسب هواه ونطاق أفقه الضيق الذي يفتقر الى الكياسة وهدفه تسقيط الثقافة الكلدانية وليتورجيتها المقدسة).
هل سيقوم كردي أمي بالهجوم على بيكس لأن شعره زراعي وفيه من الطيور والحشرات والنبتات ولا يستخدم القنبلة الذرية ولا يذكر عيد الحب ولا يرأس وينفق من اموال المساكين والنازحين واللاجئين الهائمين على وجوههم على حفلة بهيجة باذخة للاحتفاء بعيد فالنتاين في نادي الهندية في بغداد؟ (أنظر رابط 6 والاحتفال البهيج وباللغة العربية بعيد فالنتاين في بغداد. من رأى صاحب التأوين يوما وهو يحتفل برمز كلداني وبلغته وشعره ونصوصه وينظم حفلا كبيرا مثل حفل فالنتاين في بغداد لأحياء ثقافته ولغته وثقافة ولغة اجداده وكنيسته وشعبه).
لم يسلم من حملة التأوين لهذه البطريركية أي رمز تقريبا يعود للكلدان وهويتهم. فأزياؤهم مستهجنة وتصفها بأبشع الأوصاف (أنظر رابط 7 وكيف يهين صاحب التأوين زيّ أسلافه واجداده من البطاركة الكلدان ويزدريه ويطلق عليه توصيفات مشينة ويقول إنهم يشبهون في لباسهم سلاطين بني عثمان وما أدراك ما سلاطين بني عثمان .... رغم أن بين البطاركة الكلدان من سقط شهيدا بزيه في سبيل صليبه ومسيحه ومنهم من هو قديس وطوباوي ....).
حتى مار افرام، ملفان الأجيال والكنيسة الجامعة، لم يسلم من معول صاحب التأوين الهدام
اليوم صارت الكلدانية بلغتها وفنونها ونصوصها وشعرها مستهجنة ولا تتطابق مع الزمن لأنها زراعية فلاحية ولم يسلم كتّاب كبار وقديسين على مستوى كنائس الدنيا والذين هم شعلة ادبنا وثقافتنا من معول التأوين الهدام الذي اخذ يزيح اللغة والثقافة الكلدانية ويستبدلها بالعربية او أي ثقافة أخرى، أي وجودهم وهويتهم كأمة وكنيسة مجيدة صار على كف عفريت.
وأخيرا اتي معول التأوين الهدام على مار افرام حيث استهجنت البطريركية نصا من عدة كلمات له خارج سياقها وشموليتها وفسرتها ضمن ضيق أفقها وجهلها بالفنون الأدبية والخطابية والشعرية وعدم مقدرتها على سبر اغوار النص بمجازيته وبلاغته واستعارته (رابط 7).
وهذا عمل غير مقبول على الإطلاق ان تهاجم مؤسسة دورها لأساسي لا بل الأول والأخير هو الحفاظ على ثقافتنا لا سيما الكنسية منها وليس حبّ الظهور في إعلامها الهزيل الذي صار عبئا كبيرا وهائلا تئن من ثقله الجبال على الكلدان وكنيستهم ومثار تندر ونكتة في صفوف ومواقع شعبنا.
ممارسات "تأوينية" هدامة
وهكذا قامت البطريركية التي لا تحترم ثقافتنا ولغتنا وتعاديها بتأليف نصوص ركيكة هزيلة وباللغة العربية مليئة بالأخطاء وأقل شأنا من مادة إنشائية في المرحلة الثانوية وفرضتها علينا كي نقرأها في الكنائس مكان روائع مار افرام وغيره من اباء وأعلام كنيستنا الكلدانية المجيدة.
هذا ما نشاهده بكثير من الممارسات الهجينة والغريبة والأجنبية التي يتم إقحامها في تراثنا منها كتاب الطلبات بطبعته الذهبية والمزركشة والذي ما هو الا لملوم من نصوص عربية هزيلة تفتقر الى الحبكة واللغة السليمة والسياق والاتساق والربط المنطقي ولا ترقى الى واحد في المليون من سمو ورفعة نصوصنا وفنوننا وثقافتنا الكلدانية المقدسة الساحرة – نصوص هزيلة مثل هذه وبالعربية الركيكة يقحمها اقحاما في كنيستنا.
اما إلغاء رموزنا التي دونها نحن لا شيء فهنا حدث ولا حرج حيث لا تحب هذه البطريركية أي رمز وأي زي وأي تراث او نص ادبي كنسي كلداني غير الذي هي تخترعه وتستنبطه وهو أقرب الى البؤس والهزالة والهراء والركاكة منه حتى الى نص عادي في جريدة محلية.
انظر الفرق بين هذه البطريركية التي تعود جذورها الى الثقافة النهرينية بعمقها وشموليتها وأصالتها والى الكنيسة السويدية اللوثرية والكاثوليكية التي لا يتجاوز عمرها بضعة قرون حيث لا يزال الكل تقريبا ملتزما بثقافته من حيث الأزياء واللغة والرموز والأناشيد والريازة وكل ما يشكل خصوصية واصالة أي شعب اصيل في الدنيا من الكهنة والشمامسة والجوقات.
قتل الثقافة
أنظر (أدناه) ماذا فعلت هذه البطريركية بثقافتنا وأناشيدنا الساحرة الرائعة منها اناشيد الشهداء التي ترد في صلاة الرمش حيث قامت هذه البطريركية بطريقة هزيلة ركيكة بجمع تراجم عربية من أخرين وقامت هي بنفسها بترجمة بعض النصوص الى العربية وجمعتها في كتاب تقول انه من تأليفها وتطبق عليها الحاننا وأناشيدنا التي لا يمكن ولا يجوز أدائها الا بلغتها ولكن هذه البطريركية لا تتورع حتى عن قتل هذه الأناشيد والألحان ومنها أناشيد الشهداء التي هي جزء مهم وحيوي من تراثنا وثقافتنا لأننا أساسا كنيسة الشهداء.
هذا يرقى الى قتل ثقافتا (أنظر ادناه) أي قتلنا ويرقى الى تقديم خدمة على طبق من ذهب لسياسة التعريب أي سياسة إزالة الثقافة التي ليس هناك شعب او مؤسسة او شخص له ذرة من الغيرة على هويته واصالته الا وحاربها وأفضل مثل هم الأكراد الذين اول عمل قاموا به بعد تخلصهم من حكم التعريب في زمن صدام حسين كان العودة الى الأصالة والثقافة واللغة الكردية. هذا ما يقوم به كل شخص وشعب ومؤسسة تحترم نفسها وهويتها وثقافتها عدا بطريركيتنا العتيدة في زمنها البائس وإدارتها البائسة هذه:
أنظر كيف يتم تعريب العونيثا الكلدانية المهيبة "داثي لمذانا لأرعا" لرمش يوم السبت/الأحد ذات اللحن البديع والمعاني السماوية السامية والوزن الشعري الرفيع والتي هي تقريبا على لسان الكل بشكل فجّ وركيك الى اللغة العربية وفرضها صاحب التأوين على الرهبانيات والكنائس ضمن كتاب هزيل لملمه من هنا وهناك ووضع اسمه عليه وجعله مكان دقذام ودواثر. هذا امر مريع وغير مقبول ان يتم تعريبنا ونحن صاغرون وصاحب التأوين يقول إنه بطريرك الكلدان. أسوق هذا النص للمثال لا الحصر لأن ما يقوم به صاحب التأوين ومعوله من هدم للثقافة الكلدانية وصل حدودا لا تطاق. ولا أريد تحليل الأجزاء الأخرى لأنها تفتقر الى أبسط الشروط الكتابة الأدبية السليمة ولا رابط بين جملها وحتى كلماتها وهي باللغة العربية.كيف يقبل الكلدان ان يتم الإساءة الى تراثهم وثقافتهم وليتورجيتهم وفنونهم وموسيقاهم وأناشيدهم بهذا الشكل المخيف؟
الترجمة تكون لمساعدتنا لفهم نصوصنا بلغتها وليس استئصالها وتبديلها بالشكل الهزيل هذا الذي لا أظن يقبل به أي فرد في الدنيا له ذرة من الغيرة على تراثه وتاريخه وثقافته.
تبذل هذه البطريركية (وبذلت) جهودا جبارة لقتل ثقافتنا وترفض ان تعيد كتابتها مثلا بالكرشوني او بلهجتنا الكلدانية السهلية الساحرة. ليس هناك شخص او شعب له هوية وله اسم يقبل ان يحدث هذا له غيرنا نحن الكلدان.
ماذا أبقت لنا هذه البطريركية؟ إنها في حملة دون هوادة ودون توقف ضد كل ما يمت للكلدان وكنيستهم من هوية وثقافة ولغة.
الذي يقتل ثقافتا يقتلنا
قتل ثقافتنا كان الهدف منذ عقود والتعريب هذا وفرضه على الكنائس في منطقته ببؤسه وركاكته وهزالته وعربيته الهجينة التي يعصى حتى علي فك رموزها جرى تطبيقه عندما كان مطرانا لكركوك وكتاب الرمش المعرب الهزيل البائس جرى تطبيقه هناك (أي كركوك) واليوم يفرضه على الرهبانيات والكنائس الكلدانية التابعة له. في كل مكان حلّ كان الهدف الأول محاربة الثقافة الكلدانية.
هذه البطريركية هي عربية او أي شيء اخر ولا علاقة لها بالثقافة واللغة والفنون والريازة والأزياء الكلدانية التي تستهجنها علانية ودون ان يرف لها جفن.
