منظمة عراقية لحقوق الانسان: الجثث المجهولة لمعتقلين غير مسجلين

[Sabah Yalda]

اكتشاف 30 جثة في بغداد خلال 72 ساعة ... منظمة عراقية لحقوق الانسان: الجثث المجهولة لمعتقلين غير مسجلين


بغداد - جودت كاظم     الحياة     - 08/05/07//

عادت ظاهرة الجثث المجهولة الى شوارع وساحات بغداد التي تنقسم الى قاطعين الرصافة والكرخ، يفصل بينهما دجلة الذي يخترق المدينة من الشمال الى الجنوب. وأكد رئيس المفوضية العليا لحقوق الانسان (عراقية) ان معظم أصحاب الجثث معتقلون تتم تصفيتتهم. ولم يسجلوا في سجلات وزارة الداخلية أو العدل.

واكتشفت الشرطة خلال 72 ساعة 30 جثة موزعة على احياء العاصمة شوهدت آثار التعذيب واطلاق النار عن قرب عليها.

جبهة «التوافق» حملت الاجهزة الامنية وضعف أدائها المسؤولية، وقال النائب حسين الفلوجي لـ «الحياة» ان «ضعف اداء الاجهزة الامنية وغياب الرقابة عليها يساعدان في ممارسة جماعات قتل الأبرياء ورمي جثثهم على قارعة الطريق»، موضحاً «عدم جدية المؤسسات الأمنية في متابعة أسباب هذه الظاهرة والتصريحات الاستفزازية التي يطلقها القائمون على تنفيذ الخطط الأمنية».

وأضاف ان «العصابات المنظمة والميليشيات المسلحة المعروفة الولاء تخترق غالبية الاجهزة الأمنية وتمارس نشاطاتها الارهابية علناً»، لافتاً الى ان «المعلومات التي لدينا، وهي موثقة، تؤكد ان غالبية تلك الجثث لمعتقلين في السجون التابعة لوزارة الداخلية عذبوا الى أن لقوا مصرعهم لترمى جثثهم عند أقرب رصيف أو مكب للنفايات». وتابع: «يبدو ان عمل الاجهزة الأمنية أصبح يقتصر على جمع تلك الجثث ودفنها من دون متابعة المسؤولين عن هذه الجرائم».

وترى المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق ان «غالبية الجثث المجهولة تعود الى معتقلين لم تدون اسماؤهم في الكشوفات الرسمية لمعتقلات وزارتي الداخلية والعدل». وقال رئيس المفوضية نهاد الجبوري لـ «الحياة»: «هناك اسباب كثيرة لعودة ظاهرة رمي الجثث المجهولة مرة اخرى عند الشوارع وأرصفة العاصمة»، بينها «عودة الميليشيات المسلحة الى ممارسة نشاطاتها في استهداف أهل السنة وإصدار بعض مسؤولي الاجهزة الأمنية لأسباب طائفية أوامره بتصفية بعض المعتقلين ولا سيما الذين لم تثبت اسماؤهم في سجلات السجن».

وأضاف ان «كل تلك الجثث لا يعلم ذووها بها لأن دوريات الشرطة تجمعها من قبل وتبقى لفترات طويلة في ثلاجات الطب العدلي ومن ثم تدفـــن في مقـــابر كربلاء والنجف جنوب بغداد».

وزاد: «حتى ان بحث ذوو تلك الجثث في تلك الثلاجات فانهم لن يتمكنوا من التعرف اليها لتغير الملامح بسبب التعذيب».

وقال مصدر في وزارة الداخلية رفض كشف اسمه لـ «الحياة» ان «العثور على جثث مجهولة بين الحين والآخر أمر طبيعي»، معتبراً ان الجماعات المسلحة والميليشيات «لم ينحسر دورهما من الشارع البغدادي»، موضحاً ان «الاجهزة الأمنية حتى الآن تقف مكتوفة الأيدي حيال نشاط تلك الجماعات على رغم الاجراءات الامنية المشددة».http://www.daralhayat.com/arab_news/levant_news/05-2007/Item-20070507-677b37ca-c0a8-10ed-01b2-ede83d93811c/story.html