المحرر موضوع: تجذّر وتجدّد عن بعد في مهرجان مار أدّي الثامن في كرمليس  (زيارة 573 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37781
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تجذّر وتجدّد عن بعد في مهرجان مار أدّي الثامن

   
عنكاوا دوت كوم - إيزيدي 24 – جميل الجميل

لم يتجمّع مسيحيّو كرمليس هذا العام مع بعضهم البعض، كانوا بعيدين في أهّم حدث تاريخي يحصل، لقد أبعدت كورونا الناس عن بعضهم البعض إلّا في كرمليس قرّبتهم أكثر وغزلت من إشتياقهم محبّة تتجّذر في أرض هذه البلدة التي زرعت الكثير من الجمال.

مهرجان مار أدّي الثامن، هذا المهرجان الذي تشارك فيه بلدات سهل نينوى وليس فقط كرمليس، كان هذا العام فقط الاحتفال به عن بعد بعيدا عن التجمّعات، لكنّ الرسالة التي أوصلها هذا المهرجان هو أنّ التباعد ليس مهما بقدر أهمية التواصل والتمسّك بالارث الثقافي والحضاري لبلدة كرمليس.

تحت شعار (تجذّر – حياة – ديمومة) انطلقت فعاليات مهرجان مار أدّي الثامن في بلدة كرمليس عن بعد عبر وسائل التواصل الإجتماعي التي نقلت المهرجان على هيئة “بث مباشر” بعيدا عن التجمعات التي كانت تحصل في المهرجانات السابقة بسبب فايروس كورونا المستجد، واقتصرت الإحتفالات والفعاليات على حضور الأشخاص المنظّمين مع الأشخاص الذين قدّموا الفعاليات في المهرجان.

اقتصر المهرجان على يوم واحد فقط حيث افتتح المهرجان في العاشر من أيّار 2020 بصلاة جماعية بحضور المطران نجيب الدومنيكي راعي أبرشية الموصل وعقرة للكلدان والخورأسقف ثابت حبيب والخورأسقف يوسف شمعون القهوجي والأب أدّي بابكا، حيث تضمّن اليوم الأول صلاوات في كنيسة مريم العذراء، وبعدها تضمّن فعاليات ثقافية ورياضية واجتماعية من قراءة قصائد وتمثيل نص مسرحي وقراءة من تراث كرمليس والحديث حول الحصاد وذكريات الحصاد، وأختتم المهرجان بكلمة للجنة المنظمة وتوزيع جوائز على أن تكون أموال الجوائز لمرضى السرطان.

يقول رامي البهادري أحّد المنظّمين للمهرجان لـــ إيزيدي 24 “مهرجان مار أدي الثامن تحت شعار ( تجذر – حياة – ديمومة ) ، يقام سنويا في كرمليس و يتضمن فعاليات متنوعة منها روحية ، ثقافية ، رياضية و بالإضافة إلى سحبة اليانصيب ، هذه السنة و بسبب وباء كورونا إحتفلنا و لكن عبر الفيسبوك من خلال إقامة بث مباشر للصلاة و أيضا فعاليات اليوم الأخير والتي تضمنت أسئلة تراثية من الماضي الجميل و الحديث عن الحصاد في مثل هذا الوقت و إلقاء قصيدة تتغنى بحب البلدة و مشاهد تمثيلية إجتماعية هادفة و كذلك إجراء سحبة اليانصيب التي تكونت من عشرة جوائز ….وإلخ ، كانت أيام مميزة رفعت المعنويات بها وتصور للجميع جمال الحياة في كرمليس”.

وتشير جستينا من بلدة كرمليس لـــ إيزيدي 24 ” هذا العام كان مختلفا عن بقيّة الاعوام التي نحتفل، حيث اقتصر الاحتفال فقط عبر الانترنيت ولمدّة يوم واحد فقط ، بينما في كلّ عام نحتفل لمدّة ثلاثة أيّام في مهرجان مار أدّي وتشارك به كلّ البلدة بالإضافة إلى المدن والبلدات المسيحية الأخرى، لكن بسبب كورونا لم نستطع أن نحتفل لكن كنّا نشاهد الاحتفال عبر الفيسبوك وتضامنّا مع المحتفلين واسترجعنا ذكرياتنا في بلدة كرمليس”.

وكرمليس أو كرملش، (بالسريانية: ܟܪܡܠܫ)، هي بلدة عراقية تقع في سهل نينوى وتحديداً ضمن قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى. غالبية سكان البلدة هم من المسيحيين أتباع الكنيسة الكلدانية مع وجود أقلية تتبع الكنيسة السريانية الكاثوليكية وبالإضافة إلى أقلية من الشبك.

تاريخ البلدة يمتد إلى أكثر من خمسة آلاف سنة مضت وتشتهر بالكثير من الأحداث التاريخية وأشهرها المعركة الكبيرة التي دارت بين الأسكندر المقدوني وداريوش الثالث.، أصبحت البلدة مركزاً تجارياً ودينياً هاماً في المنطقة خلال القرون الوسطى، فمنذ عام 1332 نقل البطريرك كرسيه إليها وأستمر إلى نهاية القرن الرابع عشر حتى مجيء تيمورلنك إلى المنطقة بين عامي (1393-1403)، ففي هذه السنوات تعرضت بلاد ما بين النهرين إلى مذابح قضي فيها على غالبية أتباع كنيسة المشرق ودمرت أبرشياتها.

ظهر اسم البلدة في إحصاء 1957 م وكان عدد سكنها في تلك العام 1876 نسمة. بالرغم من وجود أكثر من أربعة آلاف نسمة يقطنون البلدة الآن لكنه يوجد ما يقارب الثلاثة آلاف نسمة ممن هاجروا إلى خارج العراق. كما شهدت البلدة نزوح الآلاف من المسيحيين إليها بعد حرب العراق الأخيرة.






أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية