المحرر موضوع: حانا قريثو...الأميرة السريانية الخالدة في ذاكرة السريان  (زيارة 1414 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37782
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عنكاوا دوت كوم - ANHA - قامشلو- ريناس رمو

لمشاهدة الفيديو
http://www.ankawa.org/vshare/view/11634/hanna-qretho/

​​​​​​​الطقوس والعادات التي يظهر تميّز خصوصية المجتمعات و الفتيات السريانيات وارتباطهن بالتراث السرياني خير دليل على ذلك حيث لا تزال طقوس استذكار الأميرة حانا  تُمارس قبل البدء بالصوم الكبير.

تاريخ الشعوب حافل بقصص تمتد لآلاف السنين، ويُعاد إحياؤها وفق طقوس رمزية، و ماتزال مكونات إقليم الجزيرة في شمال شرق سوريا تحتفظ بطقوسها وعاداتها التي تُحاكي تقاليدها، والتي تُعبر عن أحداث تاريخية، وتحولت اليوم إلى تراثٍ يُحتذى به، ومن هذه الطقوس استذكار فتيات السريان للأميرة حانا حانو قريثو.

وحانا حانو قريثو تُعدّ من أقدم القصص في التاريخ السرياني.

 وتعود قصة حانا إلى زمن أحد ملوك "مزبوتاميا أو بلاد ما بين نهرين" كان يُمنى بالهزائم المتتالية، وحينما تحقق له النصر لأول مرة، عاهد نفسه أمام جيشه بتقديم قربان للآلهة، على أن يكون أول شخص  يصادفه في عودته إلى المدينة هو القربان.

 ولسخرية الأقدار كان أول من استقبله هي ابنته "حانا" فكان لا بد من التضحية بها، وتقبلت الابنة قرار الملك ، ولكنها طلبت منه إمهالها أربعين يوماً تتوجه هي ورفيقاتها إلى قمم الجبال وتفرح وتسعد بهذا النصر قبل أن تُقدم قرباناً للآلهة.



جمعت "حانا" رفيقاتها من فتيات المدينة العذارى، اللواتي جمعن الكثير من أنواع البقوليات والخضار والبيض وغيرها، وخرجن إلى قمة الجبل القريب، وهناك بدأ الاحتفال أربعين يوماً وأربعين ليلة، وعندما قاربت الأيام الأربعين أن تنتهي، طلبت "حانا" من رفيقاتها أن يُقمن لها تذكاراً كل عام في نفس المكان تخليداً لذكراها.

 ثم عادت لوالدها، فأخذ السيف وقطع رأس ابنته "حانا"، وعاماً بعد عام تجتمع الفتيات، في ذلك المكان الذي أقمن عليه احتفالاتهن تذكاراً لصديقتهن "حانا"، فانتقلت هذه العادة من منطقة إلى أخرى، ومن جيل إلى جيل حتى وصلت إلينا.

 وتقوم الفتيات السريانيات في يوم الأحد الذي يسبق الصوم الكبير بصنع دمية خشبية ويُلبسنها لباس العروس، ويخرجن بها من الكنيسة ويطفن بها في بيوت القرية، وخلال الطواف يُقدّم أهالي القرية لهن السمن والبرغل والبيض.

عبير كورية من نساء  قرية محركان شمال غرب ناحية تربه سبيه أوضحت: "إن هذه العادة والطقوس قديمة جداً وورثناها عن آبائنا وأجدادنا، ونستذكر في هذا اليوم الأميرة حانا، التي كانت ضحية لنذر والدها المنتصر في الحرب".



وبيّنت عبير كورية أن الأميرة طلبت من والدها مهلة حتى تقوم بإعداد الطعام والاحتفال مع بقية الفتيات 40 يوماً، وبعدها تُقدم نفسها كضحية، لذا تستذكرها الفتيات السريانيات كل يوم أحد قبل الصوم الكبير بحمل دمية، والتجول بها بين الأحياء، ويقدّم لهن الأهالي السمن والبرغل والبيض، وقالت: "بعدها يتم جمع ما تم تقديمه لهن، و طهوه كما كانت تطبخ الأميرة حانا الأكلة والتي تعرف بالقلي".

وخلال الطواف تردد الفتيات أغنية باللغة السريانية تحكي قصة الأميرة حانا "بنت الملك واقفة بالزاوية، وعم تصلي أبوك وين راح، راح للحرب، وأنت كنت الضحية".

الأميرة حانا باتت اليوم قديسة تستذكرها الفتيات السريانيات كل عام قبل البدء بالصوم الكبير.

(أ ب)



أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية