المحرر موضوع: بين المنتمي و المستقل (مقالة للاستاذ سعيد شامايا )  (زيارة 898 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل alqoshnaya12

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 179
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بين المنتمي و المستقل
ارتفعت في الاونة الاخيرة اصوات تندد بدور الاحزاب السياسية واخفاقها في تحقيق اهدافها مما اولد نظرة سلبية لدى الانسان البسيط المتفرج للسياسي الذي تفرغ للافكار السياسية و الاهداف التي رسمها تنظيمه بعد خبرة و تجارب تاريخية , بخلط عشوائي بين الاحزاب الحاكمة المستبدة و الاحزاب المناضلة المعارضة ووضعها في اطار و احد ,ولهذه النتيجة جانب سلبي مضر للسياسة الوطنة مادام  يخلط كل السياسيين في بودقة واحدة ويسعى البعض ان يضعها على الرف بعد ان يكتب عليها (من الممنوعات) , وهذا ما سعت اليه بعض الحكومات المتعسفة بحق شعبها لضمان اسكات الاصوات المعارضة .
 ومن هذا المنطلق يستغل البعض ممن يجرب حظه في السياسة مدعيا البراءة من اخطاء من سبقوه ومن تجاربهم السيئة التي عانى منها الشعب بسبب السياسة الخاطئة لبعض الاحزاب , ففي الحقيقة لايمكن جمع جمهرة من المستقلين ليكونوا كتلة او وحدة تقف ندا للاحزاب و التنظيمات القائمة ما لم يكن هناك قادة مارسوا السياسة و عاشوها ولسبب ما ابتعدوا مرتدين اثواب السلامة او معارضين بهدوء مسالم مبتعدين عن الساحة السياسية منتظرين فرصة ملائمة.
  هؤلاء وهم يستغلون فرصتهم وبتوفر امكانية جديدة يرتفع صوتهم نحو تجربة حديثة عجزت القوى السياسية الفاعلة عن تحقيقها .
 في كل الاحوال لن تكون القوى المستقلة البديل الكلي عن القوى السياسية الفاعلة ولا يمكن ان يستغنى عنها باعتمادها على اناس يرتبطون آنيا بهشاشة لفترة معينة
 ان من يحاول ان يكون البديل عن السياسي الملتزم لن يكون مؤهلا لذلك مالم يكن قد امتهن ومارس وخاض تجربة سياسية واكتنز خبرة ليقود اليوم تجربة جديدة.
وهنا يصح السؤال: من هذا المبادر؟ الجواب الصادق سيقول اما ان يكون قد هرب من الساحة السياسية خوفا او تهربا من المسؤولية وعدم تحملها او ان يكون رافضا للاسلوب وعدم رضاه للطريقة التي اتبعا من انتمى اليه .
وفي كل الاحوال كان هاربا لا معالجا , رغم انه من الانصاف ان تعذر بعض الحالات التي كانت تتطلب الهرب او الاختفاء والتي صانت الامانة ولم تنحرف او تخن . وهنا يمكن ان نعطي تبرير ارتداء ثوب سياسي جديد ولكننا لا نعطيه تبرير رفض كل القوى السياسية ولا الانتقام منها ان كان عانى في الماضي , لان الفرصة التي توفرت له انما هي لجماهيره وماهو الا اداة او واسطة مفيدة صالحة لانجاز التجربة .
  هنا ننبه صاحبنا المتقدم الى التجربة الجديدة ان اي منجز او خدمة وطنية لايمكن ان تحقق الا وهي مصنفة تصنيفا سياسيا ومحققها هو موظف سياسي , اذ لايمكن للمستقل الحذر والكاره للسياسة ان يخوض مثل هذه التجربة ويأخذ ذلك الدور ما لم يرتدي ثوب السياسي , بل يبقى صوته نشازا مخادعا إن يعمل بعيدا عن الساسة و السياسيين .

اما ان يعلل الامر والاسلوب  انه متمسك بخط المجتمع المدني و منظماته يفوته ان الاحزاب ماهي الا تنظيمات للمجتمع المدني وما هذا الاسم الا لقوى ضاقت ذرعا بتسلط القوى السياسية الحاكمة فشاء الغيارى ان يكونون صوتا للمجتمع المدني بكافة تنظيماته وتجمعاته سياسية ومدنية (ثقافية او مهنية) وان الفئة العاملة الرائدة في هذه التنظيمات هي الطليعة المبادرة السياسية .
هنا لابد من التفافة منصفة وواقعية  ممكن ان تبني التجربة الجديدة عناصر مارست السياسة و ابتعدت سالمة دون خيانة او انحراف وانما لعدم توافق رايها ( لنقل ايظا ان رايها كان الاصوب)ولكن حين تعود الى ذات للساحة مدعية انها فقدت ثقتها بالسياسة و السياسيين  وهي جاءت تمارس نهجا سياسيا ربما اصعب من النهج الذي هربت منه خصوصا ان استغنت عن المتمرسين سياسيا وجاءت بعناصر ادعت انها نظيفة نقية من اي شائبة سياسية , اليس من الضروري ان نسال اين خبرتها و اين تجربتها و اين ماضيها؟ وهل تخضع التجربة الجديدة في هذا الامر المنطلق دون تريث الى تجربة جديدة حقا؟
ام ان المصطلح الجديد هو بصدد تشكيل جديد لتنظيم جديد ولعناصر انتقاها خلال اشهر لتكون البديل مع الاصرار ان يتم صنع العناصر الجديدة في قوالب سياسية لا ترتقي اليها العناصر الملتزمة لانها ملوثة بالتجارب السابقة . تلك هي افكار طوباويين مغرقة بالخيال او تجربة افتعالية تنشد تحقيق هدف قريب لايهم ان قاوم او صبر خلال الممارسة في الظروف الصعبة .
المنصف لن يكون ضد مساهمة عناصر غير ملتزمة تلك العناصر المنتقاة من المخلصين والناجحين في تجارب الحياة والمؤهلين لقيادة مهمات صعبة كالمهام الوطنية (والقومية بالنسبة لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني)بل من الضروري الالتفات الى ذلك لتوسيع القاعدة الشعبية التي يعاني من انحسارها التنظيم الحزبي بسبب الضروف المذكورة . بهذا الوئام والتآلف يمكن ان نخوض التجربة الوطنية بنجاح .