المحرر موضوع: محبّة بين مكونات نينوى تعيد آواصراها لتواجه خطابات الكراهية والعنف والإساءة في وسائل الإعلام المختلفة.  (زيارة 1150 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بناء السلام

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
محبّة بين مكونات نينوى تعيد آواصراها لتواجه خطابات الكراهية والعنف والإساءة في وسائل الإعلام المختلفة.


         ضمن مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى أقامت منظمة UPP ورشة تدريبية حول موضوع ( الإعلام من أجل السلام) لمجموعة من شباب مكونات محافظة نينوى في أربيل لمدّة خمسة أيّام.

إبتدأت الورشة التي أداراها المدرّب والإعلامي خضر دوملي يوم الأثنين المصادف 22 أكتوبر 2018 في فندق مسايا ببرنامجها الخاص بعدّة فقرات ( التعارف والترحيب بالمشاركين من قبل فريق مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى، ومن ثمّ رؤية واقعية للآثار الناتجة عن النزاعات وكيفية تعامل الإعلام مع مرحلة ما بعد النزاع في نينوى ، وبعد الإستراحة ناقش المشاركون وسائل الإعلام والتعامل مع الأزمات الناتجة عن النزاعات  وبعد فترة الغداء ما الذي يجب الإهتمام به وما الذي يجب تجنبه في التغطية الإعلامية لمرحلة ما بعد النزاعات ، وتم عرض مجاميع العمل ومراجعة أبرز أفكار الجلسة التدريبية لليوم الأول، بدأ اليوم الثاني الثلاثاء المصادف 23 من أكتوبر الجاري بمراجعة مفردات وأفكار اليوم الثاني ، وفقرة كيف تتجرّد من الإنتماءات في الكتابة الصحية ، وبعد الإستراحة تم مناقشة كيف يمكن كتابة محتوى إعلامي خالي من مفردات الكراهية ، والكتابة للسوشيل ميديا – مساحة لنشر الإتهامات وتعزيز التطرف والعنف ، وبعد وجبة الغداء تم تحديد المواد الإعلامية بتقرير معلوماتي ومقال معلوماتي ومقتطفات من السوشيل ميديا التي تساعد على نبذ العنف والكراهية ، بدأ اليوم الثالث عن موضوع ماهيّة التحريض الإعلامي على الكراهية ، ومن ثم  كيفية كتابة محتوى إعلامي خالي من مفردات الكراهية والتحريض على العنف ، وبعد استراحة الشاي تم مناقشة المعايير الدولية الستة الخاصة بمواجهة الكراهية والتحريض وكيفية ربطها بالواقع ، وتم إختتام اليوم الثالث مع المدرب خضر دوملي في كيفية تطبيق المعلومات والمبادئ المكتسبة على أرض الواقع في نينوى.
بدأ اليوم الرابع مع المدرّب سعد سلّوم بمقدّمة عن أهمية وأغراض التدريب في صحافة التنوع ، ومن ثمّ تعريف التنوع وأهميته ومفاهيم مقاربة ، وبعد ذلك التعريف بالتنوع الديني والإثني واللغوي في العراق وإقليم كردستان ومحافظة نينوى ، وبعد ذلك الإطار الوطني لتعزيز التنوع الديني والإثني واللغوي ، ومن ثم أبرز الصور النمطية في وسائل الإعلام العراقية ، وعرض فلم ، وتقسيم المشاركين بتمرين مواد صحفية للعمل ، وأختتمت الورشة يوم الجمعة المصادف 26 أكتوبر 2018 بمناقشة مفاهيم خطابات الكراهية والإطار الوطني لمواجهة خطابات الكراهية وأشكال خطابات الكراهية ومصادرها بالإضافة إلى خطابات الكراهية في وسائل التواصل الإجتماعي ونماذج أساسية من خطابات الكراهية في السياق العراقي .


قال عماد صبيح مساعد مدير مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى " بعد أن كثرت الوسائل التكنولوجية المتاحة لإستخدام الإعلام بصورة سريعة وسهلة أصبح هناك حرية لكافة المواطنين لإستخدامها وأدّى هذا إلى سوء إستخدام هذه الوسائل في خدمة المجتمع، كما أنّ وسائل التواصل الإجتماعي تعتبر  من أسهل وأسرع وسائل الإعلام وأكثرها تأثيرا ، لهذا إنتشرت خطابات عديدة ومنها خطاب الكراهية والعنف والطائفية وبالتالي أصبح هناك ترويج لهذا الخطاب على حساب خطاب السلام والمحبة بين المكونات وأضاف كوركيس مستندا على مثل إيطالي " لنعش بسلام كي نموت بسلام فالصعوبة ليست في الموت بل في الحياة ، المحافظة على السلام أصعب من صناعته في المجتمعات التي تأثرت بالنزاعات والتي تعاني من التوترات ، وإرتأينا أن نبني قدرات النشطاء في محافظة نينوى في هذا المجال لكي يستطيعون أن يشكّلون مركزا لمحاربة التطرف .

