ابغِضوا الشر وأحِبوا الخير. عاموس ٥: ١٥.
:
بخلاف مجموعة القوانين المتّبعة في بلدان كثيرة، فانّ (الشريعة الكاملة) ليست معقّدة ولا تشكّل عبئا، بل تتألّف من وصايا بسيطة ومبادئ اساسية. قال الرب يسوع:-( نيري لطيف وحملي خفيف. متّى ١١: ٢٩، ٣٠). أضف الى ذلك أنّ (الشريعة الكاملة ) لا تحتاج الى قائمة طويلة من القواعد لأنها مؤسسة على المحبة ومنقوشة في القلوب والعقول، لا على الواح حجرية. قارنوا:(عبرانيين ٨: ٦، ١٠).ان الحدود التي رسمها الرب يهوه لمخلوقاته العاقلة هي لفائدتهم وحمايتهم. تأمل مثلا في القوانين الفيزيائية التي تضبط الطاقة والمادة. فالبشر يدركون انها ضرورية لخيرهم ويقدِّرون وجودها، لذلك لا يعتبرونها قيودا تحُدّ من حريتهم. على نحو مماثل، فإن المقاييس الادبية والروحية التي تتضمنها (شريعة المسيح الكاملة) وُضعت لحماية الناس وفائدتهم. اقرأوا:(يعقوب ١: ٢٥) ايضا، تتيح لنا هذه الشريعة ان نُشبع كل رغباتنا اللائقة دون ان نؤذي انفسنا او نتعدى على حقوق الآخرين وحريتهم. لذلك كي نكون احرارا فعلا، اي قادرين على فعل ما نتمناه، علينا ان ننمي الرغبات الصائبة التي تنسجم مع مقاييس السيد يهوه وصفاته. بكلمات اخرى، يجب ان نتعلم ان نحب ما يحبه ونبغض ما يبغضه. وهذا ما تساعدنا شريعة الحرية على فعله، لكي يباركنا بفيض لطفه الحبي. لاحظ كيف عبَّر احد المرنمين عن شعور لا يرتبط عادة بالشريعة. فقد قال لله:(كم احببت شريعتك. مزمور ١١٩:٩٧) لكنَّ مشاعره لم تكن مجرد جيشان عاطفي، بل تعبيرا عن المحبة لمشيئة الله الموجودة في شريعته. ويسوع المسيح، ابن الله الكامل، كانت لديه المشاعر نفسها. فقد وُصف نبويا بأنه يقول:(ان افعل مشيئتك يا الهي سررت. وشريعتك في وسط احشائي. مزمور ٤٠:٨؛ عبرانيين ١٠:٩) ولكن ماذا عنا؟ هل نُسرّ بفعل مشيئة الله؟ هل نحن مقتنعون بأن شرائع الآب يهوه مفيدة ونافعة؟. وأيّ مكان تحتله الطاعة لشرائع الله في عبادتنا، حياتنا اليومية، اتِّخاذنا القرارات، وعلاقاتنا بالآخرين؟. فلكي نحبّ الشريعة الالهية، يحسن بنا ان نفهم: لماذا لله الحق في سنّ الشرائع ومن جانبنا تطبيقها؟.
بركة الآب يهوه تحل على الجميع باطاعة شرائعه الحبية باسم الابن الطائع يسوع المسيح آمين.