الاخ العزيز متي اسو المحترم, تحية طيبة
ما اعظم من ان يبذل الانسان نفسه من اجل احبائه...... هذه المقولة أصبحت من الطوباويات التي لا يستطيع إنسان اليوم الوصول إليها!
من هذا المبدأ اسمح لي ان اميز بين من يكتب ويفكر متجردا عن أهوائه الشخصية (لا يخلو أي واحد منا من انتماءات واهواء شخصية) ولكن كما قلت التجرد عن الانتماءات والأهواء الشخصية عند الكتابة والتفكير بالأمور المتعلقة بمجموعة بشرية (هذه القاعدة مفروضة على الكتابة العلمية والموضوعية) ولكن على الجميع التحلي بها نسبيا. وبين من يكتب ويفكر وكأن المجموعة البشرية التي يقصدها عليها أن تتشكل وتتكيف حسب أهوائه الشخصية: والأنكى أن يكون هذا الشخص من المتمرسين بالمكر والدهاء بفنون اللغة والمنطق الجدلي. تصور لو كنت مثلي تعشق الأغاني والمقامات القديمة والقدود الحلبية, وقمنا بمحاولة اشغال واقناع الجميع بأن هذا النوع من الفن هو الوحيد الذي يمكنه المحافظة على وجودنا – في الوقت الذي تعصف الأزمات بشعبنا من جميع الجهات, أفلا نكون كلانا انانيين ومراءين وووو
ثق أنني عندما اقرأ هكذا مقالات فقبل ان احزن على المتفاعلين معها احاول تقييم كاتبها فإن كان ذو علم محدود فقد اعذر جهله وقلة إدراكه, وإن كان ذو علم حينها اعلم ضحالته الفكرية وتدهوره الأخلاقي (الحكماء يدانون بحكمتهم والجهال بجهالتهم - بولس الرسول).
نعم ان شعبنا بحاجة الى كل من يمد له يد المساعدة الفعلية لكي يتمكن من الاستمرار في ارض الاباء والاجداد. انه بحاجة الى كلمة تعالج مأساة قلع جذوره مما يجري على ارض الواقع وليس الى من يكتب ارضاءا لما تشتهيه نفسه بحجج لا تشبع ولا تغني احدا.
مع المودة, اخوك نذار