المحرر موضوع: جسر من بعشيقة وبحزاني تجاه قريتي الفاضلية وباريمة يهدّم جدران الكراهية ويتزيّن برسائل السلام  (زيارة 885 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بناء السلام

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
جسر من بعشيقة وبحزاني تجاه قريتي الفاضلية وباريمة يهدّم جدران الكراهية ويتزيّن برسائل السلام


-   " العلاقات التاريخية والاجتماعية التي تجمعنا أطول من خطابات كراهية وصور نمطية تداولتها منصّات التواصل الاجتماعي في أوقات سابقة ولا زالوا يروّجون لها، حملة خطوة من أهم الخطوات التي بيّنت المحبّة بين المسلمين والإيزيديين والمسيحيين في ناحية بعشيقة وقراها".

متابعة / جميل الجميل
تصوير / سليمان نعمت

تألّقوا مجموعة من متطوعي بعشيقة وبحزاني، وحملوا معهم رسائل الإيزيديين والمسيحيين ببساطتها وطمأنينتها وكمّية المشاعر الهائلة التي حملتها أحاسيسهم وذهبوا إلى قريتي الفاضلية وباريمة، ذهبوا ليوزّعون السلّات الغذائية على العوائل المتعففة في هذه القريتين.

تحت شعار "لنبدأ بخطوة من أجل السلام" وضمن حملة "خطوة" التي تضمّنت توزيع سلّات غذائية على العوائل المتعففة في ناحية بعشيقة وقراها في فترة فايروس كورونا الذي أثّر على العوائل ذات الدخل المحدود، هذه الحملة دعمتها منظمة "UPP الإيطالية" ضمن مشروعها مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى – مركز بعشيقة لتعزيز المصالحة المجتمعية بين ناحية بعشيقة وقراها لتكون هذه الحملة حملة تضامن وتكافل اجتماعي وعودة العلاقات الاجتماعية بشكل تدريجي مع الإيزيديين والشبك والمسيحيين.

صباح هذا اليوم الموافق 19 أيّار 2020 قام مجموعة من متطوعي بعشيقة وبحزاني بالتعاون مع موظّفي مركز بعشيقة لمشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى بالتوّجه إلى قريتي الفاضلية وباريمة وهم حاملين رسائل كتبها أهالي بعشيقة وبحزاني وتم وضع هذه الرسائل داخل صناديق السّلات الغذائية وتم توزيع السّلات الغذائية على أهالي الفاضلية وباريمة؟

اختلفت هذه المرّة مفاهيم التكافل الإجتماعي لتكون أعمق وأكثر معنى من تسليم سلّة غذائية فقط بل تضمّنت هذه الحملة رسائل مصالحة وتعايش بين قرى ناحية بعشيقة ومركز الناحية، رسائل تضامن ودعم لمسح الصور النمطية وكسر قيود التباعد الإجتماعي التي حصلت في هذه الظروف، كانت رسائل إيجابية نقلتها حملة خطوة.



المحامي حسن علي جرجيس من قرية الفاضلية يقول "  في يومي الأثنين والثلاثاء  شاركنا مع مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى الذي تنفّذه منظمة UPP وتموّله مؤسسة GIZ ،  حيث شكلنا فرق تطوعية من بعشيقة وبحزاني الفاضلية وباريمة لتعزيز مفاهيم التقارب المجتمعي.

