المحرر موضوع: قوات من حزب الله والحرس الثوري قوة احتياطية ضاربة في العراق  (زيارة 1245 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31322
    • مشاهدة الملف الشخصي
قوات من حزب الله والحرس الثوري قوة احتياطية ضاربة في العراق
حماية الوجود الإيراني المتنامي في العراق وراء موجة القمع ضد المحتجين.
العرب / عنكاوا كوم

ميليشيات تحافظ على راية إيران
بغداد - قالت مصادر عراقية مطلعة إن الآلاف من قوات الحرس الثوري ومقاتلي حزب الله اللبناني يتمركزون في العراق كقوة احتياطية ضاربة لإنقاذ النظام إذا وصل التهديد إلى مداه، وذلك في خضم موجة احتجاج غير مسبوقة اندلعت مطلع الشهر الجاري، وتعرضت لقمع حكومي عنيف.

وفضلا عن الربط بين عناصر الحرس الثوري السبعة آلاف، الذين قيل إنهم يحمون الزوار الإيرانيين الذين سيؤدون زيارة أربعينية الإمام الحسين في كربلاء، يتداول نشطاء أنباء عن دخول عناصر تابعة لحزب الله اللبناني إلى العراق، للمشاركة في تأمين الحكومة أمام ضغط الاحتجاج..

وقالت المصادر إن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وضعا 10 آلاف مقاتل تحت إمرة “أبي جهاد الهاشمي”، وهو مدير مكتب رئيس الوزراء العراقي، في حال ساءت الأوضاع.

ويأتي الزج بالآلاف من عناصر الميليشيات الأجنبية في العراق لإعادة سيناريو التدخل الإيراني لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد في لحظة ترنحه.

وشهدت الأوساط الشيعية الحاكمة في العراق حالة من الاستنفار، ولم يعد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي يهتم بصورته في الأوساط الشعبية كثيرا، إذ كانت الأولوية بالنسبة إلى الجميع هي حماية النظام السياسي الذي يصب كله في خدمة مصالح إيران ونفوذها في العراق والمنطقة.

وفي ليلة وضحاها، تحول عبدالمهدي من مسؤول موصوف بالحكمة والعقلانية، إلى قاتل تسبب في سقوط قرابة 200 متظاهر، وجرح نحو 7 آلاف آخرين، وهو يدافع عن نظام سياسي متهم بالتبعية لإيران، أمام شبان عزل خرجوا لأنهم سئموا من وعود الإصلاح التي تلقوها طيلة أعوام.

المتظاهرون حاولوا تنزيه القوات الأمنية من تهمة القمع منذ اليوم الأول للاحتجاجات
ومنذ اليوم الأول للاحتجاج، حاول المتظاهرون تنزيه القوات الأمنية العراقية من تهمة القمع، مع علمهم بوجود قادة عسكريين مستعدين لتنفيذ أوامر السلطة ضد أي كان، في مقابل تحميل أطراف ميليشياوية، على صلة وثيقة بإيران، مسؤولية التصعيد الأمني الكبير ضد المحتجين.

وتخشى إيران من أن تنزلق أوضاع العراق نحو تغيير النظام السياسي فعلا، لكنها، وفقا لمراقبين، لا تدرك أنها تخسر الكثير من شعبيتها يوميا.

وتسود في أوساط حركة الاحتجاج تصورات واضحة بشأن مسؤولية إيران عن هذا النظام السياسي، الموصوف بالفساد وسوء الإدارة والفشل، بعد 16 عاما من إسقاط نظام حزب البعث لذلك يوجه المتظاهرون سهام نقدهم نحو طهران.

وتمثل العبارة الشائعة باللهجة الدارجة “إيران برا برا”، ومعناها “أخرجي يا إيران من العراق”، إحدى أهم أيقونات حركة الاحتجاج الحالية، بعدما كانت تظهر مواربة في احتجاجات سابقة.

ويقول مراقبون إن هذه الخشية الإيرانية لا تتعلق بالنظام السياسي العراقي لذاته، وإنما بسبب الدور الذي صممته طهران كي يلعبه العراق في الصراع بين إيران والولايات المتحدة.

أيهم كامل: استخدام القوة يعمل على تخفيف الضغط لكنه لن ينهي الأزمة
وتنظر إيران إلى العراق بوصفه منصتها الأهم للدفاع عن مصالحها في المنطقة، كما أنه خزان بشري شيعي يمكنه مد سوريا واليمن بالمقاتلين الذين يقاتلون بالنيابة.

وكان ضروريا بالنسبة للإيرانيين أن يعلنوا عن أن وجودهم في العراق هو أكبر من الإرادة الشعبية أما بالنسبة للحكومة العراقية فالمهم لديها أن تكشف عن انحيازها الكامل لإيران في صراعها مع الولايات المتحدة التي خيبت أمل الشعب العراقي حين لاذت بالصمت في مواجهة التدخل الإيراني. وشجعت إيران، وفقا للمصادر، رئيس الوزراء العراقي على إبداء قدر أعلى من المرونة مع حركة الاحتجاج، بعد قمعها بشدة طيلة أيام، خشية أن يؤدي العنف المفرط إلى تأجيجها.
ويشير المراقبون إلى أن عبدالمهدي أطلق خلال اليومين الماضيين وعودا بشأن توفير فرص العمل وتحريك القطاع الخاص، لا يمكن الوفاء بها دون توريط موازنة البلاد في كوارث مالية كبيرة.
ونقلت وكالة أشيوتيدبرس عن رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “مجموعة أورآسيا” أيهم كامل قوله “استخدام القوة إلى جانب التنازلات الشكلية سيعمل على تخفيف الضغط مؤقتا، لكنه لن ينهي الأزمة”.
وأضاف “يمكن احتواء دورة الاحتجاجات هذه، لكن النظام السياسي سيواصل فقدان شرعيته”.
ويشير حجم التدخل الإيراني السريع ونوعه إلى شعور لدى القيادة العراقية بالخوف من إمكانية أن تؤدي المظاهرات إلى إسقاط النظام من خلال هروب رموزه من المنطقة الدولية “الخضراء”، وهو ما أدى إلى اللجوء إلى العنف المفرط من خلال إطلاق الرصاص الحي على رؤوس المحتجين باعتباره خيارا أول.
ويلفت مراقب سياسي عراقي إلى أنه وبعد أن بات الخطر يهدد الوجود الإيراني في العراق فإن حكومة عبدالمهدي قد تخلت عن دورها في التفاهم مع المحتجين لتترك المجال كله لقوات إيرانية أو موالية لإيران لإنهاء التظاهرات بالطريقة التي تضمن عدم اتساع دائرتها.
وقال المراقب في تصريح لـ”العرب” إن الرد الحكومي، والذي بدأ بالقتل المقصود، كان رسالة إلى المحتجين بأنهم قد تخطوا خطا أحمر يقع خارج التسويات الممكنة، في إشارة واضحة إلى أن الوجود الإيراني في العراق هو الضمانة الوحيدة لاستمرار النظام السياسي الفاسد كما أن بقاء ذلك النظام هو ضمانة لاستمرار الهيمنة الإيرانية.