المحرر موضوع: سامراء تشرع بمقاومة التغيير الديمغرافي  (زيارة 1832 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31484
    • مشاهدة الملف الشخصي
سامراء تشرع بمقاومة التغيير الديمغرافي
مجلس محافظة صلاح الدين يقرر ترحيل عوائل شيعية من مناطق سامراء إلى جنوبي العراق في عملية توطين هادفة لإحداث تغيير ديمغرافي بخلفيات طائفية.
العرب / عنكاوا كوم

غزوة الجاموس
تكريت (العراق) – قرّر مجلس محافظة صلاح الدين شمالي العاصمة العراقية بغداد، الاثنين، ترحيل عوائل شيعية من مناطق سامراء وتل الذهب وسيد غريب والدجيل وإعادتهم إلى مناطق سكناهم في جنوبي العراق، وذلك في أعقاب الضجّة التي ثارت حول ظاهرة انتقال تلك العوائل بأعداد كبيرة للإقامة في المحافظة الأمر الذي رأى فيه سكانها عملية توطين هادفة لإحداث تغيير ديمغرافي بخلفيات طائفية.

واستند المجلس في قراره إلى التداعيات التي جرّها مقتل طبيب من سكان سامراء في حادث مرور تسببت فيه جاموسة على ملك أحد الوافدين إلى المنطقة، لكنّ مصادر محلية قالت إنّ الهدف الحقيقي هو نزع حالة الاحتقان التي تعيشها مناطق صلاح الدين، والتي يُخشى أن تتطوّر إلى مواجهات بين السكان الأصليين، والوافدين من جنوب العراق.

وقال المجلس، في بيان صحافي إنّه صوّت بالإجماع على مصادرة المواشي التي تتجوّل داخل المدن أو على طرقها الخارجية وفرض غرامة قدرها حوالي 20 ألف دولار على المتسببين في حوادث السير من أصحاب المواشي.

ووجه المجلس في بيانه قيادة عمليات سامراء والأجهزة الأمنية كافة بتنفيذ ما جاء في القرار ابتداء من الثلاثاء.

ويأتي القرار على خلفية توجيه أصدره مجلس قضاء سامراء بترحيل مربي الجاموس من القضاء لاتهامهم بالإضرار بالبيئة والتسبّب في العديد من الحوادث التي راح ضحيتها مواطنون، فضلا عن المخاوف من التغيير الديمغرافي الطائفي.

وقال أحد أعضاء مجلس المحافظة من قضاء سامراء لوكالة الأنباء الألمانية، طالبا عدم ذكر اسمه إنّه “لا يتوقع أن ينفذ مربو الجاموس القرار لأنهم يلقون دعما من المراجع الدينية الشيعية والحكومة المركزية، وجميع القوات الأمنية تخشاهم لأنهم مرتبطون بجهات متنفذة”.

عوائق منتظرة أمام تنفيذ قرار ترحيل القادمين من جنوب العراق والمدعومين من جهات حكومية ومراجع شيعية وميليشيات

وكانت السلطات المحلية في قضاء سامراء قد أمهلت يوم الخميس الماضي عوائل شيعية من مربي الجاموس، ثلاثين يوما لمغادرة المنطقة والعودة إلى مناطق سكناهم في منطقة الأهوار جنوبي العراق.

وشدد البيان على أنّ “بقاء مربي الجاموس يخالف قرارات لجان المصالحة المجتمعية التي تمنع التغيير الديمغرافي تحت أي ظرف وهو ما لم يلتزم به مربو الجاموس في شمالي سامراء”.

وكانت نحو 300 عائلة من مربي الجاموس تمتلك نحو 10 آلاف جاموسة قد استقرت في قضاء سامراء منذ عام 2014 تحت ذريعة انخفاض مناسيب المياه في الأهوار، الأمر الذي عدّه أبناء القضاء محاولة للتغيير الطائفي بإسكان مواطنين شيعة في منطقة سنية.

ونظرا للقيمة التاريخية والأبعاد الدينية لسامرّاء، أصبحت المدينة عرضة لضغوط كبيرة منذ سقوط نظام الرئيس الأسبق صدّام حسين في
سنة 2003، ومجيء أحزاب شيعية إلى الحكم.

ويقول سكاّن المدينة إنّهم يعيشون وضعا شاذّا، وإنّهم شبه مغيبين عن إدارة شأنها العام بما في ذلك ملفّها الأمني لمجرّد أنها تضمّ معلما شيعيا بارزا هو مرقد الإمامين العسكريين علي الهادي وابنه الحسن العسكري، وإنّ عددا منهم يتعرّضون لضغوط شديدة للتخلّي عن ممتلكاتهم والتفريط فيها بأثمان بخسة في إطار عملية تبدو أقرب إلى محاولة إحداث تغيير ديمغرافي في المدينة، لتصبح رابع الأماكن المقدّسة لدى الشيعة في العراق بعد كربلاء والنجف بجنوب البلاد، والكاظمية ببغداد.

ومطلع العام الجاري تصاعدت الخلافات بين أهالي سامراء والجهات الدينية والسياسية والأمنية، وكذلك الميليشيات الشيعية الحاضرة بالمدينة.

وتدور الخلافات حول إدارة الملف الأمني وإدارة مرقدي الإمامين العسكريين اللذين يتولى الوقف الشيعي إدارتهما، دون إشراك الوقف السني الذي يمثل أبناء مدينة سامراء، فيما تتولى قيادتا عمليات سامراء التي تتبع قيادة العمليات المشتركة في بغداد، وميليشيا سرايا السلام التابعة للتيار الصدري، إدارة الملف الأمني بصورة مشتركة دون مشاركة من قوات الشرطة المحلية التابعة للمدينة في إدارة هذه الملف.

ومنذ تفجير المرقدين في فبراير عام 2006، تولّت القوات الأمنية التابعة للحكومة العراقية إدارتهما، وأغلقت منافذ المدينة القديمة التي تضم المرقدين، ورحّلت جميع أصحاب المحال التجارية ومنعتهم من مزاولة أعمالهم فيها، وهذا الأمر ينطبق كذلك على بيوت الأهالي القريبين من المرقدين.