المحرر موضوع: الفرق بين العشائرية والانتماء العشائري  (زيارة 1283 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالخالق حسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 418
    • مشاهدة الملف الشخصي
الفرق بين العشائرية والانتماء العشائري
د.عبدالخالق حسين

بعد نشر مقالي الأخير الموسوم (العشائر والدولة)(1)، استلمتُ العديد من التعليقات الإيجابية المؤيدة للمضمون، من بينها رسالة من صديق إعلامي  قال فيها: ((أحسنت في مناقشة هذا الموضوع الآن رغم إعتقادي أن العراقيين بصورة عامة يفتخرون بانتماءاتهم العشائرية. أنظر حولك واستعرض أسماء من الأصدقاء والمعارف تجدهم يعرّفون أنفسهم باللقب العشائري من باب (أن عشيرتي معروفة!). والتبجح  أن ابن عمه وابن خالته المعروفين بنفس اللقب يشغلون المنصب  الفلاني هنا وهناك.)) انتهى

أتفق مع الصديق العزيز في تعليقه القيِّم، وكان بودي الإشارة إلى هذه المسألة في مقالي الأخير المشار إليه أعلاه، حيث نلاحظ موجة تصاعد أعداد غفيرة من العراقيين يستخدمون القابهم العشائرية بشكل غير مسبوق. ولكني تجنبت ذلك لتفادي الإطالة، إضافة إلى أن الموضوع كان يخص العشائرية التي هي منظومة حكم في مرحلة تاريخية معينة ما قبل نشوء الدولة والشعب، و يتم إحياءها فيما بعد في مراحل ضعف الدولة و عجزها عن حماية مواطنيها من العدوان. وأشكر الصديق على إثارة هذا الجانب لكي أخصص له مقالاً قصيراً لإلقاء الضوء عليه للتوضيح.

بدءً أود التوكيد أنه ليس معيباً أن يعتز الإنسان بانتمائه العشائري، كما يعتز بانتمائه العائلي أو الديني أو المذهبي أو الوطني، ولسنا ضد العشيرة كعلاقة اجتماعية أساسها رابطة الدم والرحم، على أساس أنهم من جد واحد، ولكننا ضد العشائرية والطائفية والشوفينية والفاشية والعنصرية. فالعشائرية نظام حكم خارج نطاق الدولة، تريد منافسة الدولة، وفرض أعرافها القديمة البالية في حل المنازعات بدلاً من القوانين المدنية الحكومية. إضافة إلى ما يحصل من صدامات بين العشائر أنفسها تؤدي إلى زهق الأرواح، وتفتيت النسيج الاجتماعي، وتؤدي إلى أهوال يندى لها الجبين كما نقرأ في الأخبار من معارك عشائرية في محافظة البصرة في السنوات الأخيرة.

هناك قول مأثور منسوب للإمام جعفر الصادق، جاء فيه: "ليس من العصبية ان تحب قومك، ولكن من العصبية ان تجعل اشرار قومك خيرا من أخيار غيرهم." والقوم في ذلك الوقت كان يطلق على الأقارب وأبناء العشيرة والقبيلة، وليس بمعنى القومية (Nationalism) بمعناها الحاضر.
هذا الكلام ينطبق على من يعتز بدينه، ومذهبه ووطنه وقوميته وحتى عشيرته، على أن لا يفضل أشرار قومه على أخيار الآخرين. وإلا تتحول هذه الانتماءات والغلو في التفاخر بها نوعاً من الطائفية والعشائرية والعنصرية والتي تعني فاشية.

على إنه هناك سبب آخر لاستخدام اسم العشيرة لقباً عند العراقيين ما بعد 2003، وهو كإجراء احترازي لحماية أنسفهم من العدوان، ليعرف المعتدي المحتمل أن هذا الشخص (ظهره قوي)، يعني وراءه عشيرة "قوية" تحميه، وترد له الصاع صاعين!!، لأن الحكومة ضعيفة لا تستطيع حماية مواطنيها من المجرمين.
وهكذا نجد في العراق، معظم الناس الذين كنا نعرفهم بأسمائهم الثنائية أو الثلاثية (الاسم الأول واسم الأب والجد)، راحوا يستخدمون القابهم العشائرية. وهذه ردة حضارية ناتجة عن ضعف الدولة، وعلى الأغلب ستنتهي في المستقبل عندما تسترجع الدول هيبتها، ويشعر الناس بأمان دون الاستقواء بالعشيرة.

