المحرر موضوع: التهاب الكبد B. . . قاتل صامت!.. . . . الجـــــــــــزء الأول.  (زيارة 291 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام الراوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 639
    • مشاهدة الملف الشخصي
  إِلتهاب الكبد B. . قاتل صامت!.
:

الحاجة إِلى فهم المرض , الحاجة إِلى الراحة؟.
يقول يوسف:-‏«كنتُ عريساً جديداً في السابعة والعشرين من عمري ،‏ أَبدو بصحة جيدة ولا أَشكو من أَي علة .‏ وكنتُ أَرزح تحت ضغط شديد في عملي وأنهض بمسؤوليات عديدة ،‏ وأنا لا أَدري إِن التهاب الكبد بدأ يتلف كبدي » .‏
ينقي الكبد الدم من السموم ويؤدي على الأَقل (٥٠٠) وظيفة مهمة أُخرى.‏ لذا يمكن لإِلتهاب الكبد أَن يهد صحة المصابين به.‏ وهو ينجم أَحيانا عن الأِفراط في شرب الكحول أَو التعرض للسموم.‏ ولكن في أَغلب الأَحيان،‏ تكون الفيروسات السبب وراء الأِصابة بهذا المرض.‏ وقد حدد العلماء خمسة منها ،‏ كما إِنهم يعتقدون بوجود ثلاثة فيروسات إِضافية على الأَقل.‏ ‏إِن واحداً فقط من الفيروسات الخمسة ،‏ وهو التهاب الكبد B ،‏ يودي بحياة ما لا يقل عن٦٠٠،٠٠٠ شخص سنوياً،‏ أَي ما يوازي عدد ضحايا الملاريا.‏ وأكثر من بليوني نسمة حوالي ثلث سكان العالم ‏أُصيبوا بهذا الفيروس،‏ غير إِن معظمهم تعافوا بعد بضعة أَشهر.‏ لكن ٣٥٠ مليونا منهم تقريباً أَصبح مرضهم مزمنا.‏ وسيظلون طوال حياتهم قادرين على نقل العدوى،‏ سواء ظهرت عليهم أَعراض المرض ام لا.‏ إِن تلقي العناية الصحية الملائمة في مرحلة مبكرة يحمي بعض المصابين بالتهاب الكبد البائي المزمن من تضرُّر الكبد بشكل جسيم .‏ لكن معظمهم لا يعلمون بإصابتهم لأن الفيروس لا يكشفه إلا فحص دم محدد حتى فحوص وظائف الكبد العادية لا تدل أَحياناً على وجود مشكلة.‏ وهذا يجعل التهاب الكبد B قاتلاً صامتاً يضرب ضحيته دون إِنذار.‏ فربما تمر سنوات كثيرة قبل أَن تظهر على المصاب بالفيروس أَعراض واضحة.‏ وبحلول ذلك الوقت ،‏ يكون الكبد قد أُصيب بالتشمُّع او السرطان ،‏ وهما مرضان يقتلان ربع حاملي الفيروس .‏
‏« كيف أُصبت بالتهاب الكبد B ؟‏ »‏
يقول يوسف :‏ « بدأت الأَعراض بالظهور حين كنت في الثلاثين من العمر.‏ فإثر إِصابتي بالإسهال إِستشرت الطبيب،‏ لكنه عالج الأَعراض فقط.‏ ثم قصدت طبيبا يمارس الطب الآسيوي التقليدي،‏ فوصف لي أَدوية لمعالجة معدتي وأمعائي.‏ لكن أَحداً منهما لم يُجرِ لي فحصا لإِلتهاب الكبد.‏ وعندما لم أُشفَ من الإسهال،‏ عدت إِلى الطبيب الأَول .‏ فضغط برفق على الجهة اليمنى من بطني مما سبب لي الأَلم .‏ وأكَّد تحليل الدم شكوكه،‏ إِذ تبيَّن إِنني أَحملُ فيروس التهاب الكبد B .‏ فصُدمت عند معرفة النتيجة‏ فأنا لم يُنقل إلي دم قط ،‏ ولم أُمارس الجنس مع شركاء مختلفين ».‏ بعدما علم يوسف إِنه مصاب بفيروس التهاب الكبد B.
أُجريت تحاليل دم لكل من زوجته ووالديه وإخوته ،‏ فتبيَّن إِنهم يحملون أَجساماً مضادة للفيروس.‏ لكن جهازهم المناعي تخلص منه.‏ فهل نقل أَحدهم العدوى إِلى يوسف،‏ أَم أُصيبوا بها جميعاً من مصدر واحد؟‏. لا يمكن الجزم بذلك.‏ ففي الواقع ،‏ يظل مصدر العدوى مجهولا في ٣٥٪ من الحالات .‏ إِلا ‌أن المعروف عن التهاب الكبد B إِنه ليس مرضا وراثياً ولا يسري بين الناس عن طريق المخالطة العابرة أَو التشارك في الطعام.‏ بل ينتقل من شخص إِلى آخر نتيجة دخول دم المصاب أَو سوائل جسمه الأُخرى،‏ كالمَنِيّ أَو الإِفرازات المهبلية أَو اللعاب،‏ إِلى مجرى دم الشخص السليم عبر الجروح أَو الأَغشية المخاطية .
إِضافة إِلى ذلك ،‏ لا يزال نقل الدم الملوَّث ينشر العدوى إِلى كثيرين،‏ وخصوصاً في البلدان التي تفتقر إِلى إِجراءات نخل الدم للتأكد من خلوِّه من فيروس التهاب الكبد B.‏ والجدير بالذكر إِن قدرة هذا الفيروس على إِحداث العدوى تفوق بمئة ضعف تلك التي لفيروس العوز المناعي البشري المسبِّب للأيدز .‏ فيمكن لكمية بالغة الصغر من الدم الملوَّث كتلك الموجودة على شفرة الحلاقة أَن تنقل العدوى.‏ كما إِن بقع الدم الجافة قد تبقى معدية اسبوعاً أَو أَكثر! .‏
الى اللقاء في الجزء الثاني بمشيئة الرب يهوه.