المحرر موضوع: فرحة عيد، لتعزيز المصالحة المجتمعية بين مكونات قضاء الحمدانية تزرع بهجة في قريتي قره شور وبلاوات.  (زيارة 802 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بناء السلام

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
 فرحة عيد، لتعزيز المصالحة المجتمعية بين مكونات قضاء الحمدانية تزرع بهجة في قريتي قره شور وبلاوات.

متابعة / جميل الجميل
تصوير / ستيفن حبيب

-   لقد ملأوا قلوبهم من عبق تاريخ قراهم ،  وذهبوا حاملين باقات من الحب وصناديق معلّبة بالمواد الغذائية إلّا أنّها حملت رسائل مصالحة من القلب إلى القلب، رسائل لوّنت وجوه الناس بالإبتسامة وأعادت الثقة مرّة أخرى فيما بينهم.

تحت شعار "فرحة عيد" وضمن مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى الذي تنفّذه منظمة "UPP الإيطالية" وتموّله مؤسسة "GIZ الألمانية" قام نشطاء المشروع – مركز الحمدانية بتوزيع سلّات غذائية على أهالي قريتي "بلاوات – قره شور" مع بروشورات توعية حول فايروس كورونا والتضامن مع العوائل المتعففة خلال هذه الأزمة.

الحملة لم تشمل توزيع سلّات غذائية فقط بل شملت توجيه رسائل بين قريتين فرّقتهما الحرب وقرّبتهما مبادئ السلام، حيث إمتزجت الصناديق بتبادل الثقة، رسائل من أهالي قره شور توجّه لأهالي بلاوات ورسائل من أهالي بلاوات توجّه لأهالي قره شور، هكذا كانت المعادلة أن تتبادل القرى فيما بينها وتزيل جدران لتبني جسور من التضامن والتواصل فيما بينها وتعيد كلّ العلاقات القديمة وتحتفي بتحقيق المحبة.

بدأت الحملة بكتابة رسائل سلام بين القريتين وتم وضعها في صناديق السلات الغذائية وبعدها تم تجهيز أكثر من 200 وجبة لأهالي القريتين وتم توزيعها اليوم بمشاركة مكونات الحمدانية ومشاركة متطوعين من القريتين، وانطلقت عملية التوزيع صباح هذا اليوم الجمعة الموافق 5 حزيران 2020.

قال وسام نوح منسّق مركز الحمدانية لمشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى " بدأنا بزيارة القريتين وتوجيه رسائل فارغة ليملأوها ويوجّهون رسائلهم لبعضهم البعض ومن ثمّ جمعنا هذه الرسائل وأثناء تعبئة السلّات الغذائية وضعناها داخل كل سلّة،
ويضيف نوح، لقد إستطعنا أن نساهم في تقريب القريتين مع بعضهما البعض من خلال حملة فرحة عيد التي جسّدت أجمل صور المصالحة المجتمعية في زمن فايروس كورونا لتكون علامة فارقة ومهمة جدا لرسم خارطة السلام من جديد لمحافظة نينوى،
ويختم نوح، بأنّ الحملة كانت أوّلا للمصالحة المجتمعية وثانيا للتضامن مع العوائل المتعففة في فترة فايروس كورونا وأيضا توعية الأهالي بهذا الفايروس وكيفية التخلص منه من خلال توزيع بروشورات توعوية حول الفايروس".

وأكّد محمد فوّاز، مواطن من قرية بلاوات " حصلت العديد من حملات التكافل الإجتماعي وتوزيع السّلات الغذائية لكن هذه الحملة تختلف عن كلّ هذه الحملات كونها كانت خطوة لتحقيق المصالحة المجتمعية بصورة مباشرة وغير مباشرة بين القريتين، كما أنّ هذه الرسائل هي رسائل مهمة تساهم في تعزيز الثقة على المدى القريب، حيث تربط هذه القريتين علاقات تاريخية واجتماعية وإحدى هذه الروابط تبيّنت وتوضّحت للكل هذا اليوم بأنّنا إخوة وأصدقاء ومجتمعات تؤمن بالإنسانية، ونشكر نشطاء مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى – مركز الحمدانية لتنظيم هذه المبادرة المهمة وكلّ من ساهم في إنجاح وتحقيق هذه الخطوة".

ويبيّن في هذا السياق عمر السّالم منسّق مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى " بعد مرحلة النزاع وكل ما يثار من خطابات كراهية ، وفي خضم المعاناة والارهاصات التي تمر على الشعوب في ظل جائحة كورونا أو غيرها من أزمات وحروب ، ترتقي القلوب المتصالحة لتترجم كل معاني الإنسانية في الحب والوفاء والاعتزاز وروح التعاون، لتصنع من كل محنة منحة ، وتساعد بعضها البعض بدون النظر إلى القومية واللون والطائفة، كما وأنّ جرحنا واحد ومعاناتنا واحدة،
ويكمل السّالم حديثه، من هذه المثالية العالية انطلقت حملة السلات الغذائية بين قريتي بلاوات وقره شور لتكون فرصة رائعة وتبيّن للعالم اننا مثل الجسد الواحد الذي لن يفترق أبدا وأنّنا مهما تنوّعنا لن نختلف أبدا فيما بيننا".

وفي هذا الصدد يوضّح مختار قرية قره شور " بأنّ هذا الحملة كانت مهمة وخاصة في هذا الوقت الصعب الذي تمرّ به أغلب العوائل العراقية خلال فترة فايروس كورونا، لكنّنا بالتأكيد نبارك ونشجّع هكذا مبادرات تساهم في تشابك المكونات مع بعضها البعض للوقوف سوية ومواجهة الأزمات بيد واحدة وقلب واحدة، نعم لقد كانت حملة فرحة عيد من الحملات المهمة جدا لإظهار المحبة والتعايش والتسامح بين مكونات قضاء الحمدانية بصورة عامة وبين قريتي بلاوات وقره شور".

وشكرت أم علي مواطنة من قرية قره شور في بيتها هذه المبادرة المهمة كونها إحدى الطرق المهمة في تعزيز التواصل وخاصة في هذا الوقت الصعب، ودعت أم علي أن تعود العلاقات من جديد وتعود الزيارات في الأفراح والمناسبات ومشاركة الأحزان سوية، وهذا بحدّ ذاته يعتبر خطوة مهمة لإظهار طيبة العراقيين ومحبّتهم".

جدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى هو مشروع تأسس مطلع كانون الثاني عام 2018 ضمن مشاريع منظمة UPP الإيطالية، وإرتأت المنظمة أن تعمل على هذا الجانب كون محافظة نينوى كانت تحتاج إلى هكذا أنشطة لتعزيز روح التسامح بين مكونات نينوى، إستمرّ لمدّة أشهر في مناطق سهل نينوى وبعد أن لاقى نجاحاً وتعزيزا للتغييرات الإيجابية شمل محافظة نينوى ككل وإنطلق مطلع تموز عام 2018 وشمل إنشاء مراكز الشباب في كلّ من مدينة الموصل وناحيتي بعشيقة وبرطلة وقضاء الحمدانية، حيث تضمّن المشروع عدّة فعاليات وأنشطة ضخمة لتعزيز التقارب والتشابك المجتمعي بين كافة مكونات نينوى وحملات ومبادرات تهدف للسلام ، وأيضا شمل إعادة بناء وإعمار وتأهيل سبعة مدارس وتأثيثها بالكامل وبرامج تعليم السلام في المدارس للعديد من الطلاب، والمشروع تموّله الوزارة الفدرالية للتعاون الإقتصادي والتنمية وتنفيذ منظمة جسر إلى (UPPالإيطالية).