المحرر موضوع: أربعينية بيير شمعون ، الشاعر : رحل وترك ارثاً من المآثر  (زيارة 2047 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
أربعينية بيير شمعون ، الشاعر : رحل وترك ارثاً من المآثر
تولد بيير شمعون  في لبنان من أبوين آثوريين من الجيل الثاني للمهاجرين الى العراق وسوريا وهو ابن الجيل الثالث المهاجر الى الولايات المتحدة . ابوه كان شاعراً  فقد ارضه ووطنه وحين حل به الرحال في لبنان المسيحية ، وفي بداية السبعينات شهد هو وابنه بيير الحرب الطائفية في هذا البلد المسيحي فأين المفر !! المفر للأب ايشو الأبن بيير  وبقية العائلة هذه المرة كان عبر البحار والمحيطات الى الغرب حيث الحرية بعيداً عن الاسلام السياسي العروبي والذي تحول الى الجهادي مؤخراً، ليكون وقعه كبيراً ليس فقط على بيير بل على كل مسيحي الشرق الأوسط وحتى العالم الغربي الحر من خلال العمليات الجهادية السيئة الصيط.
هذه الحالة المزرية التي مرّ بها مسيحيو الشرق الأوسط والتهجير القسري الذي تعرضوا له كان لها رد فعل على بيير وانعكست على شعره وتصرفاته فكان مقاوماً في شعره وداعياً قوياً ليس للوحدة القومية بل الوحدة المسيحية  في المنطقة ولذا كان في حسابه ان قوميته تضم مسيحي الشرق الأوسط المنضوين تحت الطوائف المسماة الكلدان ، السريان الأرثذوكس ، السريان الكاثوليك ، الآثوريين / الآشوريين والمارونيين. ولما لا، فهو الطالب درس في مدارس الكنيسة الكلدانية، ولغته سريانية ، ووطنه لصبح لبنان اما اصله فهو من هكاري. وفي الحقيقة ان هذا الأتلاف القومي تبلور عند بيير متأثراً بالشخصية القومية العظيمة نعوم فائق الذي كان بيير يورد عنه ان هذه الطوائف الخمس هي كأصابع الكف الخمس ان اجتمعت وتوحدت ستكون القبضة القوية التي يمكن  توجيهها للعدو والذي يستغل انقسامنا ومن ثم ضعفنا. بيير تأثر بالعديد من رواد النهضة الآشورية وبالخصوص من السريان الأرثذوكس ومنهم كما ذكرنا نعوم فائق وايضاً فريد نزها وآشور خربوط وكذلك كان متأثراً بالأب الكلداني بولس بيداري وأعجبته ثوريته في مجابهة العروبين في بيروت التي عاش فيها ردحاً من الزمن. 
نعم بيير درس في مدارس الكلدان في بيروت وثم ارسله والده ليدرس الفلسفة واللاهوت في المعهد الكهنوتي الكلداني في الدورة ، العراق  في منتصف السبعينات من القرن المنصرم ولكن بيير لم يكمل مشواره هذا ورجع الى بيروت وبعدها هاجرت عائلته الى الولايات المتحدة الامريكية ، وهناك وفي ظل الحرية التي لم تكن متاحة له من قبل أصبح  ناشطاً قومياً مميزاً، وشمل نشاطه الدؤوب العمل في الاعلام الآشوري والفعاليات القومية اضافة الى عضويته الدائمة  حتى مماته في المنظمة  الآثورية الديمقراطية ( مطكستا ) .
 بيير من خلال مشاركاته في النشاط القومي ومساهماته الشعرية والكتابية والخطابية نال إعجاب اقرانه من القوميين الآشوريين  وحتى حين اصابه المرض اللعين لم يمنعه من تقديم كل ما بوسعه لأمته  واتذكر مرة ان نقل من المنبر الذي كان يلقي فيها كلمة الى المستشفى  بعد ان اغميّ عليه. وهكذا احبه وأعجب بأخلاصه الجمهور الآشوري، ولذا رأينا الأمسية الثقافية التي أقيمت لمناسبة أربعينية وفاته حضوراً كبيراً رغم الأنجماد الذي شهدته شيكاغو وقد أعد له أصدقاءه برنامجاً حافلاً أقيم على قاعة المجلس القومي الآشوري ( متوا ) وحضره غبطة مار بولص بنيامين اسقف الكنيسة الشرقية الآشورية في شيكاغو.
حضرتُ التأبين الأربعيني لصديقي المرحوم بيير شمعون فالواجب في هذه الحالة يحتم والوفاء لهكذا وَفي هو لزوم. اُقيم التأبين في قاعة المجلس القومي الآشوري يوم الأحد المصادف العاشر من شباط عام 2019 . اعتلى المنبر ١٥ خطيباً من الذكور والإناث الذين عرفوا المرحوم عن كثب وألقوا الكلمات التأبينية اللائقة بمقام الراحل وجاءت الكلمات بالسورث والعربية والانكليزية. هذا اضافة الى برنامج حافل للصور والفديوات أعده الاخوان ادمون وهرمز حسو اللذان يعدان برنامجاً تلفزيونياً لأكثر من ثلاثين سنة ويبث من شيكاغو، ولذا فأن ارشيف برنامجهم يزخر بنشاطات المرحوم بييرالذي قدم الى شيكاغو عام ١٩٧٩. عرضت فعاليات كان قد شارك فيها المرحوم بيير على الشاشة  الكبيرة واستمعنا الى أشعاره وخطاباته منذ ان كان شاباً وإحداها كان إلقاء قصيدة مع والده المرحوم ايشو شمعون.






