المحرر موضوع: الكتاب الازرق الاسود, واليوم الشهيد الاشوري.2  (زيارة 1883 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 665
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي

الكتاب الازوق الاسود, واليوم الشهيد الاشوري.2

بالمناسبة هذا الكتاب الازرق طبع بغلاف اسود عند تقديمه للبرلمان البريطاني من قبل وزير الخارجية تحت ضغط السياسيين الارمن في بريطانيا. لكن الانكليز بطبيعتهم السفيهة ابتسموا واركنوه جانبا.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,945927.0.html

قد يقول البعض هذا حدث قبل مئة عام لننسى والناس تغيرت, لكنهم ينسون بأن المسيحيين حينها في الدولة العثمانية كانوا يعتقدون نفس الشئ. حتى الكنائس التي حاولوا ان يحتمون بها لم تنجيهم. السياسيون المسيحيون في العراق الحالي  يعتقدون انهم في امان بين العرب والكورد المسلمين وانهم اخوة في الوطنية, لا باس ليعتقدوا ما يشائون الى حينها, ولكن الشعب المسيحي المهاجر له شعور متوارث من مئات السنين عميق في وجدانه, انه لا جدوى من بقاءه.

اذربيجان: افادة في شباط  22 : 1916 بواسطة السيد فيليب برايس,  مراسل الحربي لصحف بريطانية اميركية والمنشورة في الصحيفة الارمنية ارارات في لندن اذار  1916 .
في اوكتوبر السنة الماضية  جئت الى ديلمان Diliman  في سهل سلامس شمال الشرقي  من فارس, حيث  كنت في اورميا خلال شهر ايلول وقد ٍرأيت الظروف التي فيها الاشوريون (اغلبهم ارذودوكس, كاثوليك وبروتستانت) في الريف الاسفل حول تلك البحيرة. البعثات التبشيرية الامريكية كانوا يقومون بعمل كبير, عندما ظروف البلد ليست سيئة جدا. كان هناك كمية جيدة من القمح, وكما يبدو ان الاميركان كانوا قد سيطروا على الوضع. ولكن سلامس كان الوضع فيها مختلف جدا.
في نهاية ايلول كان 25000 من النسطوريين الجبليين من مناطق تخوما وباز وتياري وغيرهم والذين كانوا يقاتلون الكورد في كل فترة الصيف اضطروا ان يلجأوا هناك لنقص في الذخيرة, جاءوا الى السهل تحت قيادة البطريرك ما شمعون, وبدأوا يسكنون انفسهم في الحقول والحدائق حول القرى, لان كل القرى في السهل قد تم السكن فيها, وبما ان الشتاء كان على ابواب, فأن الحالة بدون سكن  وغذاء وملابس تكون قاسية. انا ارسلت رسالة الى السيد شبلي وهو ابرق الى اسقف كانتيربري بساعدة مالية لهذه الحالة, لجان المعونة كانت تدار أمرة القنصل الروسي اكيموفيح ومطران الارمني نيرسيس الذي يقرض المال للارمن في قوقاز, واحدى بعثات التبشيرية الامريكية في اورميا والسيد مكداول من الولايات المتحدة.الطريقة المتبعة هي توزيع الحصة اليومية 10 كوبيكس في اليوم وتم زيادتها الى 15 كوبيكس.

