هل هناك ست سنوات عجاف في تاريخ الكنيسة الكلدانية؟
مار افرام المسمى بالسرياني الذي يستشهد البعض بأعماله لم يكن بطريركاً أم اسقفاً ولا حتى حتى كاهناً بل كان يحمل درجة شماس ومن بعدها تنسَّك وأصبح راهباً وبقي على هذه الحالة حتى مماته ومع ذلك له كنز لا يفنى من المؤلفات الكنسية فرضت نفسها على العديد من الكنائس الشرقية وفي الوقت الذي يوجد لدينا الكثير من المثقفين الذين لو عملوا بفكر متحرر لصالح الكنيسة وليس تحت تأثيرات أخرى لساعدوا في الحفاظ على لغتنا وطقسنا وفرضوا أفكارهم على المسؤولين الكنسيين بدل الاكتفاء بالقاء اللوم على هذا المسؤول الكنسي أو ذاك وتحميله مسؤولية أفول اللغة ومضار التأوين عليها.
السنون العجاف التي مرت بها الكنيسة الكلدانية اذا صح التعبير لها جذور ومسببات مضت عليها عقود كثيرة وليست وليدة السنوات الستة الأخيرة التي تسببت في حصول صدمة لمن كانوا يعتبرون أنفسهم الأحق بمنصب البطريرك في انتخابات سنة 2013 وأدت الى انقسام ومشاكسة من قبلهم ودفعتهم للخروج عن الاجماع ومقاطعة اجتماعات السينودس مرات متكررة ودفع أتباعهم والمستفيدين منهم للقيام بعملية تشهير ضد رئاسة الكنيسة الكلدانية .
لا انسى أنه أثناء طفولتي وخاصة في فترة التهيئة للتناول الأول قبل أكثر من ستين سنة وقبل أن يولد بطريرك الكنيسة الكلدانية الحالي أو ربما كان لا يزال طفلاً صغيراً كانت تحشر في رؤوسنا الصغيرة ألحان وصلوات باللغة العربية نحفظها من دون أن نفهم معانيها بالشكل الصحيح وعليه فأنا أعتبر تحميل رئاسة الكنيسة الكلدانية الحالية تهمة محاربة لغتنا ومحاولة القضاء على إرث كنيستنا المشرقية العريقة التفافاً على الحقائق التاريخية الثابتة وقد لا أكون مخطئاً اذا قلت بأن التأوين بدأ منذ الاحتلال العربي للعراق منذ أكثر من 1400 سنة.
الحفاظ على اللغة والتراث والطقس الكلداني مسؤول عنه كل فرد في المجتمع يدعي الانتماء والحرص على ديمومة ذلك الارث الكبير الموشك على الانقراض ولا يمكن تحميل رجال الدين المسؤولية عن ذلك لوحدهم ولا بد هنا من ذكر حقيقة معاشة حيث يطالب كثيرون من أبناء الكنيسة الكلدانية اقامة قداس باللغة العربية لأنهم لا يفهمون اللغة الأم وأنا شخصياً أحضر مثل هذا القداس العربي بسبب موائمة وقته مع التزاماتي الشخصية والعائلية والذي يجلب انتباهي هو أن الأكثرية العظمى من الحضور هم ممن يتكلمون لغتنا الدارجة وربما لا يتقنون العربية .
أكرر القول بأن على كل من يحرص على التراث واللغة والطقس أن يبذل جزئاً من الوقت في إنقاذ ما يمكن إنقاذه بدل توجيه الانتقاد وقد ذكرت ما قام به معلم الكنيسة المشرقية الأكبر مار أفرام في بداية المقالة للدلالة على ما يمكن لكل مثقف أن يقوم به .