رسالتي السادسة إلى راعي الكنيسة الكلدانية
د. صباح قيّاإتصل بي هاتفياً عزيزٌ عليّ في صباح باكر قبل عدة أيام وأنا في موقع عملي مستفسراً عن مقال نقله الأب المتقاعد الساكن في مدينتي على صفحته في "الفيسبوك", والمقال في جوهره إساءة لي ويحوي من التقريع والتجريح ما يتلاءم مع مثالية وتربية كاتبه. ليس المهم ما فاضت قريحة الكاتب العبقري بتحليله الإنشائي والإعتدائي لمقال لي لا يزال على المنبر الحر, ولكن ما أدهشني هو أن يقوم كاهن بلصق المقال التجريحي على صفحته في "الفيسبوك". لا شك أن الأب الجليل يقصد بعمله هذا هو التشهير بي ولا أرى أي مبرر آخر يقبله العقل السوي. أما ما هو الدافع لذلك؟ ألجواب بسيط, حيث أشرت في ردي على إحدى المداخلات على مقالي بان " لعابه يسيل للدولار". إذن فحوى الموضوع برمته هو " الإنتقام". نعم كاهن كلداني لم يتعلم طيلة خدمته الكهنوتية أن يقدم موعظة إرتجالية واحدة باللغة العربية, وإنما كل مواعظه التي قدمها, ولا يزال, يقرأها على الورقة التي أمامه, ناهيك عن إرشاداته الرعوية التي هو أول المخالفين لمعظمها. رغم ذلك جاء لينتقم...نعم جاء " رنكو لينتقم". طيب, فرضاً أنا أخطأت بحقه, ولكن اليس أحد أركان المسيحية الأساسية التي يمتهن القسيس الفاضل إيمانها يؤكد على الغفران؟ شكراً له حيث ألهمني انتقامه بهذه الرباعيات الشعرية:
كمْ أرى قسّيساً ينهى عن الدولارِ في الوعظِ؟
ولعابُهُ يسيلُ لهُ بالشّمِ واللحظِ
يُجاملُ ذا الجيْبَ الثخينَ بالفعلِ واللفظِ
أحقاً يفقهُ البشارةَ أم فقط بالحفظِ؟
أجيبوني
كمْ أرى الإيمانَ عن جوهرِ الإنجيلِ زائغُ؟
وراعٍ يشْتطُّ عن الأركانِ أو يُراوِغُ
محبةٌ, عطاءٌ, غفرانٌ, كلامٌ فارغُ
أحقاً حلّتْ على الرعاةِ يوماً سوابِغُ؟
أجيبوني أخبرت العزيز على الهاتف بأن الراعي المنوه عنه سوف يضطر لحذف المقال, الذي اطلقت عليه " الهجوم المقابل الفاشوشي", من صفحته لتوقعي بأن المداخلات لن تكون لصالح المقال, ولكن يظهر بأن الكاهن العجوز أبدى بطولة خارقة فأبقى صفحته مُزينة بالقذف والتأنيب.. تفسير ذلك: إما أنه لا يعلم أن الرابط سيحوي المداخلات مهما كانت, أو أنه اطّلع عليها ولم يكترث ما دامت تشهر بي, وهو يتلذذ بانتقامه مني وينام في نشوة وهم انتصاره. لذلك اضطررت أن استخدم معه قلمي كي أذكره بفعلته البعيدة كل البعد عن رسالته الرعوية والإيمانية والروح القدسية وووووو, رغم شكوكي بوفائه لها جميعاً.
أبتي العزيز: ما لك وللفيسبوك؟ ألا تعلم بأن فيه من تنشر صورتها شبه عارية, وإن لم يكن فعلى صفحاته النهود البارزة والصدور المفتوحة والأفخاذ المكتنزة والارداف المثيرة ووووو وكل ما يثير الاحاسيس والغرائز الجسدية التي من المفروض أنك قد نذرت نفسك أن تكون عفيفاً, وتذكّر قول الرب " إن كل من ينظر إلى إمرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه". أحقاً أنك لا تتابع مثل هذه المناظر الخلابة؟ أرجو أن تحلف بالكتاب المقدس كي أصدقك, رغم قناعتي أنك تحلف زوراً إذا استوجب الامر, ولكني سأتساهل وأصدقك...وللعلم هناك مواقع أخرى تخلو مما تحويه صفحات الفيسبوك, فلماذا لا تلجأ إليها إن لم تكن المتعة جزءً من رغباتك؟
أبتي العزيز: أتذكر قدومك إلى بيتي قبل عدة سنوات ومعك قريبك الدجال وأيضاً صاحب جمعية الهجرة هنا...ألم تتعلم من الدرس؟ هل نسيت بأني أبقيت مقالي الأول على الموقع, رغم إلحاحك وإلحاح وساطتك الفاشلة بحذفه. يقال أن " الحرّ لا يُلدغ من جحر مرتين", والظاهر أنك أبعد الناس أن تكون حراً, لأنك سبق أن لُدغت, وتلدغ الآن أيضاً. أللدغة الأولى لأنك أهملت أبسط الحقوق التي يجب أن يتمتع بها أبناء الرعية للترشيح لعضوية المجلس الخورني وجعلتها ترشيحات انتقائية على مزاجك, واللدغة هذه لأنك أسأت إليّ شخصياً... حقاً أنك ساذج, والمصيبة أن قريبك الدجال يستغل سذاجتك فيورطك أكثر وأكثر... أنا على يقين بأن الثعلب الغدار هو الذي أقنعك أن تنقل " الهجوم المقابل الفاشوشي" على صفحتك في الفيسبوك فأوقعك على حديدة تتوهج حرارة, وعليك أن تتحمل نتيجة قصر بصرك.
أبتي العزيز: هل تنكر أنك كررت وصفك ب "المخرف" للبطريرك الراحل رغم أنه انقذك من براثن إبن الحاكم المخلوع. أنسيت كيف طمأنك مثلث الرحمات حينما أتيت له باكياً ومرتعباً فخاطبك بكلمة" إبني" إذهب وأنا أعالج الأمر. حقاً كما يقال" إتق شر من أحسنت إليه". أهكذا يُرد العمل الإنساني والواجب الجميل لتنعته ب" المخرف" عدة مرات؟ هل أنا ألفق ذلك؟ إحلف بالكتاب المقدس إذن.
أبتي العزيز: وماذا عن المطران المسكين الذي شاركت في إهانته ومحاربته وحبك الدسائس للتخلص منه, وبالفعل تحقق لك ذلك إلى أن نام ولم يستيقظ نتيجة العذاب الأليم الذي كان يعاني منه وانت كنت جزءً كبيراً من تلك اللعبة. هل أنا كذاب؟ إحلف بالكتاب المقدس.
أبتي العزيز: أتذكر في آخر لقائي معك في الكنيسة حين سألتني عن إمكانية توسطك لحل الإشكالات بيني وبين قريبك الدجال؟ أجبتك لا مانع عندي بشرط أن يكون الكتاب المقدس بيننا لكي يظهر الكاذب من الصادق. أسدلت أنت الستار عن الموضوع ويدعي الثعلب أنه لم يسمع منك إطلاقاً عن مشروع المصالحة. هل كنت تراوغ معي أم أن قريبك يكذب؟ هل أنا أختلق هذه القصة؟ إحلف بالكتاب المقدس.
والآن يا أبتي العزيز إسمح لي أن أعود لموضوع الدولار. أتذكر عندما التقيتك في غرفتك في الكنيسة وأعطيتك مبلغاً من المال باسم الصالون الثقافي. سؤالي هل وضعته في جيبك أم أودعته لحساب الكنيسة؟ إحلف بالكتاب المقدس أنك لم تجعله ملكاً لك.
