المحرر موضوع: مرصد عالمي... مازال المسيحيون العراقيين يعيشون في خوف دائم  (زيارة 2735 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37779
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
WORLD WATCH MONITOR
عنكاوا كوم – ترجمة رشوان عصام الدقاق


انتهى احتلال الدولة الإسلامية، الذي استمر مدة ثلاث سنوات، لمدينة الموصل والقرى والبلدات المحيطة بها في شمال العراق منذ حوالي عامين، ومع ذلك ظلت المدينة وسكانها المسيحيين عرضة للخطر.

وفي الشهر الماضي، أعلنت الحكومة العراقية أنها ستُسلح سكان 50 قرية في أطراف مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، حتى يتمكنوا من حماية أنفسهم من بقايا جيوب مقاتلي داعش الذيين ما زالوا نشطين في البلاد.

ويبدو أن مقاتلي داعش مُتبنين حالياً عمليات الضرب والفرار، حيث يُهاجمون أهدافاً محلية، مثل سوق مدينة  كركوك، التي تبعد 184كم جنوب شرق الموصل، والهدف منها إيصال رسالة الى بغداد. كذلك، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن بعض الحرائق التي حدثت في الأسابيع الأخيرة وحرقت مئات الهكتارات من الأراضي المزروعة في شمال العراق، مما أدى الى تلف المحاصيل الزراعية التي يقول عنها المهاجمون بأنها مملوكة للكفار.

 أن التوترات الطائفية  التي سبقت احتلال داعش هي أيضاً السبب في ظهورهذه الجماعة الإرهابية مرة أخرى. ووفقا لِما ذكره المُسجل الوطني الكاثوليكي، تقوم الميليشيات المدعومة من إيران، التي تُدعى الحشد الشعبي، بدوريات في الشوارع وفي بعض الأحيان تُسيطر على بلدات بكاملها.

الخوف المستمر:
إنَّ انعدام الأمن والاستقرار يجعل المسيحيين يترددون في العودة الى ديارهم ومجتمعاتهم. ومنذ الإطاحة بالدكتاتور صدام حسين عام 2003 انخفض عدد المسيحيين في العراق الذي كان بحدود 1.4 مليون نسمة. ومن الصعب الآن الحصول على أرقام دقيقة لعددهم الذي وصل اليه حالياً، لكن التقديرات تُشير الى أن ما بقيَّ من المسيحيين في العراق يتراوح بين 200 ألف و 250 ألف نسمة.

قال المطران بشار وردة، رئيس أساقفة مدينة أربيل، للرؤساء المسيحيين أثناء الزيارة التي قام بها لبريطانيا في الشهر الماضي: أصبحت المسيحية في العراق، إحدى أقدم الكنائس إن لم تكن أقدمها في العالم، على وشك الانقراض. وأضاف، بعد 1400 عام من الاضطهاد، ربما يكون المسيحيون العراقيين قد وصلوا الى نهاية الطريق.

ويواجه المسيحيون الذين يُقررون العودة العديد من التحديات، فقد دمر داعش منازلهم والبُنى التحتية لبلداتهم، وهناك خوف دائم لهجمات محتملة من خلايا داعش والميليشيات الطائفية.

قال سالم هاريهوسان، أحد السكان المحليين، لوكالة أخبار أسوشييتد برس بأنه يأسف لعودته الى مسقط رأسه بلدة برطلة، التي تقع على بعد 23 كم شرق الموصل. وعلى الرغم من إعادة بناء منزله بمساعدة إحدى المنظمات غير الحكومية، إلا أنه يشعر بعدم الأمان. وقال، إنها حالة نفسية .... أذهب الى السوق وأسمع بعض الأشياء مثل، ربما يحدث هذا أو ذاك. وأضاف، هذه الأشياء والمخاوف تلعب بعقل الشخص الذي يعيش هنا.

أصبحت بلدة برطلة التي كانت تقطنها غالبية مسيحية سريانية قبل احتلال داعش، أصبحت حالياً ذات غالبية مسلمة شيعية، وتُسيطر عليها ميليشيات يُهيمن فيها العنصر العرقي الشبكي. وقد أبلّغَ عدد من المواطنين المسيحيين عن بعض من حوادث المضايقة والترهيب. أما ممثل الشبك في البرلمان العراقي، قُصي عباس، فقد قال لوكالة أخبار أسوشييتد برس أن هذه الحوادث فردية ولا تُمثل موقفاً لجماعة الشبك تجاه المسيحيين.

ضمان المساواة في الحقوق:
قالت إقبال شنو، إمرأة مسيحية عادت الى برطلة عام 2017، لإحدى وكالات الأنباء أنها تعرضت للتحرش الجنسي من قَبل أحد أفراد الشبك، وتقدمت في البداية بشكوى الى الشرطة لكنها سحبتها لاحقاً خوفاً من الإنتقام.

دعت الجمعيات الخيرية المسيحية، الأبواب المفتوحة والخدمة والشرق الأوسط، الى وضع ألية المساءلة للتعامل مع حوادث الإضطهاد والتمييز الديني والعرقي في العراق وسوريا لضمان وسلامة أمن ومستقبل المسيحيين في هذه المناطق. والعراق وسوريا يحتلان المركزين الثالث عشر والحادي عشر، على التوالي، من حيث صعوبة عيش المسيحيين، في قائمة المراقبة العالمية لجمعية الأبواب المفتوحة لعام 2019.
وهناك مركز قانوني جديد في منطقة نينوى يُحاول تثقيف وتعليم المسيحيين بالنسبة لحقوقهم. ويعمل في المركز فريق قانوني مؤلف من أربعة أشخاص، بمن فيهم قاضٍ ومحامٍ. يعمل هذا الفريق على التسجيل والدفاع عن القضايا التي يتم فيها استعادة أراضي ومنازل المسيحيين، حيث يُحرمون من الحصول على الخدمات العامة مثل التعليم، وتُحرم فيها المرأة من حقوقها.

أما الجهود الأخرى لإستعادة الشعور بالحياة الطبيعية فهي أقلُ من ناحية الصفة الرسمية في الموصل. ومؤخراً، قام شباب من المجتمعات المسيحية واليزيدية والشبك في مناطق سهل نينوى بتقديم الورود البيضاء والحلويات للمسلمين يوم 5 من شهر حزيران الجاري بمناسبة عيد الفطر، الذي يُمثل الاحتفال في نهاية شهر الصيام رمضان.

أفادت وكالة الأخبار الكاثوليكية "فيدس" أن تلك الإيماءة التي نظمتها الرابطة الإيطالية "مد الجسور" كانت بمثابة شيء جميل للمستقبل حيث يمكن لكل شخص ممارسة معتقده الديني والتعبير عنه بحرية واحترام، وصداقة المشاركة في التقاليد واللحظات السعيدة.   
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية