المحرر موضوع: منظمة إنسانية إيطالية: إيزيديون يبحثون عن أمل للنهوض بحياتهم من جديد  (زيارة 1518 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي


ترجمة/ حامد أحمد

قبل خمسة أعوام في 3 آب 2014 شن تنظيم داعش الارهابي حملة إبادة جماعية ضد أبناء الطائفة الإيزيدية في منطقة سنجار شمالي العراق

حيث كانت ، نادية ، البالغة في حينها ثماني سنوات تعيش مع عائلتها. كانت قادرة على الهروب الى جبل سنجار مع شقيقاتها بعد أن انذرهم شخص ما باقتراب الخطر , ولكنهم وقعوا بأيدي داعش بعد محاولتهم الرجوع بحثاً عن طعام وتفرق أفراد العائلة منذ ذلك الوقت .

تم اقتياد نادية في حينها برفقة مئات أخريات من النساء الإيزيديات الى مدرسة في الموصل . هناك تم فصل بعضهن عن بعض وفقاً للعمر . تم اقتياد الفتيات الصغيرات في باصات الى مدينة الرقة في سوريا ، حيث أمضت نادية سبعة أشهر هناك في مكان وصفته على إنه سجن . في نهاية الامر تم بيعها الى رجل كبير ولكن بعد أن مات انتقلت عدة مرات أخرى لمدن متعددة وبيعت من رجل الى آخر . في نهاية رحلة أسرها تم تزويجها قسرا من شاب صغير من العراق يبلغ التاسعة عشرة من العمر .

في أحد الأيام لم يرجع زوجها الى البيت واستطاعت نادية الهروب و شقت طريقها نحو مخيم للاجئين في قرية الباغوز شرقي سوريا حيث يقطن فيه كثير من النازحين الإيزيديين . بتاريخ 2 أيار 2019 وبعد ما يقارب من خمسة أعوام على مفارقتها لهم تم إعادة لم شمل نادية مع عائلتها .

حسن ، هو طفل آخر من أبناء الطائفة الإيزيدية من مدينة تل قصب شمالي العراق . تم اختطافه من قبل مسلحي داعش وتدريبه ليصبح مقاتلاً . وخلال عمر لا يتجاوز التسعة أعوام تم ترويع ، حسن ، ذهنياً عبر مشاهد عنف وضرب وتعذيب لا يقدر على نسيانها . وقال حسن بأنهم كانوا دائماً يتعرضون للضرب والإهانة وفي بعض الأحيان لا يعطوهم طعام ، وأضاف بأنهم دربوهم على حمل السلاح وكيفية استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة في وقت كان أطفال آخرون من أقرانه يلعبون لعبتهم الشعبية المفضلة كرة القدم .

أما ، ليلى 32 عاماً ، فقد كانت تعيش في قرية بهزاني عندما اختطفت من قبل تنظيم داعش وأجبرت لتصبح أسيرة استعباد جنسي . تم بيعها تسع مرات ، ولقي جميع أفراد عائلتها البالغ عددهم 19 شخصاً المصير نفسه . وقالت ليلى إن مسلحي داعش الذين يدعون بانهم أصحاب دين قد ارتكبوا جرائم من قتل وسبي واختطاف لا يرضى بها أي دين .

ليلى هي ناشطة إيزيدية أجرت مقابلات مع كثير من وسائل الإعلام العالمية ونشرت قصتها في كتاب يحمل عنوان ، ليلى وليالي الألم . رغم ذلك فهي تشعر بعدم حصول أي تغيير منذ الحاق الهزيمة بداعش وطرده من الأراضي العراقية وإن أياً من المتورطين بارتكاب هذه الجرائم لم ينل عقابه العادل . وتقول إنه أمر صعب بالنسبة لها أن تروي ما حصل لها ولكنه أفضل من أن تبقى صامتة .

نجاح ،23 عاماً ، كان أصعب أمر بالنسبة لها مشاركة الآخرين لقصتها . عندما وصل داعش لقريتها ، شنكال ، هربت مع شقيقها الى بيت قرب الجبال ولكن صاحب البيت خانهم . جاهدت نجاح بكل ما لديها من قوة لمنع فصلها عن أخيها الصغير . لقد اخبرتهم بانه صغير السن بحيث لا يمكن تركه لوحده ولكن أحد مسلحي داعش هددها باستخدام العنف . وقالت لهم بأن عمرها 20 عاماً في حين كان عمرها حين اختطافها 18 عاماً فقط وادعت بانها أم لطفل على أمل ان تقنعهم بان يتركوها ولكن كل تلك المحاولات لم تجدِ نفعاً . مسلحو داعش اختطفوها مع مجموعة من نساء أخريات واخضعوهن لتعذيب وضرب يومي .

في يوم ما قام رجل بأقتيادها بعيداً عن المجموعة وتقول إنه قام بتعذيبها وفي كل ليلة يقوم بربطها وتعريضها للضرب وبعد سنة من سوء المعاملة والتعذيب أجبرها على الزواج منه وبقت على هذا الحال سنتين قبل أن يتم اطلاق سراحها . نجاح عادت الآن مرة أخرى الى بيتها ولكنها دائماً ما تفكر بآلاف من ابناء طائفتها الذين ما يزالون مفقودين من نساء و فتيات والذين ربما ما يزالون يتعرضون للتعذيب والاستعباد أو ربما قد قتلوا . حسين و عائلته تم اختطافهم في 3 آب 2019 في بادئ الامر تم نقله مع أحد أشقائه الى مدينة الرقة في سوريا ولكن سرعان ما تم تفريقهما. عندما كان في التاسعة تم بيعه في سوق النخاسة لعائلة محلية ، سوء المعاملة التي لاقاها في بيته الجديد كانت مستمرة دوام الوقت حتى إنه إذا شرب ماء بدون استئذان فإن هذا قد يعرضه الى التأنيب العنيف والضرب .

بعد مرور أشهر قليلة تم بيعه من جديد الى عائلة أخرى ، كانت المرأة متعاطفة معه ولكن زوجها كان يضربهما معاً عندما يكتشف بانها تساعد حسين في تلبية حاجياته . في نهاية المطاف تم تجنيد حسين من قبل قوة عسكرية محلية وعاد الى العراق فهو يعيش الآن مع جدته في منطقة الشريعة شمالي العراق وما يزال لحد الآن لا يعرف ما حصل لوالديه أو أشقائه .

شيريهان ، كان عمرها 15 عاما عندما هاجم مسلحو داعش منطقة سنجار في 3 آب 2014 . كانت تسكن في منطقة ، سنوني ، التي يقطنها الإيزيديون عندما جاء والدها وهو يرتجف ويقول بأن داعش قد هاجم جنوب منطقة سنجار وبدأ بقتل أبنائها . قالت شيريهان " لم أكن أعلم ماذا كان يحدث ولكن فجأة ادركت مدى خطورة الموقف وقررنا الهروب مع بقية الآلاف من الناس تجاه جبل سنجار عند الحدود السورية . ولم أنسَ الموقف عندما اعترضتنا سيارة لداعش وتم اقتيادي أنا وأمي وفصلونا عن بقية أفراد العائلة."

تقول شيريهان إنه لحد الآن وبعد مرور ثلاث سنوات على تحرير سنجار من داعش لم يتم فعل شيء لإعادة إعمارها فهي تبدو كمدينة أشباح مشيرة الى أن الذين عادوا يحاولون جهد إمكانهم الرجوع لحياتهم الطبيعية رغم أنها ستكون مختلفة عن حياتهم التي كانوا عليها قبل الغزو .

عن منظمة JRS الإيطالية للاجئين