نكره الالتزام بالشريعة فلا نحترم أحداً في مرحلة تسلقنا للسلطة
ونحب الشريعة ونطلب من الجميع الطاعة والالتزام عندما نصل إلى كرسي السلطة
[/color]
الجزء الأول :المقدمة : عايشنا جميعاً التطوّرات التي حصلت على علاقتنا ككلدان مع عموم الشعب الساكن في وطننا وبمختلف مكوّناته هذه التطوّرات فُرِضَت علينا وكانت ( خارج مشيئتنا ) لكننا تحملناها شئنا ام ابينا انها مخاضات جديدة مرسومة مسبّقاً علامات طريق توجهنا للصعود إلى الهاوية . على الرغم من عدم فقداننا للرجاء الذي فينا نقول لا يزال هناك بصيص امل بأن مؤسستنا الكنسية ستسعى لإخراجنا من هذا المأزق التي وقعت فيه واوقعتنا وانها ستستطيع ان تقودنا إلى بر الأمان ، أو على الأقل ان تحافظ على ما تبقى من توازننا ( في الصبر والأناة ) امام تحديات المرحلة الجديدة ومتطلباتها التي خرجت عن سياقات المألوف والاحتمال . هذه المرحلة التي توّجب ان يكون قائدها متميّزاً قارئاً للحدث محللاً له يعمل بروح الجماعة متحلياً بروح الرب يسوع المسيح
( المتواضعة الحنونة الإنسانية الشجاعة الصامدة الغير متخاذلة غايتها وهدفها الإنسان ولا غير الإنسان ) ان يمتلك القائد الشفافية في تعامله مع قادته المجتمعيين قبل مرؤوسيه المؤسساتيين يغلّب الرحمة على العدالة لأننا في زمن نحتاج فيه للرحمة اكثر مما نحتاج فيه لتطبيق عدالة القوانين الوضعية نحن من صنعها
( فالإنسان هو القيمة العليا عند الله وما الشريعة إلاّ لتنظيم علاقته مع الله أولاً ومع الآخر ( الإنسان ) ثانياً ) ، فالقائد الذي يفهم هذه العلاقة سيكون أهلاً لقيادة الشعب وخاصة في وقت الشدّة والمخاض وما نحن فيه الآن إلاّ شدّة وما اعظمها ... من هنا نتساءل هل حضينا بقائد
( ربان سفينة ) سيبحر بنا إلى بر الأمان وسط أمواج عاتية في زمن فقد فيه الأمان هل يحمل هذا القائد السمات التي اشرنا لها سابقاً ،
أم اننا وجدنا انفسنا امام قائد وضع نفسه فوق الحدث فأراد ان يكون هو المحور الذي يدور حوله الحدث فأنسانا الحدث في زجّنا في صراعات واحداث مفتعلة اوصلتنا لمفترق طريق بات مصيرنا فيه واضحاً .. تعلمنا في فترة ممارستنا للسياسة ان حدثاً بسيطاً ممكن ان يكون
الشرارة التي تفجّر الثورة وتحدث التغيير وتكون مفترق طريق لزمن جديد يسجله التاريخ مثلاً
( الحرب العالمية الأولى – كانت الشرارة " اغتيال سياسي " ، ظهور البروتستانتية - كانت الشرارة " صكوك الغفران " ، الثورة البلشفية ، الثورة الفرنسية ، الحرب العالمية الثانية ..... الخ ) هذه الشرارة تُمَثَل على انها (
القشة التي قصمت ظهر البعير ) , وهنا نتساءل كيف ان قشةً تقصم ظهر بعير ؟ وهنا يكون الجواب عندما يُحَمَّل شعب ما او مكوّن ما او شريعة معيّنة ما لا تستطيع ان تتحمّله لتنفجر يأتي حدث صغير جداً وحتى انه يكون ليس في الحسبان ليحتل صدارة التغيير فيكون هو سبباً فيه . سنحلل موضوعنا هذا سياسياً ودينياً كون قيادة مؤسستنا الكنسية لا تزال مصرّة على ان تنتهج المنهج السياسي في تعاملاتها مع منتسبيها وشعبها كذلك مع الوسط الذي تعيش فيه ومعه .