على أية حال، هناك كثير من العراقيين الأعلام، وشخصيات تاريخية مرموقة اشتهروا بألقابهم العشائرية أو المدينة التي ينتسبون لها، مثل المؤرخ عباس العزاوي، والممثل الراحل يوسف العاني، والخبير في التغذية الدكتور حقي التميمي، والطبيب الجراح المعروف كمال السامرائي، والسياسي المعروف حامد الجبوري، ورئيس مجلس السيادة في عهد ثورة 14 تموز الفريق نجيب الربيعي، والألوف غيرهم كانوا ومازالوا يستخدمون العشيرة لقباً لهم وبنوايا حسنة، وهم ضد العشائرية، قبل صعود موجة العشائرية التي شجعها صدام حسين بعد فشله في عدوانه على الكويت.
فالعشائرية تؤدي إلى تفتيت النسيج الاجتماعي، أما اللقب العشائري فلا نرى منه ضيراً.
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- د. عبد الخالق حسين: العشائر والدولة

https://www.akhbaar.org/home/2019/8/260982.html

2- د. عبد الخالق حسين: دعوة لمواجهة الإرهاب العشائري في العراق
http://www.akhbaar.org/home/2019/3/255450.html

3- عبدالخالق حسين: قانون العشائر يعيق تطور الدولة المدنية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=542747



غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
يقول الكاتب بأنه ليس ضد العشائرية كعلاقة اجتماعية ولكنه ضد العشائرية والشوفينية والطائفية والعنف الخ.

هنا احب ان اقول للقراء بأن هناك نوعين من الادمغة:

1- وهذه الطريقة يتبعها على الأكثر الأكاديمي، حيث يحتاجون إلى Block diagram مثلا شكل مربع يمثل function دالة على يساره input كمعطيات والى اليمين output كمخرجات او نتائج، وهكذا يفهم هكذا شخص بسرعة البرق حول ماذا يجري الموضوع وبشكل موضوعي دقيق.

2- وهذه الطريقة يتبعها خريجي المعاهد او الاقل، حيث يحتاجون إلى شرح خطوة بخطوة ليتمكنوا من تنفيذ ما هو المطلوب، حيث يتم الشرح لهم قم بالخطوة رقم واحد ثم رقم اثنين ثم ثلاثة ثم العاشرة لحد الوصول إلى الخطوة الأخيرة.

كاتب المقال للأسف يمتلك عقلية هي اقل من نقطة رقم واحد و رقم اثنين.

الشخص العلمي المنطقي يفكر باالاليات وكيف تعمل والى ماذا ستقودنا لو تم تطبيقها ولا يهتم بماذا يحب وماذا يفضل وماذا يرفض.

مثلا: في كل مرة سيتم تطبيق الشيوعية ستقودنا إلى الديكتاتورية، لأن آلية الشيوعية لا تسمح بغير ذلك. هنا لن يكون مهما ان يقول شخص بأنه ليس ضد الشيوعية ولكنه ضد الديكتاتورية والعنف، إذ كلامه هذا سيكون مجرد ثرثرة.

وبنفس الطريقة كلما تم الدفاع عن الولاءات للعشيرة باعطاء العلاقات العشائرية دور كبير في العلاقات الاجتماعية سيكون لدينا مجتمع منحط وفاشل.

سبب دفاع الكاتب عن الالقاب كونه من طائفة الشيعة وهؤلاء العلاقات العشائرية عندهم تحتقر العشائر التي هي ليست من اهل البيت، بحيث كان هناك في العراق بيع اللقب مثل السعوديين الذين كانوا يبيعون اللقب الهاشمي.

وما تسمى بثورة العشرين، ثورة العشائر الحقيرة كانت مجرد ثورة من أجل الدفاع عن الولاء للعشيرة الذين كان مهدد من قبل الولاء للملكية وللدولة وللقانون.

وصدام نفسه تنازل عن لقب نفسه برئيس الدولة وسمي نفسه بشيخ شيوخ العشائر. هذا لأن في العراق هناك فقط عشائر إجرامية.

كاتب المقال يدعم مقاله بقوله بأن هناك في العراق أطباء ومهندسين وجراحين يستخدمون لقبهم العشائري.... وانا اقول يا سلام... ومنذ متى كانت هكذا مغالطات طفولية عبارة عن براهين؟ ألم يكن أسامة بن لادن حامل ماجستير في الاقتصاد؟ ألم يكن ايمن الظواهري جراح معروف؟ ألم يكن اغلب مفجري برج أمريكا طلاب جامعات في ألمانيا؟

كاتب المقال لاسف يمتلك منطق مثير للسخرية وطريقة تفكير طفولية لا تصل لمستوى الروضة.