أكّد الباحث والمدرّب خضر دوملي "بأنّ من الضروري أن نعرف أنّه بواسطة كلّ واحد منا مواجهة أو الحد من الكراهية في الإعلام من خلال عدم التنسرع في الانجرار وراء التصريحاتالتي تحرض أو تشجع على الكراهية من خلال التدقيق منها مجددا أو إعادة قرأتها وعدم نشرها وضرورة معرفة ما تتركه من آثار سلبية تسيء إلى العلاقة بين المكونات المجتمعية المختلفة".

وقال "حسين أنور" من قضاء الحمدانية وأحّد المشاركين في تدريب الإعلام من أجل السلام "بأنّ استخدام خطاب السلام والتعايش بين المكونات والقوميات والتركيز على الظواهر الإيجابية الداعية للسلام".
وأضافت "إيفلين يوسف" من ناحية برطلة " خلال مشاركتي في هذه الورشة تعرّفت على كيفية إستخدام مصطلحات تقرّب المجتمعات مع بعضها البعض وتواجه خطابات الكراهية والعنف والطائفية، وتعرّفت على صحافة التنوع والتعددية وترويج أدوارهم في وسائل اتلواصل الإجتماعي ، وأنّ كلّ مواجهة لخطاب الكراهية هي بداية لنشر السلام الإعلامي والمجتمعي ".
كما أشارت "ليلى صالح" منسقة مركز منظمة UPP في مدينة الموصل "بأنّ التعايش بين المكونات أصبح إهتمام الموصليين في الجوانب كافة ، وهناك بعض الأصوات التي تُنتج محتويات إعلامية طائفية وتشجّع على العنف والكراهية ، لكنّ هذا التدريب يستطيع أن يجعل المشارك مهيّئا في مواجهة ورصد خطابات الكراهية ومعالجتها في وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام الأخرى".

وأشار الممثّل القطري لمنظمة UPP ومستشار مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى "تأتي هذه التدريبات للمرحلة الثانية من مشروع مدر الجسور بين مجتمعات نينوى كجزء مكمل للمرحلة الاولى من المشروع من خلال اشراك الشباب في عملية التغيير الايجابي حيث ان وسائل الإعلام تعتبر من أهم وسائل التعبير في العالم المعاصر، ومن المقومات الأساسية لضمان الديمقراطية وتعزيز قيم التسامح والتعددية والتنوع الاجتماعي وكفالة السلم والاستقرار.
ومن خلال هذه التدريبات للشباب الذي يعمل في مجال الاعلام, يمكن الإسهام في تقوية خطاب الإعلام الإيجابي وتعزيز المشاركة النشطة والهادفة لجميع شرائح المجتمع في ترسيخ قيم التنوع والسلام والاستقرار المجتمعي وحمايتها".

بعد تصاعد خطابات الكراهية والإساءة والعنف المسموعة والمكتوبة والمرئية والذي تضمّن التحريض والتهميش والإيذاء والعنف والشتم ، إرتأت منظمة UPP أن تقيم هذه الورشة التدريبية لمجموعة من الناشطين المدنيين لمحافظة نينوى.

ضمّ التدريب كافة مكونات نينوى حسب مراعاة التعددية والتنوع والجندر في هذه الورشة وتم تهيئة إعلاميين ومدوّنيين ليكونوا ناشطين في مواجهة خطابات الكراهية في حملات وأنشطة وفعاليات ستقيمها المنظمة بالتعاون مع النشطاء لأرشفة السلام في مدن نينوى وتحقيقه وتعزيز دور التماسك الإجتماعي.
أختتمت الورشة التدريبية يوم الجمعة المصادف 26 أكتوبر 2018 بتوزيع شهادات مشاركة من قبل المنظمة ، جدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى بمرحلته الثانية قد إنقسم إلى قسمين : القسم الأول هو إعادة وتأهيل مجموعة من المدارس في محافظة نينوى وبناء قدرات الكادر التربوي وإقامة فعّاليات مع الطلبة، والقسم الثاني بدأ ببناء قدرات نشطاء المجتمع المدني في مواضيع عديدة وتنمية قدراتهم ليكونوا وكلاء السلام في مدنهم ومانعي الصراعات ، وسيشمل عدّة أنشطة وفعاليات وحملات والعمل مع الإذاعات لبث برامج السلام ، والمشروع ممّول من الوزارة الفدرالية للتعاون الإقتصادي والتنمية وتنفيذ منظمة جسر إلى الإيطالية UPP.