الموضوع : لقد احتلّت قضية القس ( الراهب ) أيوب صدارة الحدث وهذه القضية لا تستحق ذاك الجهد والعناء في سبيل حلّها بل انها حلّت بواسطة قائد كنسي استطاع ان يحتوي وبحكمة خراباً كان سيحصل في منطقته التي هو مسؤول عن قيادتها
وهنا تبرز قيمة الأسقف ( القائد ) كون ان المهمات الأساسية للأسقف هي قيادة المنطقة التي يتواجد فيها الشعب والذي ينسّب لأدارتها وللذين لا يعرفون تلك المهمات سنبسطها لهم ، دور الأسقف كدور ( المحافظ المسؤول عن محافظته إداريا ومالياً وتنظيمياً " المؤسسات التي تقع تحت صلاحيات قيادته الأمن التعليم الصحة البلدية ...الخ لهذا تكون صلاحيات المحافظ كصلاحيات رئيس الحكومة وبشكل مصغّر ... من هنا نعرف ان المحافظ عندما يعيّن لقيادة محافظة هذا يعني انه ينال ثقة من عيّنه لكونه سيحكم بما جاء في الدستور مع استخدام حكمته في القيادة للسيطرة على أي حدث يخلخل التوازن في منطقته لذلك فهو يستخدم رؤيته الخاصة أي ما نسميه
( اجتهاده ) لمعالجة الحدث العام حريصاً على وحدة شعبه وامانهم
لذلك فهو مجبر أحيانا بالحكمة ان يتجاوز القانون الوضعي ليضع مصلحة شعبه امام عينه أولاً ليصل بهم إلى بر الأمان وبعد تجاوز تأثيرات الحدث يستطيع ايضاً وبالحكمة العودة إلى قيادة القانون الوضعي وبدون ترك آثار واضرار للعملية وهذا ما يسمى بالعرف السياسي
( التكتيك ) من هنا كذلك نعي قيمة هذا القائد وغيرته ووطنيته .. ) .
هذا بالفعل ما حصل في قضية القس أيوب التي اشتركت فيها ( حكمة المطران عمانوئيل شليطا المحترم وتدخل غبطة البطريرك ساكو جزيل الاحترام وقرار قداسة البابا الحبر الأعظم والمجمع الشرقي في روما ) ، قصة بسيطة ومشكلة ابسط حدثت ضمن صلاحيات قائد قادها باقتدار المؤمن الغيور على عقيدته ودينه ووحدة شعبه ... لكن ماذا حصل وكيف انقلب الوضع من حلّ للمشكلة إلى تعقيدها وتدميرها وما هي الدوافع الباطنية لتلك التصرفات وما هو التبرير وما هي النتائج ...؟ كل تلك الأسئلة سنحاول الإجابة عنها بالتحليل المنطقي ومن خلال دراسة للحدث وخلفية شخوصه .
بداية نقول صادقين ليس لنا ما يربطنا بالقس أيوب ولا بسيادة المطران شليطا المحترم ولا بغبطة البطريرك ساكو جزيل الاحترام سوى انتمائنا لذات العقيدة في المسيح يسوع ممجد للأبد اسمه .. نبدأ اولاً باستعراض للأسئلة والإجابة عليها بالتتابع .
( 1 ) ما هي المشكلة ...؟ مجموعة من الرهبان خرجوا من اديرتهم بسبب حصول مشاكل ان كانت بسبب
( الظرف الذاتي ) الاختلاف مع رئاستهم الكهنوتية او من تأثيرات
( الظرف الموضوعي ) الذي فرض عليهم في بلدهم الأم والمخاضات التي حصلت في مناطقهم جعلتهم مستهدفين كونهم يعتبرون قادة في عقيدة تخالف عقيدة الوضع العام للبلد او ما حلّ من تغيير عقائدي فيه ... إذاً كان هناك مبررات لعملية الخروج من اديرتهم وكذلك من بلدهم إذاً في هذه الحالة نستطيع ان ندرج ما حدث لهم في باب ( الاضطهاد أو تغيير القناعات ) .
( 2 ) كيف تمت معالجة أوضاعهم لغرض تقليل الخسائر وتعويضهم ..؟ لقد تمت معالجة جميع الحالات باستثناء اخريات معدودات لأسباب .... !
( 3 ) ما هي أسباب الاستثناء ..؟ عقيدة
( الكيل بمكيالين ) والمشكلة ان الذي يتعامل مع تلك العقيدة يفضح نفسه فيكشف بسرعة عن نواياه فيتبيّن غروره وكبريائه ، ولنأخذ مثلاً بسيطاً الذي اعرفه وسمعت عنه هو قضية الأب الكاهن نوئيل والقس أيوب هم من الذين تم استثنائهم وابعادهم أما بقية الرهبان الموصوفين بـ
( الهاربين ) تم قبولهم وزجهم من جديد في الخدمة من خلال المؤسسة الكنسية ولم يعود أي منهم إلى ديره ...!! .
