قاموس جديد ( أكثر من 1500 مفردة اكدية -آشورية ، متطابقة لفظا ومعنى مع نظيراتها في الارامية الحديثة لقره قوش)
ابو سنحاريب تثار بين حين وآخر أسئلة كثيرة حول أصول العديد من المفردات في لغتنا المحكية ، السورث ، وعلاقتها بلغة الأجداد الأشوريين والتي تنتمي الى اللغة الاكدية ( بفرعيها ، البابلية والآشورية ) ، اضافة الى مدى تاثير اللغة آلام بما مر على الشعب والوطن من غزوات واحتلالات من قبل اقوام غريبة وكذلك تاثيرات اللغة الطقسية المكتوبة باللغة الآرامية غير المفهومة للشعب وبما يثبت باننا وان كنا نصلي ونقرا طقوس الكنيسة بتلك اللغة باعتبارها لغة مقدسة فانها في الوقت ذاته تثبت باننا لسنا من ذلك الجنس الآرامي رغم تلاقح اللغات فيما بينها عبر الزمن وخاصة بسبب الانحدار اللغوي من شجرة اللغات السامية .
وهذا الاختلاف بين اللغة الآرامية المكتوبة وبين لغتنا المحكية ، السورث ، يفتح مجالا واسعا لعدة تساؤلات حول تلك الظاهرة في وجود اختلافات كثيرة في العديد من الكلمات والمصطلحات في اللغة الطقسية المعمول بها في الكنائس وبين اللغة المحكية ( السورث ) ؟ حيث ان الكثير من الصلوات والتراتيل والتسابيح والمزامير المكتوبة باللغة السريانية لا يفهمها المصلون ؟
مما يستنتج منها ايضا تساؤل اخر حول إذا كان ذلك يشكل اثباتا قويا بان هناك اختلاف كبير بين السورث (لغتنا المحكية ) وبين السريانية ؟
وبإيجاد الجواب الصحيح لكل تلك التساؤلات وغيرها ، قد يؤدي الامر الى حسم الجدل في البحث والسؤال عن اصل كلمة ( السورث ) واشتقاقها . ،وامور اخرى تتعلق بأصل وتواصل لغتنا السورث
ومن اجل التوصل الى الحقيقة بشان تلك التساؤلات المهمة. ، أستطيع ان أقول بان القاموس الجديد هذا يعطي اجوبة منطقية ووفق إثباتات ومصادر أكاديمية، لكل تلك التساؤلات وغيرها وبما. يمكننا من إعتبار تلك الأجوبة قاطعة لا تسمح في اضاعةً المزيد من الوقت في النقاش او بمعنى اخر انها تنهي كل اشكاليات الجدل الدائر.
وانصح كل المهتمين بشان لغتنا السورث ان يحصلوا على نسخة منه .
والقاموس الجديد بعنوان ( قاموس المفردات الاكدية -الآشورية المستعملة في اللهجات. الارامية الحديثة ( السورث) لهجة قره قوش (بغديدا
والقاموس من تآليف ألأستاذ مازن زرا ( سنة ٢٠٢٠) طبع في مكتب النهران للطباعة والإعلان أربيل العراق
وهنا سوف نقتبس بإيجاز بعض من المعلومات المهمة التي ضمها القاموس .
o يقول المؤلف في المقدمة ( باشرنا بهذا العمل في عام ٢٠١٦ فاعددنا في حينه قاموسًا مختصرا للألفاظ الاكدية -الآشورية التي مازالت مستعملة في لهجة قره قوش ( وفي غيرها من اللهجات الآرامية الحديثة ) ، اعتمدنا في البداية قاموس واحد فقط بالنسبة للغة. الاكدية هو القاموس المختصر للاكدية ، من تاليف جيرمي بلاك ، اندرو جورج ونيكولاس بوستكيت ، بعد فترة غير طويلة قمنا بمراجعة قاموس شيكاغو الاشوري بمجلداته الستة والعشرين للبحث عن المزيد من الكلمات الاكدية - الآشورية التي مازالت مستعملة في لهجة بغديدا ،
o ( جمعنا في هذا العمل أكثر من 1500 مفردة اكدية -آشورية ، متطابقة لفظا ومعنى مع نظيراتها في الآرامية الحديثة لقره قوش . لابد من التوضيح بان عدد كبير من عدة المفردات هي مشتركة بين اللهجات الآرامية الحديثة ، )
ومن ص ١٠ ؛
( موقع قره قوش ومجاورتها يشكل قلب او مركز سهل نينوي هذا السهل الذي كان يشكل المجال الحيوي للإمبراطورية الآشورية ، ينحصرالسهل بين العواصم الثلاثة للأشوريين نينوي وكالح وخرسباد )
وحول معاني بغديدا نقرا ص ١٤
( ان باخديدا تسمية ترجع الى الفترة الاسورية وهي متكونة من مقطعين اولهما بيت ويعني المكان او الموضع بالاكدية والمقطع الثاني هوخودو بمعني الفرح والسرور باللغة الاكدية فيكون معني بخديدا في الفترة الاشورية مكان الفرح والبهجة )
ومن ص ١٦ :
