الاستاذ العزيز تيري بطرس المحترم
تحية طيبة
شكرا كل الشكر على ما تفضلت به، في وقت اختلطت فيه الكثير من المواضيع، وتصدر مشهدنا القومي والسياسي فئة من الساسة الداخلين على الخط الساخة مع قلة الفولتية والعجز في الامبيرية، وهم يخصعون لاملاءات من هنا وهناك، من اجل وضع القدم وابراز نفوذهم والوصول الى الغايات التي جاؤوا من اجلها، والامساك بشعارات قومية زائفة، يعملون بخفية ويتخذون من القضية وسيلة لتحقيق الاغراض، وليس خدمة شعبنا. لذلك وفي هذه الاوقات الحرجة التي تمر علينا، نحتاج الى ساسة واصحاب العقول والاتزان في الاعمال والاقوال والافعال، لياخذوا بايديهم الى الطريق الصواب. ومع كل هذا وذاك نشعر مع كل قطرة التخوين بحزن شديد، ويجب ان يعلم الجميع ان قضيتنا القومية اكبر من الجميع، فالامر في غاية السوء وادعوا الجميع الى التوقف فورا عن التهليل والتشجيع، فنحن لسنا امام احدي المبارات وكل فريق له جهوره، الامر تعدي اللعبة واصبحنا نخاطر باسمى ما في وجود قضيتنا.. استاذ العزيز مصير امتنا وشعبنا يحتاج الى قيادة قوية رصينة، لذلك مصير شعبنا لا يقرر عند الاستحقاقات في لحظات ارتجالية، ولا بتحشيد الشعب بشعارات ودغدغة مشاعره وعواطفه بوعود ولا عن طريق ارتهان بالاخر ومشاريعه الذاتية. لذلك مصير قضيتنا وشعبنا لابد ان يشترك فيه الجميع من اجل ان تتقارب العقول وتتلاقح الافكار والرؤى، لا كما حصل في السابق من حرق للمراحل والفرص وانفراد بالقرار واقصاء لمكونات وشركاء في القضية، وبالتالي ساحتنا القومية اليوم تعيش ما يمكن ان نطلق عليه بفوضى في الخطاب السياسي، وهذه الفوضى التي احدثها بعض الساسة الذين لا يعبرون الا عن انفسهم، ولم يفهموا اساليب العمل السياسي ومتطلباته، لذلك علينا جميعا ان نحاول الحفاظ بقدر الامكان على ما تبقى من هيبة قضيتنا ووجودنا. وتقبل مروري مع فائق محبتي
هنري سركيس