المحرر موضوع: منظمة UPP الإيطالية تتوّج مدينة بابل بإكليل الفن بمناسبة إدراجها على لائحة التراث العالمي.  (زيارة 2093 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بناء السلام

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
منظمة UPP الإيطالية تتوّج مدينة بابل بإكليل الفن بمناسبة إدراجها على لائحة التراث العالمي.

متابعة وتصوير/ جميل الجميل

" تلاقحت آشور ببابل وأنتجت عرساً مجتمعياً حضره العراقيون من كافة مكوناتهم"

أقامت منظمة جسر إلى "UPP الإيطالية" ضمن مشروعها معاً للسلام الذي تموّله منظمة مالتيزر الدولية وبالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار عرساً موسيقياً وثقافيا في مدينة بابل الأثرية بمشاركة فريق مشاخت الموسيقي الذي يترأسه العازف الشهير لوكا كيفيناتو والذي يتكوّن من مكوّنات عديدة من كافة أطياف اللون العراقي.

بدأت الإحتفالية بالترحيب بالضيوف والمشاركين الذي قدّمته الشاعرة نور بنت فيصل ومن ثمّ بدأت الحلفة الموسيقية التي تضمّنت عدّة معزوفات وأغاني بعدّة لغات ولهجات، ومن ثمّ قصيدة للشاعر نينب لاماسو " دمي دشميلي" وبعد ذلك تواصل العزف والغناء على عدّة أغاني تراثية وثقافية ومن ثمّ قصيدة للشاعر عامر حمزة الذي قرأ قصيدته باللغة السريانية وبعد ذلك كلمة وزارة الثقافة والسياحة والآثار التي قرأها ممثّلا عن وزير الثقافة عبدالله محمد وبعد ذلك كلمة منظمة جسر إلى التي قرأها ممثّل المنظمة القطري السّيد رائد ميخائيل شابه ومن ثمّ كلمة منظمة مالتيزر الدولية التي قرأها ممثّل المنظمة أحمد، ومن ثمّ إستمرت فعاليات العزف الموسيقي والغناء التراثي والثقافي، وأختتمت الفعالية بأغنية غنّاها الحاضرون والفرقة معا "كلنا العراق"، وأهدت وزارة الثقافة والسياحة والآثار للفرقة الموسيقية والعازف الإيطالي تثمينا لجهودهم في خدمة الفن والأدب والثقافة والسلام.

