المحرر موضوع: آيـــــــــــــــــــــــة اليوم . . . ليكن الاتضاع حزام خصركم. لان فيه نعمة. ١ بطرس ٥:٥.  (زيارة 307 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام الراوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 639
    • مشاهدة الملف الشخصي
تمنطقوا باتضاع العقل بعضكم نحو بعض، لأن الله يقاوم المتكبرين، ولكنه يعطي المتواضعين نعمة. ١ بطرس ٥:٥.
:

في القرن الاول، تلقَّى شعب الله المذكِّرات باستمرار. فقد تكلم يسوع مع تلاميذه مرارا وتكرارا عن الحاجة الى تنمية التواضع. غير انه لم يكتف بذكر معنى ان يكون الشخص متواضعا، بل اظهر لهم كيفية الاعراب عن هذه الصفة. ففي آخر يوم قضاه على الارض كإنسان، جمع رسله للاحتفال بعيد الفصح. وبينما هم يتناولون الطعام، قام عن العشاء وغسل اقدامهم، وهو عمل كان ينجزه عادة احد الخدم. (يوحنا ١٣: ١-١٧) وقد ترك هذا التصرف الذي ينم عن التواضع انطباعا عميقا فيهم. وقد اعطى الرسول بطرس، الذي كان حاضرا اثناء ذلك العشاء، الاخوة المؤمنين المشورة المذكورة في آية اليوم. وينبغي ان يدفعنا مثال يسوع ان نعرب جميعا عن التواضع في تعاملاتنا واحدنا مع الآخر. (فيلبّي ٢: ٥-٨). فليس التواضع صفة مطلوبة من احد، بل هي ضرورة من ضرورات الحياة. ولان كما ذكر في اية اليوم، ( الله يقاوم المتكبرين..)!. نعم،‏ ان التحلّي بالتواضع على غرار المسيح هو امر مهم للجميع.‏ وينبغي ان نتذكر، انّ يسوع، كان متواضعا رغم ان ما انجزه لا يمكن لأحد ان يضاهيه.‏ اضافة الى ذلك،‏ بإمكاننا الصلاة الى الهنا المحبّ يهوه ليساعدنا على امتلاك النظرة الصائبة الى انفسنا.‏ ويمكننا ان نصلّي كما صلّى صاحب المزمور:‏-( صلاحا ورجاحة عقل ومعرفة علِّمني،‏ لأني مارست الايمان بوصاياك. مزمور ١١٩:‏٦٦‏)‏. فالرب يهوه سيساعدنا على امتلاك نظرة متّزنة ومعتدلة الى انفسنا،‏ وسيكافئنا على موقفنا المتواضع.‏ (‏امثال ١٨:‏١٢‏)‏. وقد حذرنا يسوع بقوله:‏-( من رفع نفسه وُضِع ومن وضع نفسه رُفِع. متى ٢٣:‏١٢‏).‏ وينبغي علينا ان نمتلك نظرة لائقة الى الصواب والخطأ. بقي يسوع (بلا خطية) رغم انه عاش ٣٣ سنة بين اشخاص ناقصين.‏ يذكر:-(لأن رئيس الكهنة الذي لنا ليس غير قادر أن يتعاطف معنا في ضعفاتنا، بل قد  ٱمتُحِنَ في كل شيء مثلنا، الاّ أنه بلا خطية. ‏عبرانيين ٤:‏١٥‏). ‏ قال صاحب المزمور في نبوته عن نظرة المسيَّا:‏-(أحببتَ البر وأبغضتَ الشر.‏ مزمور ٤٥:‏٧؛‏ عبرانيين ١:‏٩‏)‏ والمسيحيون الحقيقيون، يحاولون الاقتداء بيسوع في هذا المجال ايضا.‏ فهم لا يعرفون الصواب من الخطإ فحسب،‏ بل ايضا يبغضون الخطأ ويحبون الصواب.‏ اقراوا:-(‏عاموس ٥:‏١٥‏)‏ وهذا ما يساعدهم في صراعهم مع ميولهم الخاطئة الموروثة.‏( تكوين ٨:‏٢١؛‏ روما ٧:‏​٢١-‏٢٥)‏.‏ وكما قال يسوع للفريسي نيقوديموس:‏-(الذي يمارس الرذائل يبغض النور ولا يأتي الى النور،‏ لئلا تُوبَّخ اعماله.‏ وأما الذي يفعل الحق فيأتي الى النور،‏ لكي تظهر اعماله انها عُملَت بحسب الله. ‏يوحنا ٣:‏​٢٠،‏ ٢١‏)‏ وانّ يسوع هو :-(النور الحق الذي ينير شتى الناس)،‏ كما في (‏يوحنا ١:‏​٩،‏ ١٠‏)‏. لكنّ يسوع قال انه اذا مارسنا (الرذائل) —‏ الامور الخاطئة التي لا يرضى عنها الله —‏ نبغض النور.‏ فهل يمكن ان تتخيل شخصا يبغض يسوع ومقاييسه!؟‏ هذا هو الموقف الذي يعرب عنه الذين يمارسون الخطية دون توبة.‏ ورغم ان هؤلاء الاشخاص قد لا يعتبرون انفسهم مبغِضين ليسوع ومقاييسه،‏ فمن الواضح ان هذا هو رأي يسوع فيهم.‏
ابانا السماوي يهوه، ساعدنا في المنطق بحزام التواضع وعدم التشامخ، واظها المحبة، باسم ابنك المتواضع الحبيب يسوع المسيح آمين.