         
               مع والده يقرأ قصيدة مشتركة عام 1991                  ينال التكريم في يوم اللغة الآشورية عام 2016
         
الذي نال اعجاب الجميع وافتخارهم ابالمرحوم بيير ايشو شمعون هو عرض فديو كليب مسجل لمستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لشؤون الشرق الأوسط الأستاذ وليد فارس ولما يقارب الخمس دقائق وهو يلقي كلمة مؤثرة بالأنكليزية ذاكراً فيها الجهود المخلصة التي بذلها بيير في المجال القومي الآشوري والوطني اللبناني حتى ترك لنا ارثاً عظيماً من المآثر تخلده الى الأبد. كما ان السيد طوني زيادة  ممثل القوات اللبنانية هو الآخر القى كلمة مؤثرة بالعربية ذاكراً مناقب الراحل بيير والدور الوطني المُشَرِف الذي مارسه في القوات اللبنانية.
الوحدة كانت همّ بيير الكبير وكنت كلما اراه يحدثني عن المه من اننا متفرقون لأسباب تافهة منها العشائرية والقروية واللهجات في الكلام. كان دوماً يقول لي ان هذه الأمة يجب ان تنهض وتشعر بالخطر المحدق بها من جراء الأنقسام. كان يعرف ان حرية الرأي في البلدان العربية مفقودة ولكن الحرية في الغرب موجودة وعلينا استغلالها وايصال قضيتنا الى اصحاب القرارلأتمام المشروع القومي. في هذا كان يترائ له رواد النهضة الآشورية المغتربين الذين استغلوا الحرية المتاحة لهم ليكتبوا ويقولوا الذي كان محضوراً عليهم في بلدان الشرق الأوسط.
المتحدثون في هذا التأبين كانوا كل من السيدات والسادة التالية اسمائهم: 1- ريمون يونان ممثل المنظمة الآثورية الديمقراطية 2- يوسب رشو، اعلامي 3- شيبا مندو مدير المجلس القومي الآشوري في الينوي 4- شوشن سركيس، شاعرة 5- طوني زيادة، ممثل القوات اللبنانية 6- عمانوئيل سلمون، كاتب وأديب 7- مارينا بنجمين، شاعرة 8- يونان هومة ، شاعر 9-  نيمو مرقس ، شاعرة 10- جولينا تمرس، ناشطة حقوقية 11-عمانوئيل ايشو، اعلامي 12- ميمي شمعون ، كاتبة 13- ريمون شمعون شقيق الراحل بيير شمعون، اضافة الى الشاعر نينوس نيراري الذي ادار الأمسية وقرأ آخر قصيدة كتبها المرحوم بيير شمعون في اوائل كانون الثاني من عام 2019. كذلك قرأت شوشن سركيس رسالة بعثها الشاعر ميخائيل ممو من السويد لهذه المناسبة.
مرفقةً هي بعض الصور التي التقطها بكامرة التلفون .
يا رب تقبل صديقنا بيير ايشو شمعون في ملكوتك السماوي مع الأبرار والقديسين، عزاءنا الحار لعائلته ومحبيه. آمين
                                                      حنا شمعون/ شيكاغو

