أداء المزمور 150 حسب طقس كنيسة المشرق الكلدانية-الاشورية والاتفاق التاريخي حول الأسرار مع الشق الذي بقي على مذهب الأجداد القويم والسليم والمقدس
في البدء أقول عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة مباركة، أملا فيها لقرائي الكرام الخير والبركة وتحقيق الأماني.
وبهذه المناسبة أدعوهم الى سماع مزمور 150 الذي قمت بأدئه على آلة الكمان حسب طقس كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية المجيدة وأخرجه وكتب خطوطه السريانية (النص الأصلي والكرشوني والترجمة الى الإنكليزية) الدكتور عبير رامو، فله مني ونيابة عن قرائي ومتابعي كل الثناء والتقدير لهذا الجهد البديع:
https://www.youtube.com/watch?v=LSwleabspH0&t=292sوستبقى سنة 2017 سنة مضيئة في تاريخ كنيستنا المشرقية الكلدانية-الأشورية المجيدة.
في هذه السنة احتفى الفاتيكان والحبر الأعظم بالتوقيع على وثيقة تاريخية مهمة جدا تتبادل فيها الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الاعتراف والمشاركة في الأسرار المقدسة مع شق كنيسة المشرق الذي بقي على مذهب الأجداد القويم والمقدس.
وكنت أتابع عن كثب المباحثات المكثفة التي كانت تجري في حاضرة الفاتيكان بين الكنيستين المقدستين والتي والحمد لله توجت باتفاق تاريخي لما كان بالإمكان الوصول إليه لولا وجود البابا فرنسيس الذي يرى في كنيستنا المشرقية المجيدة منارة للمسيحية وتراثها ويرى في ثقافتها وطقسها ولغتها السريانية المقدسة إرثا مسيحيا لا يجوز التخلي او الاستغناء عنه.
ويستحق البابا ان نهدي له هذا المزمور لأنه يكن احتراما كبيرا للإرث المشرقي لكنيستنا ولغتنا السريانية المقدسة وحسب علمي فإنه يقرأ عنها كثيرا وملم بالكثير من تفاصيل تراثنا الكنسي ويحث اتباعه من الكلدان الكاثوليك وغيرهم الالتزام والنهوض به وإحيائه بروائعه التي ربما لا نظير لها في المسيحية.
وبمناسبة التوقيع على شراكة الأسرار، ادعو اشقائي من كنيسة المشرق الأشورية وكنيسة المشرق القديمة الالتفاف حوله والتعامل مع الشراكة هذه بروح مسيحية إيجابية لأن الاتفاق يمثل شراكة ووحدة حقيقية وليس فيه أي مس باستقلالية شق كنيستنا الذي بقي على مذهب الأجداد القويم والمقدس ولا يشي بأي نوع من التبعية على الإطلاق.
وأقول جازما إن الفاتيكان ذاته لم يعد فاتيكان الماضي. لقد ولى الزمن الذي كان فيه يدعو الى تبعية الكنائس الأخرى له. الفاتيكان اليوم يحث الكنائس على الاحتفاظ بثقافاتها ولغاتها وطقوسها وأنظمتها وإدارتها والدخول في شراكة ووحدة مسيحية حقيقية لا تبعية فيها على الإطلاق غير للإنجيل والمسيح وصليبه.
ومن ثم هناك تغيير جذري في وجهة نظر وفكر وفلسفة ولاهوت الفاتيكان صوب كنيستنا المشرقية المجيدة ومذهب اجدادنا ومن بقي عليه.
اليوم يرى الفاتيكان أن الخلافات لفظية وثقافية ولا تمس جوهر وروح الإنجيل.
ولهذا، وفي سابقة تاريخية، سيقيم الفاتيكان مؤتمرا كبيرا للاحتفاء بفيلسوف ومفكر كنيستنا المشرقية المجيدة، الا وهو مار عبديشوع بار بريخا الصوباوي، وهو يعد بحق عمود لاهوت كنيستنا المشرقية المجيدة وواحد من أبدع مفكريها ولاهوتييها وفلاسفتها من الذين برهنوا للدنيا أن مذهب اجدادنا قويم ومقدس وكنيستنا المشرقية رسولية جامعة شأنها شأن أي مذهب مسيحي اخر او كنيسة أخرى.
أن يحتفي الفاتيكان بهذا المفكر النسطوري – نعم الصوباوي من أشدّ المدافعين عن مذهب اجدادنا وكتبه تعد منارة ليس في لاهوت وفكر كنيستنا بل المسيحية جمعاء – فهذا لعمري حدث علينا كلنا أبناء وبنات كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية الاحتفاء به أولا، ومن ثم أن نظهر للعالم أن ما أتى كنيستنا المشرقية المجيدة من اضطهاد ورفض لم يكن في محله ابدا. ومن هنا أيضا تأتي أهمية احتفاء الفاتيكان بفكر ومؤلفات وكتب وفلسفه ولاهوت العلامة العملاق المتبحر الصوباوي.
وهكذا يشرق ويبزغ نجم كنيستنا المشرقية المجيدة مرة أخرى وفي حاضرة الفاتيكان، أولا بالتوقيع على شراكة الأسرار ومن ثم الاحتفاء في السنة القادمة بواحد من أبرز اللاهوتيين والمفكرين فيها.
وكنيسة المشرق تبدع أيما إبداع في إنشاد مزامير داود. هذه المزامير حاضرة تقريبا في كل ترتيلة ونشيد وشعر ونثر وهي المفتاح لكل قصيدة وبيت شعري ونثر وصلاة.
والمزامير تأتي بألحان مختلفة. فالمزامير التي تنشدها كنيستنا الكلدانية-الاشورية المقدسة مثلا يوم السبت تختلف لحنا وأداء عن تلك التي تنشدها يوم الأحد.
وإن أخذنا السبت لوحده، لرأينا ان كل مزمور فيه له لحنه وأداءه ومقامه الخاص به.
ولو أخذنا يوم الأحد، لرأينا أننا نمضي من لحن وأداء ومقام الى أخر – وهي بالعشرات إن لم تكن بالمئات إن نظرنا الى مجمل الدورة الطقسية لكنيستنا الكلدانية-الأشورية المجيدة.
وللعلم فإن عيد الميلاد المجيد، شأنه أي تذكار او عيد او مناسبة أخرى وما أكثرها في كنيستنا المشرقية المجيدة، له مزاميره الخاصة به ورداتها الجميلة التي ننتقل فيها من لحن الى أخر ومن مقام الى أخر ومن ردة الى أخرى، لا بل من عالم الى أخر في حوارية عجيبة قلّ نظيرها مع الخالق والكون ومع بعضنا بعضا.
وإلى ابناء وبنات كنيسة المشرق الكلدانية-الاشورية وعلى الخصوص أصحاب الشأن فيها من بطاركتها الثلاثة وأساقفتها وكهنتها وجمهور مؤمنيها أقول، حان الأوان لأحياء وليس تبديل تراث وإرث ولغة وطقس هذه الكنيسة المجيدة، لأن هذه المقومات سوية تشكل ركنا مهما من ثقافة وهوية ووجود واستمرارية ومستقبل شعبنا أيضا.
وأخيرا، أدعوكم مرة أخرى الاستماع الى هذا النشيد البديع وأمل أنني ومعي زميلي الدكتور رامو قد أفلحنا في الأداء والإخراج ومنحنا هذه الرائعة حقها:
https://www.youtube.com/watch?v=LSwleabspH0&t=292s