وانا جالس في اجتماع لقاء العائلة في كنيستنا الكلدانية بعمان التي اتخذت من كنيسة الفرير مكانا لإقامة القداديس والاجتماعات لأننا في الاردن لا نملك بناية لكنيستنا عرض حضرة الاب الفاضل زيد حبابة موضوعا عن التوبة تطرق فيه معتذرا انه يقيم القداديس في اكثر منطقة واحدة في عمان بشكل دوري وليس اسبوعي فبعض المناطق يقيم فيها القداس مرة كل أسبوعين بحسب توفر الوقت والمكان المتاح من كنائس اخرى غير كلدانية ماعدا كنيسة الفرير التي يستمر بإقامة القداس فيها أسبوعيا بحيث اعتبرها كاتدرائية كلدانية بفضل الرعاية التي يوليها لنا خوري هذه الكنيسة والعدد الكبير من الكلدان المقيمين في منطقتها والمناطق القريبة منها . لقد برر حضرة الاب ذلك بعدم وجود كاهن اخر معه لكنه عاد فشكر الرب لان في أوربا مثلا يوجد كاهن واحد في كل دولة بحيث يقيم القداس في كل كنيسة مرة بالشهر واشارت احدى الحضور الى ان في هولندا يقام قداس كل ثلاثة أشهر !!! جوابا على سؤال احد الحاضرين قال : عندنا مشكلة الاعتراف الفردي لانها شبه غير موجودة لنفس السبب اي عدم توفر كاهن اخر يعمل معه .
حقيقة لقد تألمت بشدة من هذا الواقع الذي لا يبشر بخير على مستوى خلاص النفوس وتمسكهم بكنيستهم لهذا أودّ ان اطرح عدد من الأفكار للمناقشة لعل من له السلطة للتغيير يأخذ بها او يطورها وهي :
١. ترشيق الكنيسة : نحن بحاجة الى ترشيق السلطات العمودية فلا معنى روحي او مادي لبقاء كنائسنا الكلدانية مرتبطة بمقر مركزي هو البطريركية الكلدانية يؤثر كل شيء الى المركز فعدد الكلدان في ألمانيا مثلا يفوق اربع مرات عددهم في بغداد لكن كهنتها لا يزيد عن الربع اي بنسبة واحد الى ١٦ لنتذكر دائما اننا مدعوون للخلاص باسم رب واحد هو يسوع المسيح وليس غيره .
٢. رسامة كهنة متزوجين : ليس هناك اي مانع لاهوتي او روحي لزواج الكهنة او لرسامة كهنة متزوجين بل هو الأصح من العملية فالكاهن ليس مجرد رجل صلاة بل خادم اسرار وفِي نفس الوقت لم يعد له سلطات مدنية او عرفية تجعله يستغلها كما كان ايام زمان في القرية فيفترض ان المجالس الخورنية تقوم بدورها الطبيعي بل ان ادارة الكنيسة ينبغي ان تكون بيد غير الإكليروس حتى يتفرغ الإكليروس لخدمتهم وهذا ما نص عليه في اعمال الرسل من خلال اختيار شمامسة .
٣. إعطاء الحلة : لقد أعطيت الحلة لقيام راهبات بالمناولة وأعطيت الحلة لزواج الاقارب من الرابعة حتى السابعة التي كانت محرمة وتعطى الحلة بالتقدم الى سر تناول القربان المقدس بالاحتفالات الكبرى كل عام بدون او قبل الاعتراف (او مايسمى بالاعتراف الجماعي ) فما الضير بإعطاء الحلة لإقامة القداديس الشماس الانجيلي ان كان موجودا او الشماس الرسائلي الى ان يقام القداس من قبل علماني ليس له درجة كهنوتية او شماسية او تعطى الحلة للاعتراف امام علماني (شماس او غير شماس ) وهكذا بالنسبة لبقية الأسرار وحسب الحاجة والظرف !
٤. الاستقلالية المادية والاجتماعية : في عمان يوجد مجلس الكنائس الانجيلية يتم التنسيق بينها في كثير من الأمور وَمِمَّا عرفته انهم ينسقون حتى بالامور الروحية والتعليمية فيتبادلون الوعاظ والنشاطات الثقافية وما الى ذلك رغم انه معروف ان كل منها كنيسة لا علاقة لها بالأخرى بكل شيء فما الضير ان تكون كل كنيسة كلدانية مستقلة ماديا واجتماعيا مع بقاء الوحدة الروحية والتعليمية ؟
هذه بعض ما توارد من أفكار الى ذهني وارجو من القرّاء الأعزاء المهتمين بشأن كنيستنا الكلدانية ان يغنوا هذا الموضوع بأفكارهم .
بهذه المناسبة انا اعتقد ان مايسمى بالتجديد لا يكون فقط بالطقوس بل بتغييرات جوهرية على صعيد المؤسسة او النواحي العملية للحياة الكنسية .
فارس ساكو
31 / 03 / 2017