قلبي على ولدي ....... وقلب ولدي على السفر !!! 1
حنا نعموج - نيوجرسي - ألولايات المتحدة .
أيها الأحبة : أذا كان الأعتراف بالخطأ فضيلة , فالأعتراف بالحقيقة فضيلة .
لأننا نقر ونعترف وصلنا العمر أرذله بالتعاسة والشقاء وعانينا ما عانيناه من شظف العيش
واليسر والعسر .
وأنا أكتب هذا المقال , استمعت ألى أغنية حزينة لا يمكن أن تفارق ذاكرتي ومخيلتي !!!
والأغنية ” بالسريانية ” تقول ( ليكو دزوخ أبري يوقتاد ليبي وطورتلي ) ؟؟؟
ومعناها بالعربية ( أين تذهب يا ولدي حرقت قلبي وتتركني ) ؟؟؟
هذا الشيخ الجليل يعيش في طورعابدين , ولكن بعد وفاة زوجته لم يبق له في هذه الدنيا
التعيسة سوى ولده الذي يحاول أقناع والده بأن العيش في هذه البلاد أصبح مستحيلا
ولا يطاق , والحل الوحيد الرحيل ألى أوروبا حيث الأمان والأأستقرار2
والحرية والعدالة وحقوق الأنسان . ولكن لن أنسى مذابح السريان ( سيفو) عام 1915 .
ونظر الأبن لوالده فقد كانت الدموع تترقرق في عينيه ويديه ترتجفان .
استدار الوالد وقال لأبنه ؟ أخاف عليك يا ولدي , افكر بك كل لحظة
في هذا الدهر القاسي . أتذكر طفولتك وايتسامتك وقهقهاتك البريئة
ويدك في يدي وكتفك بجانب كتفي , فأنت قطعة من قلبي وقطعة من روحي , وأنت زهرة في حياتي , فأنت سعادتي يا ولدي , وعندما رأيتك
تكبر زاد فرحي .
لي طلب منك ” لا تتركني فليس لي في هذه الدنيا الفانية غيرك ”
فأذا طواني القبر اكتب على قبري ” لن أنساك يا والدي ” .
سافر الأبن الى أوروبا , وسافر الوالد ألى القبر !!!
أيها الأحبة : ألوصية الوحيدة !!!3
شخصان وحيدان في هذا العالم غيوران عليك يطلبان لك السعادة
ومستعدان أن يقدما حياتهما فداء من أجل وجودك وبقائك ’ فلا
تبخل بتقبيل يديهما ولو بدموعك , واطلب لهما الصحة والعافية
وطول العمر !!!
hnamuj@yahoo.com