إن أهم أسباب تخلـّـف الحركة القومية الآشورية (إن وُجدت) هو التشتت الفكري على مستوى المؤسسة السياسية الواحدة قبل الحديث عنه على المستوى الجماعي، وذلك بسبب اجتماع أفكار مختلفة في كل مؤسسة، فالعنصر البشري لمؤسساتنا السياسية هو خليط من الأفكار حيث كل عضو قد أتى من مدرسة مختلفة: قوميين سوريين، بعثيين، كردَويين، شيوعيين، مسيحانيين، عراقجيين... ألخ .. وكل هذه المدارس اختلطت وتضاربت عفويا داخل كل مؤسسة لتلد طفلا هجينا ممسوخا إسمه "الواقعية"، إمـّـا استسلاما أمام الصراع بين هذه الأفكار، أو تستراً عليه.
لذلك، لقد كان من المفترض تفكيك هذه المؤسسات العقيمة للبدء بأخرى حديثة تتناسب وتطلعات الجيل الآشوري المعاصر، وبذلك تنبعث القضية الآشورية بمفاهيم عصرية تقوم على أسس واضحة صارمة تأخذ الواقع المرير بعين الإعتبار إنما هذه المرة من أجل معالجته كون الحركات القومية تنشأ لتغيير الواقع، وليس التذرّع به لتغطية فشلها.
آشور كيواركيس - بيروت
رئيس "حركة آشور الوطنية"