المحرر موضوع: آيــــــــــــــــــــــــــــــة اليوم ....كيف لعبد ان يعطي الحرية لعبيد؟. ــــــــــــــ ٢بطرس ٢: ١٩  (زيارة 227 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام الراوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 639
    • مشاهدة الملف الشخصي
يعدونهم بالحرية وهم عبيد. ٢بطرس ٢: ١٩
:

(اعطني الحرية او اعطني الموت!). صرخ الوطني الاميركي باتريك هنري منذ اكثر من ٢٠٠ سنة. فقد كان التحرر بالنسبة اليه اثمن من الحياة نفسها. وعلى مر القرون كانت لملايين الناس مشاعر مماثلة. ولكن خلال القرن الماضي، سلبت القوى الاستعمارية حرية ملايين الرعايا واذ سعى هؤلاء وحصلوا على الاستقلال السياسي. وقد أُقيمت حركات اجتماعية واقتصادية وحتى دينية سعيا نحو التحرر من الظلم والمحاباة، سواء كان ذلك حقيقيا او خياليا. فلم يُرِد من قبل قط كل هذا العدد من الرجال التحرر من سلطة ارباب العمل والحكومات، وكل هذا العدد من النساء من سلطة الازواج والآباء، وكل هذا العدد من الاولاد من سلطة الوالدين والمعلمين. ومع ذلك، فان حركات التحرر ليست شيئا جديدا. فهي في الواقع قديمة تقريبا قِدَم الجنس البشري نفسه. وأقدم كتاب تاريخ في العالم، الكتاب المقدس، يخبرنا بالمزيد. وفحوى القصة، كما توجد في سفر (التكوين ٣: ١-٧) هو هذا: بعد مدة قصيرة من خلق الرجل والمرأة اقترب من المرأة مخلوق ملائكي. ودلت تصرفاته على رغبة في الافلات من سلطة خالقه. فليس من المدهش ان يزعم ان ما تحتاج اليه هي وزوجها كان التحرر. أليس صحيحا، كما حاول اقناعها، ان الله كان قد وضع قيودا عليهما؟. ولكن لماذا، كما سأل، يجب ان لا يأكلا من (ثمر الشجرة. . . في وسط الجنة)؟. وفضلا عن ذلك، ألم تكن [الشجرة شهية للنظر]؟ بلى!. أفلِتا وتحررا ان صح التعبير، كما الحَّ، (تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر. تكوين ٣:‏٥). يا له من امر مرغوب فيه! اجل، ان التحرر من حكم الله (الظالم)، صار يبدو ثمينا كالحياة نفسها. (اعطني الحرية او اعطني الموت!). لقد نال آدم وحواء كليهما حرية الشيطان لحزنهما وحزننا!. فهل تدرك خطورة ما حدث؟‏ لقد كذَّب الشيطان ابليس ما قاله الله لآدم.‏ وعنت كلماته ضمنيا ان آدم وحواء لا يحتاجان الى الآب يهوه لكي يقررا ما هو صواب وما هو خطأ.‏ وهكذا شكّك الشيطان في صواب وشرعية حكم يهوه الله على البشر البارة.‏ فباتت شرعية سلطان الرب يهوه القضيةَ البالغة الاهمية التي اثارها الشيطان. نعم، تحرروا من البقاء في الجنة الخلابة بكل معانيها!. ورزحوا تحت نير عبودية الخطيئة الذي جلب المرض والحزن والالم ثم الموت!. واليوم، ايضا لا نكتفي بما لنا من حرية الفكر والاكتفاء الذاتي من جانب الامور المادية. وكبشر، نحن توّاقون، للحصول على شيء جديد. وكثيرا ما نرغب للحصول على أشياء جيدة وجميلة، ولكن قد تكون مضرة لنا. مثلا الطموح للحصول على الاجهزة الالكترونية الاحدث، بحيث لا نكتفي بما نملك، لانها بميزة اقل من الحديثة. وهكذا نعمل بكل جهدنا للفوز بها، وقد نخسر صحتنا، علاقاتنا، ونصبح بالتالي عبيدا لها، بحيث تحتل المقام الامول في حياتنا. قد نتحرر من العوز ولكن قد يكون الثمن باهضا!.لنتذكر هذه الكلمات:
ابانا السماوي يهوه:-( خبزنا كفافنا أعطِنا اليوم. متى ٦: ١١). وألّا، نكون طامعين في كل ما يسقط نظرنا عليه. باسم مُشْبِع الجياع،  ملكنا العجيب يسوع المسيح آمين.