ويضيف جرجيس، نحن كفريق من متطوّعي قرية الفاضلية وباريمة قمنا بتوزيع سلات غذائية داخل بحزاني وبعشيقة وإيصال رسائل إطمئنان لإخوتنا الإيزيديين والمسيحيين  بأنهم اخوتنا في الإنسانية والوطن وان مصير منطقتنا واحدة وأننا نحبهم والمنطقة بدونهم مشلولة ولا قيمة لها أنتم اخوتنا ونحبكم ولا مكان للإرهاب بيننا .
ويبيّن جرجيس، وصباح هذا اليوم قام متطوعي بعشيقة وبحزاني من الإخوة المسيحيين والإيزيديين بنفس المبادرة ولقد لاقت ترحيب واسع من اهلي الفاضلية واشادوا أهلي بهذه المبادرة الجميلة من أهالي بعشيقة وبحزاني،  ونستطيع أن نلاحظ أنّ نتائج هذه المبادرة تضمّنت ما يلي :
١ . أثبتت بأن مصيرنا واحد في هذه المنطقة.
٢.  يجب علينا أن نتكاتف ونبني منطقتنا لمستقبل أبنائنا وان أحدنا يكمل الآخر.
٣. التأكيد على العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين أبناء المنطقة .
٤. ان جميع المكونات بعشيقة تضرروا من الإرهاب الداعشي المجرم ، لهذا علينا أن نتكاتف لنتخلص من الصور النمطية وخطابات الكراهية.
واخيرا نشكر منظمة UPP والقائمين على ادارتها وإدارة مشاريعها وخاصة على هذه الحملة المهمة التي تضمّنت أسمى عبارات المصالحة ونصّت على إعادة الألفة والوئام بين أهالي ناحية بعشيقة وقراها".
ويجزم لؤي الياس منسّق مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى في بعشيقة " بأنّ حملة خطوة انبثقت من فكرة مزج عملية التكافل الاجتماعي في فترة جائحة كورونا و وربطها بعملية التماسك الاجتماعي بين المكونات الدينية المتنوعة المختلفة في نينوى و من ضمنها المكون الايزيدي و المكون الشبكي والتي تمتاز بالمتانة و الاصالة و الجيرة الطيبة على مد عقود من الزمن
، و من خلال هذه الحملة تم إرسال رسالة سلام و محبة متبادلة بين ابناء المكون الشبكي و المكون الايزيدي مع توزيع السلات الغذائية و التي شارك فيها فريق متطوعين من ابناء بعشيقة و قرية الفاضلية للعمل سوية في هذه الحملة".

وبيّن عمر السالم منسّق مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى " التعاون الذي حصل بين الإيزيديين والشبك والمسيحيين في هذه الحملة يجب علينا أن ندوّنه في كافة صفحات التواصل الاجتماعي، وأن نقول بأنّ حملات التكافل الإجتماعي انبثقت من التضامن والمصالحة والسلام بين مكونات القرى والمدن ومراكز النواحي والأقضية،
ويؤكّد عمر السالم، على ضرورة الترويج من الطرفين على تعزيز مفاهيم التعاون والتعايش ونسيان وهدم جدران الكراهية والحقد وبناء جسور التواصل والتفاهم والحوار، لأنّ العلاقات الاجتماعية تمتد لمئات السنوات ولن تستطيع الحروب أن تؤثر على هذه العلاقات الاجتماعية والانسانية التي تربط بعشيقة وبحزاني بقراها المحاطة بها".

جدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى هو مشروع تأسس مطلع كانون الثاني عام 2018 ضمن مشاريع منظمة UPP الإيطالية، وإرتأت المنظمة أن تعمل على هذا الجانب كون محافظة نينوى كانت تحتاج إلى هكذا أنشطة لتعزيز روح التسامح بين مكونات نينوى، إستمرّ لمدّة أشهر في مناطق سهل نينوى وبعد أن لاقى نجاحاً وتعزيزا للتغييرات الإيجابية شمل محافظة نينوى ككل وإنطلق مطلع تموز عام 2018 وشمل إنشاء مراكز الشباب في كلّ من مدينة الموصل وناحيتي بعشيقة وبرطلة وقضاء الحمدانية، حيث تضمّن المشروع عدّة فعاليات وأنشطة ضخمة لتعزيز التقارب والتشابك المجتمعي بين كافة مكونات نينوى وحملات ومبادرات تهدف للسلام ، وأيضا شمل إعادة بناء وإعمار وتأهيل سبعة مدارس وتأثيثها بالكامل وبرامج تعليم السلام في المدارس للعديد من الطلاب، والمشروع تموّله الوزارة الفدرالية للتعاون الإقتصادي والتنمية وتنفيذ منظمة جسر إلى (UPPالإيطالية).