المحرر موضوع: حلبجة وأنين خان شيخون !  (زيارة 797 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كفاح محمود كريـم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 665
    • مشاهدة الملف الشخصي
حلبجة وأنين خان شيخون !
« في: 10:46 16/04/2017 »
حلبجة وأنين خان شيخون !

كفاح محمود كريم

     قبل بدء الحرب الأمريكية على نظام صدام حسين بعدة أسابيع، لاحظ الكثير من سكان القرى والمدن التي تقع على الطريق الدولي الممتد من الموصل إلى سوريا بمحوريه موصل ربيعة وموصل سنجار، مئات الشاحنات الكبيرة والمغلفة التي تسير على شكل قوافل مع حمايات مشددة طوال الليل متجهة إلى الأراضي السورية، ولم يدرك الكثير من الأهالي ماذا تحمل هذه الشاحنات ولماذا تتحرك في الليل فقط؟

     ولأن أي سر يتجاوز حمله ثلاثة أشخاص كما يقولون، وعلى طريقة دلالي سيارات التاكسي والمطار السري كما تورده موروثاتنا الشعبية في بغداد وذاكرة عموم الناس، فان تلك الشاحنات كانت معبأة بحاويات ( براميل ) ومواد أخرى تم تهريبها إلى سوريا، إما كما فعل نظام بغداد بتأمين أكثر من مائة طائرة مدنية وعسكرية عند الإيرانيين وغيرهم من دول الجوار السعيد في غزوه للكويت، أو والله اعلم لكي يستكمل بعث سوريا ما لم يكمله بعث العراق في الإبادة الجماعية لكل أعداء الأمة العربية الواحدة ورسالتها الخالدة، ويتضح إن التوقع الأخير كان الاصوب، وضاعت طائرات أبو عداي عند رفسنجاني الذي اعتبرها جزء من تعويضات الحرب!     

أقول قولي هذا ونحن نتذكر هذه الأيام وقبل أكثر من ربع قرن حيث اقترف نظام صدام حسين ومؤسسته العسكرية، جريمة قصف حلبجة وعشرات القرى بالأسلحة الكيمياوية التي راح ضحيتها آلاف الأطفال والنساء من المدنيين العزل، وفي حينها كانت الولايات المتحدة وبقية الدول الكبرى تنافق نظام البعث لمصالحها في المنطقة، وتجامله أمام الضبع الإيراني الذي بدأ يكشر أنيابه أيامها، ولولا بعض الصحفيين ووكالات الأنباء لما عرف العالم واحدة من أبشع جرائم الحرب في تاريخ البشرية بعد الحرب العالمية الثانية.

     واليوم وبعد أكثر من ربع قرن يقترف الوجه الآخر لنظام بغداد في سوريا ( عملة البعث ووجهيها في دمشق وبغداد )، وبنفس العقلية والمبادئ التي تبيح إبادة الآخر لمجرد الاختلاف معه، كما فعلت داعش والقاعدة في تعاطيها مع مفردات الحياة التي لا تلائمها، ويقتل العشرات من المدنيين الأطفال والنساء، لمجرد إن المكان يضم مقرات لما يسمى بالنصرة، ولا يهم إن يكون في نفس المنطقة مدارس أو مباني لسكن الأهالي، المهم أن تقتل عدوا واحدا حتى وان قتل بالقرب منه العشرات أو المئات، كما يبرر تنظيم الدولة داعش أو القاعدة أعمالهما في تفجير السيارات المفخخة أو العبوات وقتلهم للعشرات من الأبرياء.

     ورغم إن خارطة التحالفات تختلف نوعا ما عما كانت عليه أيام حرق حلبجة، حيث الأمريكان والروس يلعبون بل يرقصون على حبال الصراع بين الأطراف، نراهم اليوم أيضا يعزفون ذات السيمفونية المملة، لولا ارتفاع إيقاع وصلة منها بقصف الأمريكان للقاعدة التي انطلقت منها طائرات البعث السوري لكي تقتل وتحرق المئات من المدنيين، هذا القصف الذي أرسل رسالة للروس قبل السوريين بان هناك خطوطا حمراء في سوريا، لا تبيح لأصحاب القواعد العسكرية على البحر تجاوزها، تلك الخطوط التي ترسم مناطق النفوذ لكلا العظميين ووكلائهما المنفذين!

     الأسلحة الكيماوية وقبلها النابالم وقبلهما براميل البنزين التي استخدمها الجيش العراقي في حرق قرى ومدن كوردستان منذ أيلول 1961 وحتى 2003، لم تغير قيد أنملة توجه شعب كوردستان لتحقيق أهدافه وطموحاته، بل إن واحدة من أسمى تجلياته حينما توقفت حرب ( أم المعارك ) وكان هناك بصيص أمل للحوار والتفاوض مع بغداد صدام حسين ذهبت قيادة كوردستان برئاسة البارزاني تحمل جراحاتها وملفات تفاوضها حول حقوق شعب كوردستان دونما فتح ملفات الدم والموت قبل سنين قليلة، والتوجه إلى المستقبل وخيار السلم والبناء.

     النتيجة؛ ورغم ماسي ما حصل في حلبجة وبعد صراع طويل ومرير سقط خيار الحرب والعنصرية والتكابر وانتصرت إرادة الخير والسلام، وتحولت حلبجة إلى رمز للمقاومة والانطلاق إلى التحرر، وهي ذاتها أسقطت من احرقها، وفي خان شيخون سجلت ساعة سقوط نظام الأسد وبدأ العد التنازلي الحقيقي لنهايته وبداية عصر جديد، ربما يختلف عما حققه شعب كوردستان وأيقونته في حلبجة، لكنه في آخر الصراع ستكون الغلبة للسلام والتعايش وان بعد حين!

    لقد سقط البعث ودولته ونهضت حلبجة، وفي خان شيخون ترتسم اليوم نهايات حقبة الأسد!
kmkinfo@gmail.com




غير متصل مسيحي سنجاري

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 29
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: حلبجة وأنين خان شيخون !
« رد #1 في: 11:42 18/04/2017 »
اخي كفاح المحترم.....
ان السيناريو فعلا يتشابه مع الذي حدث في حلبجة ولكن يوجد نقاط لازالت تحت النقاش.....
هل النظام السوري له من السذاجة ان يقترف هكذا افعال ويعلم ان العالم الغربي كله ضده؟ ففي زمن صدام كان العالم معه ومتعاونا لدرجة ان رامسفيلت زار بغداد قبلها وبارك المتوقع.
لازالت التحقيقات جارية عدا تلك التي اعلنتها تركيا والتي اعطت النتيجة قبل التحقيق وذلك ليس حبا بموسى ولكن كرها لفرعون 
المعروف انه قد تم نزع اسلحة الدمار الشامل من النظام السوري في السنوات القليلة الماضية وتم التوقيع على خلو سوريا من تلك الاسلحة بعد التفتيش الدقيق من قبل الامم المتحدة.
ان نظام صدام قصف حلبجة التي نهضت بفعل عزيمة شعبها وارادة وحنكة القيادة الكردستانية  خان شيخون لن تنهض بزوال الاسد وستدوسها اقدام الدواعش الذين دخلوا البلاد من كل حدب وصوب وعن طريق تركيا اضافة الى دواعش الداخل وبمسميات اخرى.
اعتقد شخصيا ان عملية خان شيخون مفتعلة وان اوراق سيناريو صدام تم اخراجها من درج المؤآمرات في ال سي آي اي لينفض عنه الغبار ويتم استخدامه في سوريا والعملية مكشوفة لابسط من تابع احتلال العراق ولكن الشر الغربي مع الغباء العربي ممكن ان يفعل كل شئ
, وان غدا لناظره قريب... 
تقديرنا لك استاذ كفاح