تقوم بكل هذا الهدم للثقافة الكلدانية وتقتلها وتقتلنا مع إزالتها لثقافتنا ومن ثم تحاول الضحك على ذقوننا وتكتب بيانا هزيلا أخر في إعلامها البائس بعنوان "يا كلدان العالم الى الأمام" (رابط 9). هل بقي هناك "امام" امام الكلدان بعد ان أزلتم ثقافتنا ولغتنا وطقوسنا وليتورجيتنا وفنوننا وأناشيدنا وكتبنا وريازتنا وأزيائنا وشتتم شملنا ...
العدو بإمكانه توجيه بندقيته صوب صدري وقتلي وبإمكانه إطلاق رصاصة على حوذرتي المقدسة وصليبها المشرقي السماوي وحرقها ولكن ليس باستطاعته إزالة ثقافتي الكلدانية التي هي وجودي وهي يجب ان ترافقني اين ما انا وفي أي بلد حللت.
ولهذا الذي يقتل الثقافة واللغة هو الذي يقتلنا والبطريركية الكلدانية مع الأسف هي التي اليوم تقوم بعملية قتل منهجي وعن سبق إصرار للثقافة الكلدانية وتاريخها شاهد وتعريبها الهزيل لنصوص الرمش أكبر دليل ومنها تطبيقها بكل همة ونشاط ودون ملل وكلل لسياستها التأوينية الظالمة التي بموجبها من المسموح ان يتم تحويل ثقافتنا الى أي لغة وباي اسلوب المهم ان لا تكون كلدانية الى درجة صار اليوم بإمكان صبي في جوقة ان يأتي بأي نشيد يراه مناسبا وبأي لغة ومن أي مكان فقط ان لا يكون كلدانيا.
اليوم صار التكريد مسموح والتعريب وتحويل النصوص الى أي لغة مسموح شرط ان لا تكون كلدانية.
لقد أزالت هذا البطريركية اغلب تراثنا وثقافتنا وطقوسنا وتاريخها شاهد كيف كانت ترمي كتبنا في سلة المهملات وتخرجها من الكنائس وترميها خارجا إن كان في ام المعونة في الموصل او أي مكان أخر حلت فيه وأخيرا السدة البطريركية.
اين صارت اللهجة السهلية الكلدانية الساحرة؟
بدلا من القيام بإحياء لهجتنا الكلدانية السهلية الساحرة وما قام بتأليفه وإعادة صياغته لفيف من أعلام وملافنة الكلدان المعاصرين الذي الفوا بلهجتنا المحكية الساحرة وحولوا بعض النصوص الكلاسيكية المهمة إليها (رابط
، تستهجن هذه البطريركية كل شيء كلداني وترمي حتى كتب هؤلاء في سلة المهملات وتجلب الدخيل والأجنبي والهزيل والركيك وباي لغة عدا الكلدانية وتقحمه جبرا في كنائسنا.
الا يحترق قلبكم أيها الكلدان على ثقافتكم ولغتكم وتراثكم ولهجتكم السهلية الساحرة التي اكاد أجزم ان أكثر من 90% من الكلدان لايزالون ينطقون بها؟
كيف تتحلمون ادارة تفعل كل هذا بكم وتضرب غشاوة عل عيونكم من خلال إعلامها الهزيل والبائس وحركاتها المكوكية التي لا تقدم ولا تؤخر في الواقع شيئا؟
الذي يحبكم أيها الكلدان هو الذي يحفظ لكلم تراثكم ولغتكم وثقافتكم وطقوسكم وأزياءكم وريازتكم وشعركم وفنونكم وأناشيدكم وأعلامكم وأدبكم وموسيقاكم – كل هذه فريدة من نوعها وتسمو على ما يملكه أي شعب أخر في الدنيا وبدونها نحن لا شيء واي شعب يقتلها يقتل ذاته.
ما العمل؟
انهضوا واستفيقوا أيها الكلدان قبل فوات الأوان وقبل ان يأتي معول التأوين الهدام ويمحو ثقافتكم من الوجود – أي ينهيكم ويقضي عليكم كأمة وثقافة وهوية كنسية وقومية.
أنتم بحاجة الى مجلس طوارئ على المستوى الأسقفي لإدارة البطريركية ووضع حدّ لهزالة وبؤس إعلامها وإيقاف خطتها التأوينية الهدامة والمدمرة – التي وضعتكم في خطر كبير سينهي وجودكم كأمة وثقافة وهوية – أنتم بحاجة الى مجلس طوارئ كي تنقذوا أنفسكم وكنيستكم المجيدة من الفوضى العارمة في الثقافة والإدارة وغياب الشفافية والخطر الوجودي الذي وضعتكم الإدارة البطريركية الحالية فيه.
=======================================
رابط 1
http://saint-adday.com/?p=16443رابط 2
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,791774.0.htmlرابط 3
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,793177.0.htmlرابط 4
http://saint-adday.com/?p=16432رابط 5
http://saint-adday.com/?p=16443رابط 6
http://saint-adday.com/?p=16432رابط 7
http://saint-adday.com/?p=16443رابط 8
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,793177.0.htmlرابط 9
http://saint-adday.com/?p=16566