المحرر موضوع: في تعريف فن الكاريكاتير..  (زيارة 748 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف الموسوي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1150
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في تعريف فن الكاريكاتير..
« في: 19:48 25/10/2018 »
في تعريف فن الكاريكاتير..
كتاب الدكتور حمدان السالم (الكاريكاتير في الصحافة) يدخل منطقة بحثية مهملة ، لم ينبش فيها بدقة ودراية الا عدد محدود من الباحثين ، ولقد أشبع الكتاب فضولنا المستديم لتتبع نشوء فن الكاريكاتير والسخرية المكتوبة والمرسومة في القواميس والقراطيس، وقلّب بصبر كبير المطبوعتين اللتين تعرض لهما بالدراسة المستفيضة في هذا البحث وهما جريدة حبزبوز 1931 ومجلة قرندل في 1947 وحلل مضامين وتوجهات الرسوم الكاريكاتيرية المنشورة في عينة مختارة منهما ،وأحالنا الى مصادر أخرى ليستزيد من يرغب بالاستزادة ، وقد حفل الكتاب بهوامش كثيرة أغنت المتن بالتعليقات والتعقيبات والاحالات ..
وليس لدي بعد الشكر والامتنان ماأقوله عن الكتاب سوى إضافة بعض الهوامش والاستطرادات ..
الهامش الاول :
حول تعريف الكاريكاتير ، يميل الاكاديميون الى تأطير المفاهيم التي يتطرقون اليها بأطر محددة من أجل أن يسهل عليهم دراستها وتحليلها ، وترد بشأن الكاريكاتير تعريفات كثيرة تعبر عن وجهة نظر الاشخاص أو الجهات التي تتبناها، وتخضع لمعايير المرحلة التي قيلت فيها، ويرد في الكتاب تعريف الانسكلوبيديا البريطانية للكاريكاتير بأنه:العرض المشوه لشخص او نموذج او فعل وعادة مانتمسك بملمح بارز ثم نغالي في ابرازها و نجعل اعضاء الحيوانات او الطيور او النباتات بدلا من الذات الانسانية او نقوم بعمل تناظر وظيفي للافعال الحيوانية .
ولم تبتعد الموسوعات والمعاجم الاجنبية الاخرى عن هذا المعنى حين قالت بان الكاريكاتير هو :تشويه الملامح الشخصية المميزة والمبالغة في رسمها وإظهار المشوه منها وكذلك ابراز الشئ الغريب من تلك الملامح واخفاء كل معاني الجمال للشخصية المرسومة وجعلها تبدو بمظهر مضحك.
وقد تبنت الكثير من الكتب والبحوث فكرة (التشويه) التي ترد في هذه التعاريف ،ولا أعرف لماذا بالضبط ينظر للكاريكاتير بأنه تشويه متعمد للشخصية والاحداث، وبالتالي إعتبار مايتناوله الكاريكاتير أفكار مشوهه للحقائق، في الوقت الذي يتعاطى فيه الكاريكاتير مع الوقائع برؤية نقدية لاذعة ضمن عرض فني يستعين بأدوات الكاريكاتير المعروفة من مبالغة وتورية وتلاعب بالاشكال والكلمات وصولا الى هدف اجتماعي او سياسي يعبر عن وجهة نظر الفنان، ولايمكن في هذا المجال إعتبار مسألة التلاعب بالمنظور والنسب الفنية تشويها والا حكمنا على الكثير من الاعمال الفنية التي تتجاوز على المنظور والنسب بانها أعمال مشوهه.
وأغلب الظن ان هذا التعريف قديم ( ربما يعود لأكثر من قرن من الزمان) ولم يأخذ التطور الهائل الذي حدث في أدوات واساليب فن الكاريكاتير بنظر الاعتبار، حيث تعرف الموسوعة الحرة (الحديثة) ويكيبيديا فن الكاريكاتيربأنه :
فن ساخر من فنون الرسم وهو صورة تبالغ في اظهار وتحريف الملامح الطبيعية او خصائص ومميزات شخص او جسم ما بهدف السخرية او النقد الاجتماعي والسياسي.
هذا التعريف أكثر انصافا وتمثيلا لفن الكاريكاتير من تعريف الانسكلوبيديا البريطانية ، لانه يخلص فن الكاريكاتير إبتداءً من شبهة التشويه ويربطه بهدف سام يتمثل بالنقد السياسي أو الاجتماعي ، ويمكن أن نظيف لهذا التعريف تفريعات كثيرة لكي نلم بالغايات التي تشتغل عليها ريشة رسام الكاريكاتير المعاصر من مفارقة وجمال وادهاش،وغيرها مما استجد لدى فنان الكاريكاتير المعاصر.
ويشير تعريف الانسكلوبيديا البريطانية الى :جعل اعضاء الحيوانات والطيور والنباتات بدلا من الذات الانسانية او يعمل تناظر وظيفي للافعال الحيوانية، وهذا التعريف أقرب لرسوم (الكومكس) القصص المسلسلة للاطفال والتي غالبا ماتستعير الاشكال الحيوانية للتواصل مع الطفل ( توم وجيري) ( نيلز والبطة مورتون) (تيمون وبومبا) وغيرها ، ومع إن رسام الكاريكاتير يلجأ في رسومه لنماذج حيوانية فانها تظل محدودة للغاية ، مثل رسم التضخم على شكل تمساح ، والفاسد على شكل حوت ، والمنافق على شكل أفعى والمحتال على شكل ثعلب ، وتجار الحروب على شكل قطط منتفخة، او الاستعاضة عن رسم بعض الدول بالحيوانات التي تشتهر فيها ، الدب الروسي والتنين الصيني والكنغر الاسترالي والجمل العربي ، الا ان هذه الاستخدامات لا تمت بصلة لما أشار اليه التعريف.