( هل هي مصادفة ان تكون كل هذه المواقع الأثرية المهمة ( التلال الأثرية ) والتي ترجع الي الفترة الآشورية واقعة علي ضفاف ساقية قرهقوش ؟ ،،،، وبعد دخول المسيحية أصبحت أديرة وكنائس تعد من اقدم المعالم المسيحية في المنطقة مما يوكد استمرار التواجدالحضاري والبشري وحتي المورث الديني في هذة المناطق من الفترة الاشورية وما قبلها الي الفترة المسيحية وما بعدها ولحد الان ، هذة المواقع هي دير القديسة بربارة والذي شيد علي تل كرمليس الاثري ودير مقرتايا الذي شيد بالقرب من تل مقرتايا الاثري وكنيسة القديسة. شموني داخل قرة قوش المشيدة فوق تل بشموني الاثري ودير مار بهنام الذي شيد قرب تل مار بهنام الاثري )
ومن حاشية ص ١٧ :
( كرمليس وحسب اعتقاد رولنصن هي كار مولليسي وهو اسم الاله في تلك المدينة ،،، لا زال اهل كرمليس يسمون بلدتهم بلغتهم الآراميةبنفس ذلك الاسم الاشوري القديم ويسمونها بهذا الشكل كرملش اما اهل بغديدا فيسمونها كرمش
ويذكر الباحث عبد السلام ما يلي ( اسم كرمليس هو مشتق من الكلمة الآشورية كارملس وهو اسم زوجة الاله انايل ( اله الهواء او الجو ) والذي كان يعبده العراقيون القدامي
ومن ص ٤٢ نقرا :
حول ان الارامية الحديثة ليس لها تلك العلاقة او الرابط اللغوي بالسريانية :
يعتبر البعض ان اللهجات الارامية الحديثة او كما تسمى ( احيانا اللغة الاشورية الحديثة ) انه مشتقة او وليدة من السريانية التي هي اللغة الكتابية الكلاسيكية لمسيحي الشرق الاوسط . لذلك يسمونها بالسريانية الحديثة .
يرى الباحث geoffrey khan (وغيره من الباحثين الشرقيين ) ان الامر ليس بهذه الصورة ويقيم الأدلة علي كون اللهجات الآرامية الحديثةوبالرغم من ان علاقتها واضحة وجلية بالسريانية الا انها اي هذه اللهجات ليس لها تلك العلاقة او الرابط اللغوي المباشر بالسريانية ويوردالباحث هذة الأدلة كما يلي :
الدليل الأول : هو ان الآشورية الحديثة متواجدة بلهجات عديدة جدا تختلف من منطقة لأخري وابعد من ذلك تختلف من قرية لاخري بينماالسريانية الفصحي والتي هي لهجةًارامية بطبعها فهي لغة واحدة وموحدة ببنيتها . وبسبب التنوع الكبير للهجات الآشورية المحكية تكون متحدرة من هذا المصدر الوحيد الأقدم
الدليل الثاني :
هو وجود عدة خواص في البنية القواعدية للاشورية الحديثة وهذه الخواص تختلف عما هو موجود في السريانية الفصحى ويمكن ان نرجع اثرها او اصلها الى عدة قرون اقدم من السريانية .
الدليل الثالث :
وجود لغة محكية . تختلف عن السريانية الفصحى ولكنها تشترك بصفات مميزة مع الاشورية الحديثة
الدليل الرابع :
في الاشورية الحديثة يتم تشكيل الفعل الماضي باستخدام عدة لواحق تحتوي علي الحرف لام L مثلا grasle بمعني شد او سحب على النقيض في السريانية الفصحي حيث يشتق الماضي من بنية الفعل بأشكال مختلفة ،،،،وهي تختلف عن الاشورية الحديثة .
الدليل الخامس ؛ مؤشر اخر عل الجذور المبكرة للهجات المحكية المعاصرة واستقلاليتها عن السريانية الفصحى حقيقة كونها احتفظت. وتحتوي عل العديد من المفردات القديمة والتي لا توجد مقابلاتها في السريانية الفصحى
وهذة المفردات مأخوذة من الأكادية اغلبها مرتبط بالزراعة مثل كلمة missara بمعني خط السقي والتي تستعمل في العديد من اللهجات الاشورية الحديثة .
الدليل السادس :
يوجد دليل اخر وهو ان بعض الخواص القواعدية التي توجد في اللهجات الاشورية الحديثة هي نوعيا اكثر قدما من مثيلاتها في السريانيةالفصحى .
كما يوضح ايضا الاستاذ Simo Parpla استمرت العديد من خواص اللغة الاشورية ولا زالت حية في صوتيات وبنية وسياق معظم اللهجات الارامية الحديثة التي يتم التكلم بها في قلب ارض الاشوريين القديمة من قبل المتحدرين من الاشوريين القدماء وهم الاشوريون المعاصرون ولعل اهم الموشرات علي عمق هذا التكامل اللغوي والتلاحم النهائي بين الآشورية والآرامية ، والذي تجلي في الاستعمال. اليوناني للمصطلح ( اللغة الارامية والخط الارامي ) حيث كانوا يشيرون اليها عموما بمصطلح ( اللغة الاشورية وخطها ) .
وبدورنا ننصح القاري بالاطلاع علي ص ٤٦ عن ٢-٨ ادلة إضافية من خلال المفردات الاكدية الآشورية في هذا القاموس
اضافة ال وجود ٩ دلالة الطراز المعماري للبيوت القديمة في فره قوش في ص ٤٧
وأخيرا اشكر مؤلف القاموس للجهد الذي بذله في تآليف هذا الكنز القاموسي