أشار الممثّل القطري لمنظمة جسر إلى "UPP الإيطالية" والمستشار الستراتيجي لمشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى السيد رائد ميخائيل شابه " نشهد اليوم عرسا اخر للسلام وانتصارا للمبادئ الانسانية والدولية الا وهو ادراج اليونسكو لمدينة بابل الاثرية ضمن لائحة التراث العالمي، حيث نقف اليوم فوق اهم بقعة في العراق والتي انتجت اعظم الحضارات في العالم الا وهي الحضارة البابلية التي أسهمت جنبا الى جنب مع الحضارة السومرية و الأكدية، والآشورية ثم الكلدانية في اغناء الإنسانية بشتى العلوم والاداب ويجب ان يملئنا الفخر بهذا الانجاز العظيم
ان منظمتنا منظمة جسر الى ومنذ نشأتها في العراق عام 1991عملت ولازالت تعمل مع المجتمع المدني العراقي والمؤسسات العراقية لزيادة الوعي الوطني والعالمي بأهمية الحفاظ على التراث والموروث الثقافي العراقي في كل المجالات من خلال برامج ونشاطات مجتمعية تساهم في خلق جيل يؤمن بهويته الوطنية ,إن الاستثمار في المجال الثقافي وبناء قدرات الشباب في تعزيز الهوية الوطنية والمواطنة، هو استثمار في السلام المستدام، وعندما تعمل المؤسسات العراقية بأستقلالية وبعيدا عن التخندق الطائفي والديني فإنها تصبح واحدة من أقوى الأدوات لتعزيز الروابط الاجتماعية واحترام التنوع وتعزيز المثل العليا للتضامن والتسامح من اجل اعادة السلام والاستقرار للمجتمع الذي واجه تحديات صعبة حاولت ضرب التعايش السلمي والتماسك المجتمعي خلال السنوات الماضية. حيث ان عملية اعادة الثقة بين المكونات المختلفة في مرحلة ما بعد داعش هو ليس بالعمل الهين نتيجة الآثار السلبية التي تركها التنظيم على البنيةِ الاجتماعية للمناطق التي اغتصبَها هي الاخرى بحاجةٍ الى عمليةِ تحريرٍ. وان معالجةُ الاثارِ السلبية للفكرِ المتطرفِ باتت حاجةً ملحةً تستدعي اهتماما ووقفةً جادةً من قبلِ المؤسساتِ الثقافية والتربوية ومؤسساتِ المجتمع المدني من اجلِ استئصالِها لان موروثنا الحضاري العراقي كان ويجب أن يبقى، في حياتنا وثقافتنا، عاملا من عوامل الوحدة الوطنية.   وختاما نقول ان الجميع امام مسؤوليات جسام في الحفاظ على هذا الإرث الحضاري الزاخر, وان الجميع متكاتفين ومعنيين بالحفاظ عليه وديمومته لأنه جزء من الأمانة التاريخية التي تقع على كاهلنا جميعا, انصافا لصناع هذه الحضارة العريقة التي نحن ورثتها. معا يبقى التاريخ ارثنا الذي نتغنى به امام العالم اجمع ليس تبجحا, وانما لأننا حقا اصحاب تاريخ ويحسدنا الجميع على كل هذا الموروث وهذه القيم الإنسانية النبيلة.   
بإسمي وبإسم منظمة UPP الإيطالية أهنىء العراقيين جميعاً والبابليين بشكل خاص واود ان اثني على الجهود المخلصة والتي عملت ولسنوات لادراج مدينة بابل الأثرية على لائحة التراث العالم".


وأكّد مستشار السلام في مشروع معا للسلام الباحث نينب لاماسو " إنّ الأمر المهم جدّاً في هذا الحفل والذي أردنا أن نقدّمه كمنظمة دولية هو نقل تجربة التعايش الموجود في بلدنا من خلال الموسيقى والفن لأنّ الفنّ عادة يكون لغة السلام، وأيضا تسليط الضوء على الموروث الإجتماعي والثقافي والآثاري الحضاري الموجود في بلدنا، وأنّ القيمة الغير المادية التي روجنا لها اليوم كانت قيمة معنوية جدا من خلال دمج هذه اللغات واللهجات والثقافات مع بعضها البعض لنبيّن وجهاً آخراً للعراق يؤمن بالتعدّدية وقبول الآخر ويروّج للسلام والطمأنينة".

وشكر مواطنون من مدينة بابل منظمة UPP على هذا الحفل العظيم الذي حصل لأوّل مرّة بمشاركة الإيزيديين والمسيحيين والمسلمين العرب والكرد والشبك والتركمان والكاكائيين والزرادشتيين والأجانب".
جدير ذكره لجنة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (يونيسكو) في باكو الجمعة وافقت على إدراج موقع بابل الأثري التاريخي على لائحتها، بعد ثلاثة عقود من الجهود التي بذلها العراق في هذا الاتجاه.
وتعدّ مدينة بابِل (باليونانية: Βαβυλών)، (باللاتينية: Babylon)، بالآرامية: ܒܵܒܹܠ أو ܒܳܒ݂ܶܠ ، هي مدينة عراقية كانت عاصمة البابليين أيام حكم حمورابي حيث كان البابليون يحكمون أقاليم ما بين النهرين. وافقت اليونسكو في يوليو 2019 على إدراج بابل في لائحة التراث العالمي. وقد اختيرت عاصمة للسياحة العربية لعام 2021م.