المحرر موضوع: القربانة " أخذ خبزًا وشكر وبارك"  (زيارة 260 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف جريس شحادة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 757
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
القربانة
" أخذ خبزًا وشكر وبارك"
يوسف جريس شحادة
كفرياسيف _ www.almohales.org
مقدّمة:
" أنت سماء والى سماء تعود" القديس اوريجانوس. " حيث تكون الكنيسة،فهناك الروح القدس وهناك ملء النعمة" القديس ايريناؤس.
يقول القديس افرام السوري:" لقد دعوت الخبز جسدي الحيّ، خذوا كلوا بالإيمان ولا يشكّ احد انّه جسدي وان كل من يأكل منه بإيمان،يأكل فيه نارا وروحا".
نشترك في القداس الإلهي وهو خدمة شكر وتسبيح وتقديس الله مع الشاروبيم،وهدف القداس تمجيد الله أي قدرة الله الفائقة على الإحسان والبذل والعطاء وإغداق الخيرات على الخليقة كلّها.
في القدّاس الإلهي تصبح الكنيسة والمسيح جسدًا واحدا {عب 9 :6 } وحين يطوف الكاهن بالقربان لنرى ان الله وجد مسكنا بين الناس أي بيننا،لان الكلمة صار جسدا وحلّ بيننا،ولفظة " عمّانوئيل العبرية " تعني بالتأثيل الشعبي " الله معنا " لكن المعنى الدلالي اللاهوتي العقائدي ان الله تجسّد وهو بيننا ومعنا { يو 14 :1 }.
والطواف لوجود الافخارستيا { اللفظة سوف نشرحها بشكل منفصل}في العالم تحقيقا لوعد الله ملاخي 11 :1 :" لأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ يُقَرَّبُ لاسْمِي بَخُورٌ وَتَقْدِمَةٌ طَاهِرَةٌ، لأَنَّ اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ."والدخول بالقرابين للهيكل وهو أساس القداس،لان الرب سوف يحلّ بيننا جسديا في السر.
حين يرفع الكاهن القربانة يحدِّد لماذا نزل هذا الخبز من السماء، لكي يظهر مجد الثالوث ومحبّة الله ليتمّ بناء الجسد،وانتبه ونحن في موسم الظهور الإلهي نفهم معمودية يسوع المنزّه عن الخطيئة بقول المرنّم:" مؤيدا حقيقة الكلمة...".
القربان ،استخدمت في اللاويين2 وارتبطت التقدمة "وخبز الوجوه" الدقيق والزيت،ولم تستخدم قربان بالمرة " لذبائح الدمويّة" وذبيحة المسيح " جسده ودمه" واستخدام الكنيسة " الذبيحة غير الدمويّة" لتأكيد سرّية الذبيحة أي ان الذي على المذبح هو فعلا جسد لا يُرى ودم لا يُرى وهو ما يظهره الروح القدس {راجع كتاب خدمة الكاهن ص 126 الكورة سنة 1997 }.
القربانة:
سر القربان هو الاجتماع والشركة { يوحنا 56 :6 أف 30 :5 و1 كورن 15 :6 } كذلك هو التقرّب إلى الله وبه نقترب {أف 18 :2 } والقربان، هو المسيح قربا لله الاب{ عب 14 : 9}.
القربانة تلخّص وتمثّل الكنيسة الواحدة مع المسيح، المسيح في الوسط ثم اثنا عشر صليبا _ الرسل،ثمّ دائرة تحيط بالرسل تمثل الكنيسة.
المربّع الذي يتوسط القربانة {اسباديقون مصدر تقلا :" أو إسباديكون، إسبوتيكون، إزباديقون decpotikon: كلمة مُعَرَّبة عن الكلمة اليونانية، أي الخاص بالسيد الرب أي السيدي.  وتطلق على الجزء الرابع الموجود في وسط القربانة، والذي يشير إلى السيد المسيح له المجد وتُغْمَس في الكأس. } يعني الخاص بالسيد حجر الزاوية، المسيح وهو يتوسط القبّة كما نعرف في البناء،وهنا نفهم قول بولس أف 22 _ 20 : 2  :" مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلًا مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ. الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا، مَسْكَنًا للهِ فِي الرُّوحِ."وتزيّن القربانة بلحن الخلاص :" قدوس قدوس قدوس رب الصبؤوت.." لأنها علامة التسبيح التي تؤكد بيقين وحدة السمائيين بالأرضيين وتوضع خمسة ثقوب مثالا لجراح الرب التي احتملها بإرادته عنّا } يو 22 _ 20 :17 }. القربانة مستديرة الشكل مثال كمال الخلاص،فالدائرة هي الشكل الجيّد الكامل.
في ترتيب خدمة الذبيحة" يرفعها إلى مساواة جبينه ويقسم القربانة من أعلى إلى أسفل لان الابن نزل من فوق،السماء إلى الأرض كائن في السماء والأرض.
يقسم القربانة بعد ان يحسّ الكاهن الثقوب الثلاثة،مؤكدا أسرار الخلاص،الميلاد من العذراء والمعمودية في الأردن وموت الجلجثة والقيامة.
انتبه يفصل الثلث عن الثلثين،لان ميراث الابن لا يمكن فصله عن ميراث الاب والروح القدس، حسب الكلمات المقدسة ،أفشين القدسات { كتاب خدمة الكاهن الكورة 1997 ص 123 }
كذلك عندما " يرفع حمل الله..." فلا يخرق ولا يثقب القربانة من أسفل عند رفع الحمل لان العذراء بتول قبل الولادة وأثناء الولادة وبعد الولادة هي عذراء بتول{ لا ندخل بكل التفاصيل هنا،قد أسهبنا في هذه الأمور كلها في كتابنا القداس الإلهي وهو قيد التدقيق اللغوي حاليا}.
خبز التقدمة يجب ان يكون بال عيب،لذلك نرى الكاهن يرفع القربانة ويتفحصّها، لان حمل الفصح حوليّ ولا عيب فيه { خروج 5 :12 ولا 25 ،17 : 22} وهذا سبب وقوف الكاهن برهة طويلة فاحصا مدققا بالقربانة أمام مذبح الرب ليختار أفضل قربانة،ومن المهم ان نذكر ان أغلبية كهنة الروم الاورثوذكس يحافظون على التقليد هذا.
حسب ما نعلم ، ان ساويروس ابن المقفع { كتاب الثالوث في خدمة الكهنوت} هو أول من شرح عن القرابين المقدمة ومن بعده زكريا ابن سباع.
  عدد القرابين المقدّمة إجمالا في الشرق إما خمسة أو سبعة ولكن بعض المصادر ومنها الثالوث في خدمة الكهنوت يذكر التالي عن الذبيحة أي ليس مفهوم العدد كما في معجزة تكثير الخبز والسمك خمسة وسبع فهنا الشرح عن الذبيحة.
العدد:
1 _ رمز لذبيحة المسيح الواحدة التي لا تتكرر.
3 – الثالوث المقدس واشتراك الثالوث في خلاص الكنيسة عب 14 :9
5 _ الذبائح الأربعة الرئيسية في العهد القديم إضافة لذبيح المسيح خروف الفصح
9 _ 7 _ ذبائح مقبولة في العهد القديم: آدم وهابيل ونوح وإبراهيم وملكيصادق وموسى ويشوع وصموئيل وزكريا.
12 _ الرسل.
يقول لويس شيخو في كتابه القيم {النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية}عن البكري بوصفه رتبة القداس " وضجّ الرهبان بالتقديس" ومن مناسكهم " القربان " هو في الأصل كل ما يتقرّب به إلى الله. وقد خُصّت بقربان النصارى وقال أمية بن أبي الصلت:
أيّام يَلقى نصاراهم مسيحَهُم        والكائنين لهُ ودًّا وقربانا
وجرير:
أو تتركون إلى القسَّينِ هِجْرَتَكم     ومَسْحَكم صلْبَهُم رحْمان قربانا
وقد بنوا منه فعلا " تقرّب" إذا اخذ القربان.قال الأعشى يمدح هوذة بن عليّ النصراني الذي اعتق  مئة من أسرى تميم يوم الفصح:
 بهم تقرّب يوم الفصح ضاحيةً     يرجو الإلَه بما أسْدَى وما صَنعا.
كانوا يدعون القربان " الشَّبَر" ولعل اللفظة سريانة الأصل هي وتعني الطعام والغذاء أرادوا بها قوت النفوس وقد وردت اللفظة في الشعر القديم،عديّ بن زيد:
إذ أتانِي نبأٌ من مُنْعمٍ      لم أخُنْهُ والذي أعطى الشّبر
فشرحوا الشبر بالعطية والموهبة وهو تعريب للفظة اليونانية "افخارستيا " ومعناها الموهبة الصالحة فأطلقوها على القربان.
وخصّوا بالذكر بالشعر الجاهلي خمر القربان والتقديس وقال ايمن ابن خُرَيْم:
وصهباء جُرجانيّة لم يَطُف بها       حنيفٌ ولم تنغَر بها ساعةً قِدرُ
ولم يشهَد القسُّ المهينمُ نارها       طروقًا ولا صلَّى على طبخها حَبَرُ