( 4 ) ما هي أسباب ابعاد هذين الراهبين ولماذا تمت محاربتهم من قبل القيادة العليا وهل ذلك يعود لأسباب عقائدية ام شخصية ...؟ جواب هذا السؤال يتبع ما قبله لكل من هذين الراهبين قصة فالأول ( الأب نوئيل ) كان يعمل مع سيادة المطران ( سرهد جمو ) المحترم الذي كانت له مواقف من عملية التأوين والتغيير في الطقس ويقال انه كان من ضمن المرشحين المتنافسين على كرسي الباطريركية لذلك كان له نصيب من الـ ... حيث تمت محاربته من قبل غبطة البطريرك ساكو جزيل الاحترام والتبرير الغير معلن هو
( تصفية البمعارضة ) والمعلن (
عدم الخضوع والطاعة وأحترام الكرسي القيادي والتجاوز على القوانين الوضعية التي وضعتها المؤسسة الكنسية ) حصل بعدها سيادة المطران على إجازة لممارسة الطقس الكلداني من الفاتكان المسؤول الأول والأخير على أي جالية شرقية تعمل في الخارج من خلال المجمع الشرقي في روما والمشرفين عليه كما اعتقد ( كرادلة ) لم تدم هذه النعمة سوى ( سنة ) على حد علمي بعدها فوجئنا ان سيادة المطران سرهد المحترم قدّم على التقاعد ومنح ذلك لا زالت أسباب تقاعده مجهولة إلاّ اننا نعزيها على العمل الخفي الذي قاده غبطته والتحركات والرسائل مع روما التي عجلت من هذا الموضوع والتبرير
(((( الانشقاق )))) هذه المفردة تجعل روما تفكر كثيراً فيها ...!! من خلال هذا التحليل نستنتج بأن غبطته استخدم حكمته لأبعاد خصومه وهنا نعرف ماذا حصل لطاقم سيادة المطران سرهد
( اضرب الراعي فتتشتت الخراف ...!! ) وهنا تم تقسيمهم والكيل بمكيالين الجانب الذي خضع وقبّل الأيادي معبراً عن الندم طالباً الرحمة مباشرة من ( القائد الضرورة ) تم الإعفاء عنه ، أما من بقى على التزامه بقائده القديم وبطقسه القديم
( الحِقَ بهما انتبهوا لهذه الجملة كونها ستستخدم مع الآخرين الذين يبدون أي اعتراض او رأي ) أي تم ابعاده أيضاً والحكم عليه كما حكم على قائده
( التجاوز وعدم الطاعة ... الخ ) (
إذاً لا أسباب عقائدية في الموضوع انما هي عداء شخصي ناتج عن كم الغرور والكبرياء بالإضافة لتصفية الحسابات ) .
الحالة الثانية هي القس أيوب المحترم وحالته تكشف كم الحقد المختزن عليه وعلى من سانده وَدَعَمَهُ والحجة هي هي
( عدم الخضوع والطاعة وعدم احترام كرسي القائد .... !! أضيف لها " هكذا تقول الشريعة"...! ) أحيلكم مرة أخرى للاستماع بتأني إلى كلمة سيادة المطران شليطا المحترم لتصلوا إلى نتيجة واحدة فقط لا غيرها
https://m.youtube.com/watch?v=1QBwHpGxiAg( ان لا مشكلة ...!! هناك فقد تم حلّ جميع الإشكالات وعادت المياه إلى مجاريها ) لقد تصرّف القائد بحكمة وبغيرة مسيحية عالية مرتدياً درع الإيمان محافظاً على وحدة شعبه مؤمناً بأن القوانين الوضعية ستعقد الأمور وتدع الشيطان يعمل عمله في كنيسة الرب لهذا ما كان منه إلاّ ان يقوم
( بتكتيك ) رائع بأحتواء الأزمة وعاد ايضاً
( بتكتيك ) رائع لتفعيل القانون الوضعي للكنيسة . وسنحلل ما جاء في كلمته .
( اللون الأحمر من كلمة سيادته ) 1 - اعتاق الراهب من النذور لتأهيله للعمل في الحقل الكنسي ..
