المحرر موضوع: سوق عكاظ وتبديل القوميات  (زيارة 919 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل babadramsin

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 142
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سوق عكاظ وتبديل القوميات
« في: 22:50 09/04/2007 »
 سوق عكاظ وتبديل القوميات

سبحانك يارب على هذه النعمة التي وهبتها لنا ... سبحانك يا رب على إعطائنا ذاكرة قوية وحب العودة إلى الماضي ... سبحانك يا رب لأنك تذكرنا بسوق عكاظ سوق العصر الجاهلي وإستغلال الناس الطيبين ، وها هو التأريخ يعيد نفسه ولكن بصورة أو حلة جديدة وبتجار لهم الخبرة ودراية بفنون ألغدر والخيانة سياسيون فاشلون بملابس تجار مخادعون ونصابون .

 فأليوم يا عزيزي يا أبن أمتي الحزينه لا يبدل الطحين بألملابس أو تشترى جارية ببضعة دراهم كما كان في سوق عكاظ ، وإنما اليوم يا أخي المسكين تبدل القومية بقومية أخرى ويباع الإسم المقدس  بأسماء غريبة وكأننا عدنا إلى سوق عكاظ  ولكن بأساليب جديدة وممارسات شيطانية وخبيثة وببضاعة لم ترى النور ولم تشتهر أيام سوق عكاظ ،  فهناك من يصيح بحقد وأنانيه إعطيني آشوري أعطيك كلداني  وهناك صوت يدوي من بعيد صوت ملئ بالكراهية هذا سرياني من يريد تبديله بسورايا ، وفي زاوية من زوايا الغدر جلس جماعة يطلقون عليهم بالمثقفين يغنون بصوت نشاز كلداني اشوري سرياني سورايي واخرون اخصائيون  بتبديل الاسماء بأسماء سميت بمختلف التسميات كل هذا ونحن في عصر التكنولوجيا .

 في هذا العصر المفروض القومية لا تباع او تبدل .. ولا الإنتماء يغيّر بغرفة .. ولا الإخلاص يبدل بكيس هدايا  ولا الإنسان يشترى بحفنة من الدراهم .. ولا تشتري إسماء غريبة لتجعلها إسماً لقوميتك ، ولكن سبحانك يا رب كل شيء تغيّر في زمن التطور زمن الأنترنيت وإستنساخ البشر ... زمن الحريه والديمقراطية كما يطلقون عليه .

 واصبح سوق عكاظ المكون من جنابر ( محلات صغيرة ) في الأزقة والشوارع في عصر الجاهليه إلى اسواق مركزية في زمن التكنولوجيا ، وبدلاً من تبديل الرز بالسكر والطحين بقطعة قماش وشراء الجواري بكيس دراهم صار الرز والسكر يباع بالدولار والجارية تبدل بكرسي ثمين ، والاغرب من ذلك كله التطور الحاصل في شراء ذمم الاشخاص مقابل قطعة أرض وهي أرضه بألاصل ... او إعطائه صك الغفران مقابل ترك الارض والهجرة إلى جنة الأحلام ( سوريا / اردن ) للتخلص من البقية الباقية من ابناء شعب عريق وأصيل .

 وأخيراً جاء الإبتكار الجديد الذي فاق إبتكار او إختراع اديسون للكهرباء ... ووصول امريكا وروسيا إلى كافة الكواكب السيارة في الكون .. وهو إبتكار شعوب جديدة وبأسماء طويلة ... العالم اليوم في تطور لا مثيل له وفي جميع مجالات الحياة ونحن لازلنا في زمن سوق عكاظ ولكن بطريقة فرض المصلحة الخاصة على المصلحة العامة ...... فمثلاً الآشوري يبدل بألكلداني والكلداني بألسرياني وهذا بذاك وذاك بهذا وهلموا وجرى والغريب في الأمر إنه لحد الآن لا في سوق عكاظ ولا في الأسواق المركزية يوجد إسم قطاري بألشكل الذي إكتشفه عمالقة ونوابغ ومثقفي السياسة والتأريخ والتجارة المحسوبين على أمتنا .