أسألك لماذا كانت جمعية الهجرة تطلب مبلغ 100 دولار إضافية عن كل معاملة هجرة لتسلمها إليك؟ حسب ما كانت تتحجج الجمعية به بأن المبلغ من حصة راعي الكنيسة. طيب... هل كنت تسلم المبلغ بدورك إلى اللجنة المالية أم تضعه في جيبك؟ هل هي رشوة الجمعية لك أم صدقة كونك فقير الحال رغم ملكيتك المعروفة؟ أليست هذه سرقة أموال الكنيسة؟ إحلف بالكتاب المقدس.
لا أعتقد انني بحاجة أن أسترسل أكثر كي أثبت أنك عابد المال ولعابك يسيل للدولار.
ابتي العزيز: طردت الصالون الثقافي من الكنيسة وبالحاح من قريبك الدجال ومن لف لفه. لكن لم تفلح في إبعادي عن الكنيسة ولن تفلح لسبب بسيط وهو انني لا ولن أترك الكنيسة للقلة من رعاع الكلدان, ولكي أظل شوكة بعين أي راعٍ يحاول أن يجعل من نفسه مالكاً للكنيسة والرعية مجرد خرفان... سؤالي لماذ اتصلت بكاهن الكنيسة المارونية تلح عليه أن لا يقبل نشاطات الصالون في كنيسته؟ ألا تقر بأن ذلك خبث ولؤم وحقد, ويدل على قلب بلون لباس صاحبه؟ هل انا أزور الحقيقة؟ إحلف بالكتاب المقدس.
كما أنك حاولت أيضاً مع راعي الكنيسة الجديد أن لا يعيد الصالون إلى حضيرة كنيستي الكلدانية ولم تفلح . أين المحبة وأين الحرص على لم شمل الرعية؟ أليست هذه أنانية منك يا ابتي العزيز وضغينة كامنة في عقلك وكل جوارحك ضد هذا المشروع الثقافي الناجح بامتياز؟ هل تنكر ذلك؟ إحلف بالكتاب المقدس.
أبتي العزيز: كيف تسمح لمن خان الاسرار المقدسة أن يقدم القربان؟ ألا تعلم أن من يدعم الفاسق هو فاسق مثله؟ هل من المعقول أنك لا تعلم بأن من جعلته شماساً بقدرة قادر قد خان الأسرار ولا يجوز أن يدنس القربان المقدس بيده الملوثة وقلبه المنحرف؟ إحلف بالكتاب المقدس.
أبتي العزيز: أنا أعلم ماذا ستقوم به لكي تنتقم. أعرف أنك لا تحب احداً إطلاقاً, ولم أسمع منك أبداً كلمة ود لأي من أقرانك في الكهنوت. ربما ترعب الاطفال بتعابير وجهك الكالحة ولكنك لا ولن ترعبني. لقد قرأتني خطأً كما قرأني من قبلك قريبك الدجال. صحيح أنا متواضع وبسيط ولن أرضى إلا أن أكون متواضعاً وبسيطاً, لكن الويل كل الويل لمن يفسر تواضعي وبساطتي على مزاجه. بساطتي قوة وتواضعي ثقة. لقد أخطأ قريبك قراءتي قبلاً فتراه يتوسل ويستنجد بهذا وذاك كي يفلت من أشعة قلمي النافذة . حذاري حذاري أن تتعرض للخدمة الطوعية التي يقوم بها كل عزيز عليّ داخل الكنيسة. ألكنيسة في وجدانهم وفي عروقهم. إنها كالماء للسمكة, وأرجو أن تفهم ما اقصد. لو حاولت, عندها لن أتردد إطلاقاً أن أخبرك لماذا كتبت مقالي الموجود في أرشيف الموقع "ألعفة عند الكهنة", وستتأكد من قولي لك "من يدعم فاسقاً هو فاسق مثله".
آسف لما كتبت مضطراً فأنت من بدأ الهجوم, وهذا هجومي المقابل الذي لا بد من شنّه كي يكون عبرة لمن اعتبر.