( الراهب أيوب كان تابع لدير الرهبان في العراق وكان لديه بعض ... عدم الاتفاق مع رئاسة الدير ولكن بمساعدة " البابا والمجمع الشرقي في روما " استطاعوا ان يحلون هذه العقدة والأب أيوب مبدئياً الآن هو حر من النذور الرهبانية وغير تابع للدير او للرهبان في العراق .. ) المشكلة يا سيدنا لماذا لم تضيف
( وعطف وحنان ورأفة ورحمة غبطته واكتفيت فقط بالبابا والمجمّع الشرقي ! )2 - طلب البابا والمجمع الشرقي (
قضية روتينية تعبر عن احترام القيادة العليا للكنيسة الكاثوليكية لأكليروسها العامل ضمن حدود سلطتها ) زج الأب أيوب في العمل الأبرشي لتجاوز الأزمة والسيطرة عليها
.. ( ولهذا طلب مني المجمع الشرقي إذا استطيع ان اقبل الأب أيوب ان يكون كاهناً في ابرشيتنا الكلدانية في كندا .. ) 3 - وهنا نتأكد ان طلب المجمع لم يأتي إلاّ بعد اعتاق الراهب من نذوره وبجهود تكتيكية من قبل مطرانه وهذا يعني السير بطريق قانونية بحته
( وانا دعوت الأب أيوب البارحة وتكلمت معه مطوّلاً وشرحت له نتائج هذا القرار الذي أتى من البابا وطلب مني المجمع الشرقي ان اتدخل في هذه القضية لكي نحل قضية الأب أيوب " ) وهنا نستنتج ان الأب أيوب اتخذ الطريق السليمة للتخلّص من نذوره وبجهود متميّزة مشتركة وحكمة عالية من قائده المطران بتوجهه إلى الفاتكان وعن طريق اعلى سلطة كاثوليكية التي هي قداسة البابا "
( التكتيك المتميّز للخروج من الأزمة ) .. ويستمر سيادة المطران بالتأكيد على انعتاق الأب أيوب من نذوره ...
( الأب أيوب طبعاً الآن هو كاهن غير تابع للدير لأنه حل النذور الرهبانية لكنه كاهن كلداني .. )4 - بعد هذه المقدمة كان لا بد من ان يستخدم سيادة المطران حكمته للعودة سريعاً للقانون الوضعي الذي يجبر الكاهن للخضوع لسلطة الأعلى
( التكتيك العالي للعودة للقانون الكنسي ) فيقول :
( ولهذا انا بعدما تكلمت معه طلبت منه إذا يطيع قوانين الأبرشية الكلدانية والمجمع الشرقي والبطريركية الكلدانية والأسقفية الكلدانية في كندا سوف نفتح له الباب لكي يكون كاهناً بين كل الكهنة في ابرشيتنا ابرشية مار اداي في كندا بعدها طلبت منه لازم يطيع الأوامر التي تجي من الباطريركية ومن روما ومن المطران وهو ايضاً وافق على هذا الشئ .. ) وهنا ما كان لنا إلاّ ان نتصوّر مشهد (( الأبن الضال )) الذي عاد إلى ابيه وكيف استقبله الأب الرحوم بعد ان سلّم ذاته له لم يحاسبه بالقانون والشريعة لم يطلب منه إعادة ما أخذه من ارثه في ابيه الحي بل احتضنه وقبله على خطيئته لأنه ابيه هكذا علمنا معلمنا العظيم يسوع المسيح (
ما من شرعة اعظم من المحبة وما من قانون أرقى من الغفران من هنا دعيت المسيحية بـ ( الإنسانية ) .. لم نسمع إلى يومنا هذا سوى شعارات "
الكاهن كمعلمه يسوع المسيح ....!! " ويا ليت يطبق الواحد بالألف من هذا الشعار .
لكن كيف تم استقبال الأبن الضال من قبل أبيه المؤسساتي .... !!؟ لم يتم اكثر من يومين على الفرحة العارمة التي حلّت في الكنيسة ابتهاجاً بتدخل الرب لترميم الصدع إلاّ وكانت الضربة الموجعة لهذه الكنيسة المهاجرة وكما في سابقتها وللمرّة الثانية تأتي الضربة من نفس المصدر وذات التبرير ( التجاوز وعدم الخضوع والطاعة للكرسي الرئاسي .... !! ) .
إذاً آن الأوان لنقارن بين الأمس واليوم لنعرف من الذي يقود سفينتنا المتهالكة ذات ( التركة الثقيلة ) والحلول التي وضعها القائد للخلاص من تلك التركة الفاسدة والأبحار بنا لشاطئ الأمان والنظافة والسلام .
الرب يبارك حياتكم جميعاً
حسام سامي 28 - 4 - 2017[/size][/b]