 فتجار السياسة في الأسواق المركزية أصبحوا تجار خردة ... يستوردون بضاعة رديئة وأسماء غريبه تاركين البضاعة ألاصيله والجيدة صاحبة الماركه المقدسة لأنها لا تتلائم مع أفكارهم وسياستهم ومكرهم وخداعهم  ونوابغ ألتأريخ والتجارة نسوا دروس التأريخ القديم وألامبراطوريات الجبارة ونسوا الحضارة وألاثار لأن هذه البضاعة بضاعة وامانة شعب أصيل لا تباع ولا تبدل لا من قبل سماسرة السياسة ولا من قبل تجار المناصب والكراسي ولا من قبل نوابغ التأريخ المزيفين ، أما مثقفونا ذوو اللسان الطويل فقد تركوا الثقافة جانباً وأختاروا طريق سهل ومريح طريق الجلوس على كرسي مذهب ناسين قول الشاعر إنما الامم بالاخلاق فإن ذهبت ذهبوا !! ومهما إبتكروا هؤلاء ألاقزام ليبلات متنوعة وبأسماء مختلفه ستبقى تلك أللبلات وصمة عار في جبينهم .

حيث إنه لا في ألاسواق المركزية ولا في قاعات المؤتمرات يبدل أو يغيّر ألاصل وسيبقى ألأشوري أشوري رغم المؤامرات الكثيرة وحب الذات والجلوس على كراسي المتغيره كتماثيل متحف الشمع لا يحلون شيئاً ولا يربطون ..... والشئ الوحيد الذي يستطيعون تحقيقه كما كان قائماً في سوق عكاظ هو تبديل الضمائر الحية بضمائر ميتة ، وبيع القيّم مقابل كرسي هزاز ، أوالمبادئ مقابل كيس من المال ، وطمس التأريخ وسرقة الحق والتمسك بأفكار الخيانة وحبل هذه ألافكار الهدامة يكون دائماً قصيراً .

وهذا حقاً شئ مؤسف ومؤلم أن يبيع ألانسان إسمه وحضارته وتأريخه وقيمه ومبادئه من أجل غرفة أو غرفتين أو كرسي ومنصب أو من أجل ألاوراق الخضراء ....والملفت للنظر إنه قد حل محل سوق عكاظ وألاسواق المركزية أسواق جديدة وغريبه تسمى بقاعات وليس بألاسواق ، نعم قاعات المؤتمرات وهناك يتم البيع والشراء وتبديل ألاسماء ومسح قوميات أصيلة وإضافة قوميات وهمية كما يشاؤون وبواسطة تجار لا خبرة ولا ممارسة لهم !

هذا هو التطور الوحيد وألاختصاص الذي يليق ببائعي الذمم أن يمارسوه لأجل تقسيم ألأمة ، ومن يحملون هكذا مؤهلات هدامة سيكتب لهم ولأسواقهم وقاعاتهم الفشل والخيبة وسيطردون من نقابة التجار لأنهم مخادعون وغشاشون ومصيرهم سيكون كمصير سيدهم من القصور إلى الجحور ... من القصور إلى الجحور وستبقى أمتنا قويه مصانة بجهود المخلصين من أبناءها النشامى ، وسيبقى إسمها الذي حافظت على قدسيته ما يقارب السبعة آلالاف سنة مشعاً بالنور نور الحق ينير الدرب للذين إنحرفوا عن الطريق رغم أنوف الحاقدين وتجار سوق عكاظ وألاسواق المركزيه وقاعات المؤتمرات .

أما سوق عكاظ الذي أصبح ماضي نستوفي منه الدروس أصبح في خبر كان ... وألاسواق المركزية ستقفل أبوابها بوجوه تجار السياسه الفاشلون خوفاً على سمعة أسواقهم ... وقاعات المؤتمرات ستمنع تأجير قاعاتها  لمثل هذه المهازل إحتراماً لمعنى ( المؤتمر ) إذن بضاعتهم ستباع في العراء ومن يبيع في العراء يكشف ضياء الشمس زيف بضاعتهم المغشوشة وأعمالهم الملتويه ويصبحون كسوق عكاظ في خبر كان .
وأخيراً من ينسى أو ينكر إسمه لايستحق الحياة لأنه قيل ( لا خير في إمرئ لو ربح الدنيا كلها وخسر نفسه ) والحليم تكفيه ألاشارة والسلام .

عاش الوطن الغالي العراق الجديد .
عاشت قوميتنا ألاشورية المقدسة .
بارك ألله كل إنسان يحب وطنه وقوميته وشعبه .
الخزي والعار لتجار ألاسماء الرديئة والمزيفة .
شموئيل نوئيل سركيس
9 / نيسان / 2007          
aboremoon_2005@yahoo.com