حوالي ثلثي الناس الذين بقوا  في اورميا عانوا اقسى انواع القهر. بعد ان  انسحب الروس, كانت الطرق قد اغلقت, ولا احد يسمح له ان يدخل اويخرج من اورميا لاكثر من اربعة اشهر. الكورد دخلوا المدينة من كل الاتجاهات. والفرس المسلمين انضموا اليهم. واجتاحوا القرى المسيحية, النهب والسلب والذبح والاغتصاب كان حالة يومية. كل قرية دفعت نصيبها. اولا قتلوا الرجال ثم اخذوا النساء لانفسهم واجبروهم لان يصبحوا مسلمين واخيرا قاموا بنهب وحرق القرى. في واحدة من هذه القرى قتلوا 80 والاخرى 50 واخرى 30 وهكذا الحالة استمرت باختلاف الدرجات بين 70 قرية مسيحية في اورميا, حوالي 1000 قتل بهذه الطريقة الذين لم يهربوا مع الجيش الروسي. وفي هذا الوقت, الذين تمكنوا ان يهربوا الى المدينة الى مراكز الارساليات الامريكية حيث كل منشأتها كانت ممتلئة الى حد الاختناق. 20000 شخص او اكثر وجدوا السكن في الارساليات الامريكية والفرنسية. بينما البعض اختبأ عند اصدقاء مسلمين او صاحب العقار.
هؤلاء الهاربون اثناء هربهم كانوا دائما ضحايا السرقة من قبل الجنود والضباط الذين كان يتوجب عليهم حمايتهم وكذلك من قبل المدنيين. كثير من النساء جاءوا منكوبين نفسيا, يبكون بالصراخ, والدماء تنزف منهم , واغلبهم عراة , وكثير منهم اجبروا ان يصبحوا مسلمين, 150 حالة التي وجدت من قبل الارسالية الامريكية والتي حاولت اصلاح حالتهم وجمعهم مع عوائلهم. احدى النساء كان لديها طفلين اربعة سنوات وست سنوات جاءت في حالة جمود, جاءت بعد ان استطاعت الهرب من موللا (رجل دين مسلم) , رمى اطفالها في غدير ماء جامد عندما حيوانية المللا اجبر امهم, ولكنها في النهاية استطاعت الهرب واخذت اطفالها ولكنهم ماتوا في اليوم الثاني.
وهكذا خلال اسبوعين 45000 اشوري وارمني كان قد تم نهبهم, ولم تسلم قرية واحدة. اللاجئين في ساحات الارساليات الفرنسية والامريكية بقوا فيها لاكثر من اربعة اشهر ونصف, من ذكر يومي وخوف على حياتهم, الاجنحة كانت مزدحمة الى حد الاختناق, ولا احد يتجرأ ان يخرج من المنشأت.
اغلبية المسحيين في سلامس كانوا قد رحلوا الى روسيا عندما وصل سكان اورمي الى سلامس, ولكن كان هناك  اخرين قد اخفوا انفسهم بين اصدقائهم المسلمين هنا وهناك. عندما سيطر الترك على سلامس استعملو كافة الاساليب ليعرفوا اين وعدد المسيحيين الذين بقوا. وفي احدى الليالي من شهر اذار القوا القبض على 723  ارمني واشوري واخذوهم الى الحقول في هامنتفن وقتلموهم بطريقة بشعة وبعضهم حفروا قبورهم بانفسهم.
      مشكلة عشائر مار شمعون المستقلة في تياري وتخوما والاخرى في كردستان جنوب(وان) بدأت في حزيران. كرسي مار شمعون في قرية قوجانس, هجم عليه قوات الكردية ودمروه ونهبوه عندما كان في الداخل مع بعض رعيته. قوة من الجيش التركي مع المدفعية مع قوة قوامها  30000 كردي والاخرين تقدموا على المسيحيين. اربعين قرية في بروار هذه القريبة من موصل تم تدميرها اولا. وفقط 17 قرية قد نجت. النساء في كثير من القرى الاخرى اجبروا ان يصبحوا مسلمين.
لمدة اربعين يوما دافعوا عن انفسهم امام قوة فائقة, والاحجار وبنادق اثرية. وفي الاخير لم  يستطيعوا الصمود بوجه هجوم المدفعية الحدييثة, والتي ايضا فيها كنيسة مار ساوا, الناس انسحبوا داخل الجبال مع عائلة البطريرك في وسطهم, وهناك عاشوا على النباتات وبعض الخراف التي جلبوها معهم, وكثيرون كانوا يموتون من الجوع يوميا.
مار شمعون جاء الى سلامس- وانا لدي مقابلة معه هناك-  ليعمل على انقاذ شعبه او على الاقل انقاذ ما يمكن انقاذهم. كل هذاحصل في اواخر ايلول. من  اج. بي. ام  القنصل شيبلي في تبريز, حواي 25000 ومنهم مار شمعون نفسه, وعشرة الاف مسيحيين. وحالة البقية الذين لا يقلون عن 100000 خطرة . المساعدات ممكن ارسالها لهم من خلال مار شمعون وخلال القنصل شيبلي.
شكرا للقراءة