المحرر موضوع: لماذا لا يستغل العرب ورطة امريكا لحل قضية فلسطين؟!  (زيارة 969 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رزاق عبود

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 390
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذا لا يستغل العرب ورطة امريكا لحل قضية فلسطين؟!


عام 1947 رفض الحكام العرب بامر من بريطانيا قرار التقسيم، واعلنوا حربا بجيوش غير مسلحة، وقائد بريطاني يرتدي ملابس بدوية، فخسروا الحرب. وضاع نصف فلسطين، وتاسست مملكة اردنية هاشمية على النصف الاخر. وضمت غزة الى الشقيقة الكبرى، وفهمت الشعوب المسرحية. وفي عام 1967 رفض العرب نصيحة السوفييت وخاضوا الحرب بجيوش مكشوفة، وخطط معروفة، وقيادات مهفوفة، ومطارات مقصوفة. فضاع النصف الثاني من فلسطين بالاضافة الى الجولان، وسيناء، وشوية من لبنان، وشوية من الاردن. وعرفت الشعوب حقيقة حكامها. وفي حرب التحريك الساداتية، "حررت" مصر جزءا من صحراء  سيناء، وخسرت السيادة على كل مصر. بعدها امتد قازوق طويل في جسد الامة العربية اسمه معاهدة السلام الاسرائيلية المصرية. ذهب السادات يستجدي السلام الانفرادي من حاخامات الكنيست الصهيوني مقابل التخلي عن عروبة مصر، وعن اخواتها العربيات. عام 1982 احتلت اسرائيل عاصمة عربية هي بيروت بعد ان احتلت قبلها القدس عاصمة فلسطين، وثالث الحرمين عند المسلمين. وكل ذلك والعرب لايتجرأون، ولو بالتوسل لامريكا، لتحرير ولو جزء من فلسطين. بل ولو ادانة جرائم صبرا، وشاتيلا، او حرق المسجد الاقصى، او جريمة المسجد الابراهيمي، أو قتل، وتصفية زعماء الشعب الفلسطيني. كيف ينتفض العبيد بوجه اسيادهم؟ فقضية فلسطين يؤيدها السوفييت وهم كفار فكيف نتعاون مع الكفار لتحرير فلسطين قبلتنا الاولى؟ فاضطرياسرعرفات بعد ان خذله العرب وخانه صدام بمغامراته الى توقيع معاهدة اوسلو غاسلا كل دماء الانتفاضة الفلسطينية بحبرها القذر، وجامعا كل حجارتها رصيدا لمعاهدة "سلام" جديدة قدم فيها ورهطه كل التنازلات ولم تقدم اسرائيل شيئا واحدا. ومعروف ان عناد اسرائيل، وقوتها، وعنجهيتها، واعتداءاتها، وحروبها ضد العرب، وجرائمها المستمرة ضد شعبي فلسطين، ولبنان وليدة الدعم، والتشجيع الامريكيان. فالكيان الصهيوني يسقط خلال ساعات اذا تخلت عنه الادارة الامريكية. كما تخلت عن الشاه، وصدام، وعيدي امين، وغيرهم من الطغاة الذين انتهى دورهم.

 

الان امريكا في ورطة في العراق، والشرق الاوسط كله، وفي الصومال، وافغانستان، ولاتحظى باحترام احد، وانحدرت مصداقيتها الى الحضيض، حتى عند اقرب حلفائها. وهي تتوسل الى العرب مساعدتها في العراق، ولبنان، والصومال، والسودان. كما توسلت لانقاذ اسرائيل من ورطتها في لبنان بعد ان دفعتها الى مستنقع الجنوب اللبناني. الشعب الامريكي بدا يفهم، ويشعر ان اسرائيل عبئآ، والعالم كله يربط الارهاب بعدم حل قضية فلسطين. وحتى امريكا اعترفت رسميا بهذه الحقيقة عبر توصيات لجنة بيكر/هاميلتون، التي ضمت وزير دفاع امريكا الحالي.   الشعوب الاوربية، وعت المسالة جيدا قبل الامريكان وكذلك قسم كبير من حكوماتها. فماذا ينتظر العرب للتحرك، والضغط الاقتصادي، والسياسي. وتجربة قطع النفط لا زالت ماثلة وتاثيرها واضح. الروس عادوا بثقل اكبر بعد مساومات غورباتشوف. وهم لم يعودوا لاشيوعيين، ولا كفار. والحكومة الفلسطينية يراسها اسلامي. وايران تسند القضية الفلسطينية وموقف تركيا تقدم كثيرا عن السابق. فلماذا لايتحرك العرب، وهاهي رايس تصرخ انقذونا؟ لماذا تقاوم ايران كل الضغوط، وتفرض كوريا الشمالية شروطها على امريكا رغم كل ضعفها وفقرها؟ لماذا تذل منظمة كحزب الله، او حماس الجيش الاسرائيلي وتفرض شروطها، ولا يستطيع العرب رغم كل قوتهم، وكثرتهم، وغناهم، ونفوذهم،وتاثيرهم، وصداقة بعضهم، وتحالف بعضهم مع العم سام الضغط على امريكا، وهي الضعيفة الان، والمستجيرة باصدقائها من العرب؟؟!

 

لقد وصف الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر الوضع في اسرائيل بالأبارتيد في جنوب افريقيا سابقا. فمتى ياتي مانديلا عربي لقلب الطاولة على صهاينة تل ابيب، وواشنطن؟؟