 




غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
معذرتي للقراء الكرام فثمة صورتين مهمتين ضمنها التقرير ولم تظهرا، فقط التعليق ظهر ولا ادري السبب فاني انتظرت المسؤولين في عنكاوا . كوم كي يصلحوا الأمر لكن للأسف هذا لم يحدث ولذا فانا مظطر الآن الى رفع الصورتين منفصلتين . الأولى وهي للمرحوم بيير مع والده المرحوم ايشو شمعون يلقيان قصيدة مشتركة عام 1991 في شيكاغو. والثانية هي المرحوم وهو يُكرَم في يوم اللغة الآشورية عام 2016 ، في شيكاغو ايضاً.
لذا اقتضى التنويه والأعتذار للقراء الكرام .
      حنا شمعون

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1835
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الصديق حنا شمعون المحترم
تحية
بالحقيقة نتأسف على من غادر من أحبتنا  وأهلينا  وخاصة ً من له طريق عمل طويل وطموح وبرنامج للوصول والرقي بالمجتمع والحافظ على الاسم والحضارة .
المرحوم بيير شمعون كان واحداً من  خيرة الكتاب اللامعين المخلصين لقضية شعبه   وتطلعاته
أنا من  المتابعين لابناء قومي من الكتاب والمثقفين وأتشرف بهم دوماً من الراحلين او المتبقين
هذا هو نهجي
وفي النهاية اقول لك شخصياً شكراً جزيلا على هذا التقرير والصور عسى ان تكون أيامك وايامنا خير وأمان وحتى  اللقاء صيفاً على قدح شاي وبعض الذكريات
تقبل التحية
والبقية تأتي
جاني     

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
عزيزي جاني،
ردك كمن يرد المعروف إلى صاحبه وصاحب المعروف هنا هو المرحوم بيير شمعون شاعر المآثر. كم أردت أن تظهر صورته البهية وهو في عز الشباب على واجهة عنكاوا.كوم ، لكن للأسف ان هذه الأخيرة يبدو أن لها خطوط حمراء لا يجب تجاوزها حتى من حنا شمعون الكاتب الناقد النزيه الذي بقدرته ان يهز عروش بعض كتاب الصدارة المعتمدين في نهجها والذين احياناُ يخطئون الهدف.
المقال كتبته وهيأت له ان يكون في زاوية " صورة وخبر " كي تظهر صورة المرحوم وهو في عزٌ شبابه واقف كشمعة يشع نوره على الحضور ، لا بل يضحي  بوقته الثمين ليوصل رسالة هذه الأمة الضائعة إلى الذين هم في موقع المسؤولية. وقد أجاد في ذلك ، واليوم لنا صديق مؤازر لحقوق المسيحيين الآشوريين في البيت الأبيض، إلا وهو الأستاذ وليد فارس الغني عن التعريف للذين يعرفون كواليس السياسة.
عنكاوا كوم ليس فقط لم تلبِ مطلبي العادل، لكنها استخفت بالتحقيق الذي رفعته إليهم وغابت صورتين مهمتين جداً من متن التحقيق.
لذا يا عزيزي جاني اسمح لي اني كدت انسى ردك الجميل. لقد كنتُ بصراحة مغتاظاً من عنكاوا .كوم للتعامل هكذا مع كتاباتي.
امل ان رسالتي من الكتابة عن المرحوم بيير شمعون الخالد قد أتت أُكُلُها، وأنا شاكر لكل من قرأها.
لك جزيل شكري يا جاني العزيز انك دوماً تتابع كتاباتي، وانا هكذا ايضاً اتابع كتاباتك لأنك تكتبتها لإيصال رسالة المحبة والعدالة إلى قراءتك دوماً.

مع المودة والتقدير،
         حنا شمعون/ شيكاغو